بما إن العقد السياسي لدولة الوحدة اليمنية لم يكن خيار باستفتاء شعبي وإنما كان قرار أحزاب بين حزبي الاشتراكي والمؤتمر الشعبي , وعلى الرغم من إعلان الإشتراكي فك الارتباط من ذلك العقد سياسي , إلا إن خيار دولة الوحدة فرض علينا بالقوة العسكرية منذ حرب صيف (1994) وخيم الصمت على المجتمع العربي والإقليمي والدولي , وعندما انتفض شعب الجنوب بثورة الحراك السلمية لم تشفع لهم التضحيات الجسيمة من الشهداء والجرحى والأسرى في طيات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة التي أتت من دول الخليج برعاية دولية من أجل إنهاء الصراع السلطوي بين القوى الشمالية على دولة الوحدة أو الموت بالضم الإلحاق للجنوب أرض وإنسان .. وعلى الرغم من كل ذلك الإسفاف والتجاهل العربي والدولي لقضية شعب الجنوب العادلة بالإصرار على الشرعية الدستورية لدولة الوحدة الماثلة بالانتخاب لرئيس التوافقي من قبل أبناء المحافظات الشمالية في ضل مقاطعة أبناء المحافظات الجنوبية, إلا إن دستورية الوحدة اليمنية سقط عقدها السياسي للمرة الثانية بالحرب من قبل ميليشيات مؤتمر عفاش والحوثي من خلال التمرد والانقلاب على شرعية الرئيس الجنوبي ( هادي ) وأصبح شعار الوحدة او الموت شعار فضفاض عند حزب الإخوان وكافة شعب الشمال الذين لم يستطيعوا الدفاع عن دولة الوحدة التي يقدسونها بالموت وتمدد ذلك الانقلاب بالقضاء على شرعية الجمهورية اليمنية في معظم الأراضي الشمالية والجنوبية في مارس 2015.. ولطالما أن شعب الجنوب لا يعترف بشرعية الوحدة ولكنه يتعامل مع أثرها حتى ينتهي, فقد فرضت علينا المرحلة في إطار التحالفات المرنة الذي اجبرنا على تحالف الضرورة من أجل الدفع عن الأرض والعرض و قبلنا بالاعتراف بالشرعيه الجنوبية الممثلة بشخصية الاعتبارية لرئيس التي قامت من أجلها عاصفة الحزم لدول التحالف العربي وبفضل تضحياتنا الجنوبية والتغطية الجوية انتصرنا و حررنا أراضي المحافظات الجنوبية من ميليشيات عفاش والحوثي وحفظنا ماء الوجه لتحالف والشرعية باخرجهما من التوصيف الدولي على أنها شرعية منفى وتم القبول بان يكون لها وطأة قدم على أراضي الجنوب المحررة فحين بقية المحافظات الشمالية المحتلة قبلت بالأمر الواقع للانقلاب وحتى المحافظات المحررة منها ( مآرب والجوف) لا تعترف بالشرعيه الدستورية من خلال عدم توريدها اي سيولة نقدية للبنك المركزي عدن الذي تم نقلة من موارد النفط والغاز حتى اللحظة.. فإذا كان اعترافنا الشكلي قبل الضمني بتحالف والشرعية يجعلنا خارج معادلة فرض شروط المنتصر على الميليشيات الانقلابيه , والقبول بالشروط المفروضة من المهزومين إخوان حزب الإصلاح وطارق عفاش بفرض الوصاية والتدخل في شأن السيادة الداخلية بتشكيل للجنة ثلاثية من الإخوان والسعودية والإمارات لأي تعيينات بقرارات جمهورية في المحافظات الجنوبية المحررة وعدم تحمل المسئولية بتثبيت الأمن والاستقرار بمنظومة خارج إطار المؤسسة الشرعية بذريعة مكافحة الإرهاب المفتعل بين الحين والآخر وتردي مستوى الخدمات وسبل العيش بفتعال الأزمة في المشتقات النفطية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل عدم الايفاء بالوديعه النقدية التي افقدت العملة المحلية قوتها الشرائية وانعكس أثرها على رمق قوت الشعب الجنوبي دون قيام التحالف والشرعية بأي إصلاحات ومعالجات طارئة تحد من سياسة التجويع والتركيع الذي لن يطول ويصبر علية أبناء شعبنا كما قالها الرئيس الجنوبي الراحل ( سالمين) رحمة الله تغشاه في مقولته الشهيرة (من أجل الخبز والحرية يجب الضغط على الزناد وتعمير المدفعية) ومن هذا الموروث الثوري ندعوا جماهير شعبنا بصورة عاجلة الى الإنتفاضة من أجل الخبز والحرية لابد من هبة وطنية على تحالف والشرعية يا شعب الجنوب !!