بداية من الاعماق أهنئ الشعب في الجنوب قاطبة في الداخل والخارج، بحلول الذكرى السادسة للتصالح والتسامح الجنوبي، هذه المناسبة إذا كانت تمثل لنا كجنوبيين حدثا عظيما، فأنها تمثل لدى الآخرين نكبة عظيمة، لان أي تصالح وتلاحم جنوبي جنوبي، يعتبر أقوى وافتك سلاح يمكن أن نواجهه به الأعداء، أي تلاحم وتوافق جنوبي هو صمام الأمان الوحيد الذي به بكل تأكيد سنصل إلى ما نصبوا إليه.. يا شعب الجنوب، لقد أصبحت أول شعوب الدنيا الذي يضع له يوما للتصالح والتسامح بين أبنائه، كثيرة هي الشعوب التي شهدت حروبا أهلية مدمرة لأسباب ودواع مختلفة، لكنها أبدا لم تضع لها يوما للتصالح والتسامح بين أبنائها، إليكم مثالاً الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة 15 عاما بماذا انتهت ؟ لقد انتهت باتفاق الطائف سنة 90م فقط ولا زالت آثار وذكريات تلك الحرب معششة في صدور الكثير من اللبنانيين، لكن انظروا لأبناء شعب الجنوب لقد تناسوا بمجرد انتهاء أحداث 86م كل ما حدث رغم ان ما حدث كانت فتنة صدرها لنا بلد جار، ولكي يؤكدوا للعالم حقيقة نواياهم نحو التسامح والتصالح ونسيان الماضي، فقد وضعوا يوما وطنيا جنوبيا لتصالح والتسامح، وهذا حدث وواقعة غير مسبوقة في تاريخ الشعوب، انها خاصية انفرد بها شعب الجنوب دون سواه. وهي تدل على سماحة ونبل وطيبة هذه الشعب مع نفسه ومع الغير.. إن هذه المناسبة وخصوصا في هذه الفترة الحساسة، تواجهها الكثير من المخاطر لإفشالها، من قبل جهات يعرفها الجميع، ولهذا علينا أن نكون متيقظين ونتصدى لتلك المؤامرات بكل الطرق والوسائل المشروعة. كما أننا نتمنى من الجميع بهذا المناسبة العزيزة ، سواء قيادة او كتاب او جماهير التوقف وعدم الهجوم أو تجريح أي من أبناء الجنوب ممن لازالوا في السلطة ، لان عملا كهذا يساعد في شق الصف الجنوبي، ويمثل وجبة دسمة للآخرين، ، بل يجب مخاطبتهم بالكلمة الطيبة، لان هذا بلا شك سيؤثر عليهم عاطفيا وسياسيا، وبالتالي سوف نكسب ودهم ووقوفهم إلى جانبنا، لان بقاءهم في السلطة كجنوبيين هي اكبر معضلة يواجهها الحراك، لان بقاءهم في نظر العالم ينفي ما ندعيه بأننا شعب ( ... ) ،، وأيضا مؤيدو الفدرالية يجب عدم اتهامهم بالعمالة والارتزاق بالقضية الجنوبية، لأنهم في الأخير جنوبيون ومن حقهم اختيار الحل الذي يرتضونه لحل القضية الجنوبية،، ليت الجميع يتفهم ذلك وما ارجوه من وراءه.. سؤال للشباب فقط: أخواني وزملائي الشباب نحن لا زلنا نحتفل بتواريخ، 30 / نوفمبر، و14 / أكتوبر، و7 يوليو، و 13 يناير، وهي كلها مناسبات وأحداث ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ولكن انظروا لشباب تونس اليوم لقد صنعوا لهم يوما وطنيا تاريخيا وهو 14 يناير والى شباب مصر صنعوا لهم يوما وهو 25/ يناير، وأيضا إلى شباب ليبيا صنعوا يوم 17/ فبراير،، لكن ماذا عن شباب الجنوب إلا ينوون أن يصنعوا لهم ولشعب الجنوبي يوما وطنيا جديدا يضاف إلى التاريخ السياسي للجنوب، قد يقول الكثير منهم نتمنى ذلك، لكن عليهم أن يعرفوا أن المطالب لا تأتي بالتمني بل بالعمل الوطني الدءوب والجاد، وهذا ما تعلمناه من مدارس الحياة.. وختاما اكرر نحن أول شعب يضع يوما وطنيا لتصالح والتسامح، لكنا لسنا أول شعبا يدخل في وحدة مع طرف آqخر بعدها يطالب بالعودة لوضعه السابق، فهناك الوحدة المصرية السورية التي لم تستمر سوى ثلاث سنوات، وهناك الوحدة الليبية التونسية التي لم تستمر سوى 72 ساعة، وهناك الوحدة التشيكوسلوفاكية التي استمرت قرابة 70 عاما لتتفكك فيما بعد إلى جمهوريتين جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وهناك أمثلة عديدة .. وأخيرا (( لو لم أكون جنوبيا لوددت أن أكون جنوبيا.. )) كاتب وناشط شبابي