هناك مسائل مهمة في سلوكياتنا السياسية ومواقفنا يبنبغي ان نصحح بعض مفاهيمها ونزيل الأتربة عنها. الأولى.. اننا نريد ان نحكم الثورة بعقلية الدولة أونحكم مؤسسات الدولة بعقلية الثورة..وهذا معادلة لاتتركب لان كل مسار له آليات وبرامج وخطاب مختلف عن الآخر..
الثاني.. هناك خلط بين مفهوم العمل في السلطة وادارة الدولة ومتطلباتها ومفهوم العمل من خارج السلطة ومنصات الثورة.. فيلاحظ ان البعض وهم في مناصب قيادية وزراية أو تنفيذية خلطوا بين ممارستهم لمهامهم, وللخطابات الثورية, فلم يركزوا على نجاح مهامهم ولم يتركوا مجال في الثورة لمن هم خارج السلطة وفي هذه الحالة تضيع الثورة والسلطة.!
الثالثة.. الحكمة تقول مع إضافة لها....لكل مقام مقال ولكل منبر حديث أو حادث حديث.. أقول.. واذا كان مقالك أو خطابك في غير موقعه, غاب تأثيره وأثره.. فمتطلبات نجاح مهمتك وانت في السلطة تقتضي المرونة والحركة الواسعة, والانفتاح على الجميع, وحسن إدارتك لمهمتك, ومن يعملون معك, وليس لقريتك أو حزبك أو مكوّنك, لتتمكن من تحقيق أهم مصالح الناس في إطار وزراتك أو محافظتك....فهل سينفع مع الناس إذا كنت في منصب حكومي ان القي لهم خطب سياسية وبيانات ثورية لتحل مشاكلهم الخدماتية؟!
الرابعة.. من لا يملك القرار في السلطة سيظل حديثه ورغبته في بناء وطنه مجرد أمنيات لاتبني وطن في الواقع, لأن من يمتلك القرار هو من يتحكم في المشهد, وان بدا لك انك تتحكم في مشهد الساحات, غير ان ذلك لا يوثر في صنع القرارات, فمن بيدهم القرار يتركون لك الحديث عن طموحاتك طالما أنها لاتغير في واقعهم وواقعك..!
نحن نملك قرار مصير ثورتنا وأهدافها بعد توفيق الله لنا, ولكننا لا نمتلك قرار ادارة انفسنا وسلطاتنا فلكم البقية..!!