بما ان إعلان عدن التاريخي في يوم الرابع من مايو الجاري , قد تجلى بأنه أعد على عجل وشابة نوع من الغموض و بعض التباينات في صياغ مضمون التفويض والتخويل في تشكيل القيادة السياسية للجنوب .. ولكن ما تم اعلانه اليوم في البيان الجنوبي رقم (1) فيما تضمن من إشهار لعضوية الهيئة الرئاسية الانتقالية والمهام المناطة بها في طور التأسيسي وتفنيد نوع الشراكة في القضاء على المد الفارسي والإرهاب , فقد ازل غمة الغموض والتباينات في فحوى إعلان عدن التاريخي .. فحينما نتمعن بنظرة ثاقبة في الأبعاد السياسية التي تضمنها بطريقة إحترافية تثبت أن العقل السياسي الجنوبي , بدأ تفعيلة بشكل موازي للفعل الميداني لأبناء الجنوب بما حملة من رسائل سياسية بحسب متطلبات المرحلة الراهنة .. فقد كانت الرسالة الأولى من البيان الجنوبي رقم (1) هي بمثابة تطمين للاقليم والمجتمع الدولي بشأن إزالة الفكرة التي لديهم عن ماهية الضمانات التي تضمن عدم عودة الجنوبيين الى الاقتتال على السلطة, إذا منح شعب الجنوب الحرية الاستقلال بدولة مستقلة, وتكمن إزالة اللبس عن هذه الفكرة تجسيد مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين الذي عبر عنها البيان في عملية التمثيل بعضوية الهيئة الرئاسة الإنتقالية من باب المندب الى حوف وتجسدت تلك المصالحة الوطنية حتى مع الجنوبيين الذين يعملون في سلك الشرعية من وزراء ومحافظين وكل ألوان الطيف الجنوبي بما فيها قطاع المرأة.. أما الرسالة الثانية التي أرسلها البيان الى دول عاصفة الحزم والشرعية اليمنية, هي القوائم العددي لعضوية هيئة الرئاسة الانتقالية بعدد (26) الذي يمثل تاريخ إنطلاق العمليات العسكرية لعاصفة الحزم بتدخل العسكري في الأراضي اليمنية شمالا وجنوبا, وأن شعب هذه الهيئة الجنوبية هو من حقق أهداف عاصفة الحزم والأمل بتحرير وتطهير المحافظات الجنوبية والساحل الغربي للمحافظات الشمالية وهو شريك الفاعل الذي أعاد لشرعيه الدستورية الامل بتواجد على أرض الجنوب وإخراجها من دائرة التوصيف الدولي بشرعية منفى ليس لها وجود على الأراضي اليمنية .. فإما الرسالة الثالثة إثبات الشراكة الحقيقة في الانتصارات العسكرية التي حققتها عاصفة الحزم على الأراضي اليمنية جنوبا وشمالا, بفضل التضحيات الفدائيه للمقاومة الجنوبية والمقاومة السلفية التي تم استثمارها من قبل الشرعية وإخوان اليمن على حساب تغذية الشقاق بعدم توافق المشروع الجهادي السلفي مع مقاومة الحراك الجنوبي, وجئت عملية ترأس ونيابة الهيئة السياسية الإنتقالية لزبيدي و هاني بن بريك ان مشروعنا واحد تجاه تطلعات شعب الجنوب فلا يحق لشرعيه وإخوان اليمن, القيام بأي إستثناء بعد اليوم من حقوقنا في الانتصارات العسكرية المحققة على أراضي اليمن جنوبا وشمالا بعد عجز الإخوان والشرعية من تحقيق اي انتصارات عسكرية بتقدم في جبهتي نهم وميدي على مدى عامين كاملين .. وأما الرسالة الرابعة هي الأكثر قوة من الرسائل السابقة التي وجهت لدول التحالف والشرعية الدستورية, من خلال تمثيل وزير النقل ومحافظي الضالع ولحج وشبوه وحضرموت وسقطرى , فان مضمون هذه الرسالة اذا كانت الشرعية الدستورية التي انتخبت من قبل المحافظات الشمالية بالإضافة إلى حزب الإصلاح الإخواني, تسيطر على كل مفاصل السلطة الشرعية في الحقائب الوزارية والوظائف الدبلوماسية وأيضا تعيين محافظين للمحافظات الواقعة تحت قبضة مليشيات الحوثي والمخلوع فكل تلك الامتيازات حصلت عليها في ضل تحرير محافظتين شمالية فقط وهي ( مارب والجوف) فاننا كقياده سياسية تمثل شعب الجنوب فقد تركنا مساحة لشرعيه في محافظة عدن العاصمة المؤقتة ومحافظة أبينمسقط رأس الرئيس ومحافظة المهرة اكراما لهوية فخامة الرئيس هادي فإذا كانت شرعيته نفوذها في محافظتين شمالية فان القيادة الإنتقالية تمنح ثلاث محافظات في الجنوب على الرغم من الاقصاء والتهميش والاستحواذ السلطوي للإخوان والشرعية دون الإعتراف بالشراكة الجنوبية الفاعلة على الأرض .. واما الرسالة الخامسة والأخيرة فهي موجهة الى شعب الجنوب في داخل بكل مكوناته الثورية في كل المحافظات الجنوبية, ومضمون هذه الرسالة هي إن من لم ينال شرف المشاركة في عضوية هيئة الرئاسة الإنتقالية سيكون له حق المشاركة في الهيئات التنفيذية الوطنية التي نحن في طور تأسيسها ستاسس انطلاقا من الأحياء السكنية حتى بلوغ المراكز والمديريات والمحافظات , فمن يشعر بان له الثقل في الكفة الجنوبية فما زال هناك متسع لإثبات ثقله الثوري على مستوى الساحة الجنوبية , ومن هذا المنطلق انظروا للكيان من حيث الانشاء الذي يمثل مطلب شعبي على مدى عمر الثورة فلا تنظروا للأشخاص فنحن هيئة انتقالية تطليت المرحلة فرضها فنحن لسنا في طبيعة حياة مثالية وان مبدأ الديمقراطية سيطبق في تكوين الهيئة التنفيذية وايضا بعد انتهاء المرحلة الإنتقالية سنحتكم جميعا الى صناديق الاقتراع وهنا الفرس والميدان يا حميدان الجنوبي, وندعو جميع شعب الجنوب إلى تجسيد التصالح وتسامح وافتراض حسن النوايا وعدم السماح المتربصين ببث روح الشقاق بعد تجسيد اللحمة الجنوبية بالتمثيل الراهن حتى وان كان هناك أرى حول بعض الممثلين فعليك الالتزام بتحفظات والحكم على نتائج بغض النظر عن الشخوص ,, فشعوب العالم انطلقت بحضارتها والتقدم والازدهار من اهتمامها بمضمون الفكرة وليس الاهتام بمن قدم الفكرة وعليكم ان تدركوا بان الإنتصار للشهداء والجرحى والمعتقلين الجنوبيين ، قد حان بالعمل السياسي وان هذا الاعلان السياسي في يومنا هذا الموافق الخميس بتاريخ 11/" مايو هو بمثابة ( ضربة معلم .. البيان الجنوبي رقم (1) لسنة 2017 م) !!..