ما يجري هذه الأيام من عملية استهداف ممنهجة لعرقلة سير العمل في ميناء عدن وجمرك المنطقة الحرة، ما هو إلا دليل على نجاح قيادة هاذان المرفقان الذين يعملان على مدار 24 ساعة دون توقف، ويرفدان الدولة العملة الصعبة ويساهمان إسهاماً كبيراً في التنمية الاقتصادية. ولقد أشارت الإحصائيات ان ميناء عدن وجمرك المنطقة الحرة تورد مايعادل 99% إلى البنك مما تساعد تلك الإيرادات في حل الكثير من الإشكاليات مثل صرف المرتبات ودعم العديد من المشاريع الاستثمارية في العاصمة المؤقتة عدن. لابد من الحفاظ على هذان المرفقان الحيويان قدر الإمكان ، خصوصا وإننا نسمع ونلمس الكثير من الشكاوي مؤخرا من قبل بعض التجار ورجال الأعمال بأن هناك جهة تعمل على عرقلة سير العمل في ميناء عدن وجمرك المنطقة الحرة ، وذلك عبر خلق إدارة بيروقراطية في ميناء الحاويات والجمارك. تلك الإدارة البيروقراطية أصبحت تعرقل نشاط الميناء والجمارك لأهداف لاتخدم نشاط ميناء عدن ، بل تضر به وتعمل على تنفير التجار ورجال الأعمال والشركات الاستثمارية، كون الإجراءات الأخيرة لتلك الإدارة البيروقراطية تتسبب يبطئ شديد في وتيرة النشاط في عملية التفريغ والشحن والإجراءات الجمركية ، رغم ان الإجراءات والعمل في جمرك المنطقة الحرة بدأت تتوسع في نشاطه وزيادة في النوبات الصباحية والمسائية. كل تلك العرقلة والإجراءات حجة الاحتراز الأمني، بينما هناك إجراءات ووسائل أخرى تعمل على تسريع وتيرة العمل وتتم فحص الحاويات فحص امني وبشكل جمركي دون تأخيرها بدون أسباب مما قد يؤدي ذلك التأخير والتباطؤ في تنفير المستثمرين وتحويل وجهتهم الى موانئ أخرى، وهذا سيضر بالتنمية والاقتصاد في عدن. نستغرب من تلك الإجراءات الأمنية والجمركية التي تفرض على الميناء والجمرك في تفتيش الحاويات القادمة من موانئ مثل (جدة-دبي-جيبوتي)، حيث يرى خبراء ان مثل تلك الإجراءات تعرقل نشاط ميناء عدن كون تلك الحاويات قادمة من موانئ فيها إجراءات أمنية مشددة في ظل الحرب الدائرة في بلادنا..! الحركة التجارية في ميناء عدن للحاويات وجمرك المنطقة الحرة ازداد نشاطها مؤخراً بنسبة أكثر من 20% عن الأعوام السابقة ، وهذا يدل ان نشاط ميناء عدن وجمرك المنطقة الحرة يتعافى ويحاول العودة الى الصدارة، ولكن هناك جهات وأطراف لاتريد للحركة التجارية في العاصمة الاقتصادية ان تتطور او تزدهر. ميناء الحاويات عدن وجمرك المنطقة الحرة هما المرفقان الناجحان الذين يعملان تفاني ونشاط عالي، أليس من المعيب ان تكونوا من أعداء النجاح ياهؤلاء ، فهناك دولة بأكملها تعتمد على إيرادات تلك المرافق الحكومية والآلف الأسر تعيش من خيراتها . نقول من المسئول عن تلك العراقيل..؟ وهل سيستمر هذا الوضع في أهم مرفقين حكوميين بعدن..؟ وهل سنظل ساكتين دون تصعيد ..؟