يتهيأ الجنوبيون لإحياء الذكرى السنوية للتصالح والتسامح وذلك في الثالث عشر من يناير للتأكيد على انهم قد تصالحوا وتسامحوا فيما بينهم ....وطووا صفحة الماضي.. فالتسامح والتصالح خلق حميد وراقي لايقدم على فعله إلا الاقوياء وهذا ماحصل فعلاً بين ابناء الجنوب فأعلنوا للعالم بإنهم قد تصالحوا وتسامحوا وتناسوا اي خلاف او صدامات حدثت في الماضي الذي لم يعد له مكان بين ابناء هذا الوطن الواحد... ولم يتبقى منه إلا هذه المناسبة ليلتقي الجنوبيون في صعيد واحد ليجددوا العهد والوفاء على تسامحهم وتصالحهم...!! وهذه ذكرى ومناسبة طيبة يحييها شعبنا في محافظاتنا الجنوبية مرة كل عام ونتمنى ان يحافظ هذا الشعب الطيب والمتسامح على هذا الميثاق الذي يدعوا الى التآخي والتلاحم ونبذ العنف فيما بين الاخوة ورفاق السلاح...!! وهناك ملاحظات لابد ان نشير اليها ونذكر بها الاخوة الجنوبيين ونحن بصدد الاحتفال بهذه المناسبة لعلها تساهم في اصلاح بعض التناقضات والاختلالات التي شابت عملية التصالح والتسامح ...! ومن الطبيعي في مثل هذه المشاريع الجبارة ان تحدث بعض الانحرافات فكل عمل عظيم كهذا لابد ان تشوبه بعض الاخفاقات والسلبيات..! مانود ان نذكر به في هذه المناسبة العظيمة هي ان الاخوة الجنوبيين عندما تصالحوا وتسامحوا اعلنوا بإن (دم الجنوبي على الجنوبي حرام)..!! لذا اذا تمعنا فيما يدور حولنا في ساحتنا الجنوبية وخصوصاً بعد الحاق الهزيمة بالمليشيات الحوثية التي اجتاحت مدن الجنوب، وبعد ان تمكن الجنوبيون من بسط نفوذهم على كامل تراب وطنهم الجنوبي... لرأينا بإن دم الجنوبي اصبح مستباحاً على يد اخيه الجنوبي..! ولرأينا بإن شعار (دم الجنوبي على الجنوبي حرام) قد تحول وبالواقع الملموس الى (دم الجنوبي على الجنوبي حلال)..!! فالمقتول جنوبي والقاتل جنوبي...فبإي ذنب يقتلون..؟؟! كذلك اذا تفحصنا نزلاء السجون الجنوبية لرأينا العجب العجاب..فالمسجون جنوبي والسجان جنوبي...!! وفي مايخص السجون والسجناء ولكي لايتم تحريف مانقصده في هذا الموضوع ، فنحن مع تثبيت الامن ودعائمه في جنوبنا الغالي...ومع احتجاز المشبوهين ومحاسبة من تثبت إدانته...ونتمنى ان تتم هذه العملية بالوسائل والطرق القانونية فيما يخص احتجاز المشبوهين وذلك عن طريق النيابات دون سواها.. على ان يتم التحقيق مع المحتجزين خلال المدة القانونية المسموح بها ليطلق بعدها سراح من لم تثبت إدانته ويقدم من تثبت عليه التهم لمحاكمة عادلة .. كما نتمنى في هذه الذكرى -ذكرى التصالح والتسامح-ان يتم الكشف عن كل المعتقلين والمخفيين قسرياً من ابناء الجنوب، والسماح لذويهم بزيارتهم..لنجسد بذلك مبدأ التصالح والتسامح ونطبقه في حياتنا وممارساتنا اليومية تطبيقاً عملياً...!! وكل عام وشعبنا ينعم بالخير والامن والأمان ...ومزيداً من التصالح والتسامح وترسيخ مبادئه على ارض الواقع.