طالما انه لا يستطيع إي جنوبي اليوم ان ينكر الحقيقة المسلم بها وهي بان شعب الشمال بكافة اطيافة المتمردة والمعارضة والمقاومة والصامته وحتى من هم في كنف الشرعية جميعهم يكنون روح العداء للرئيس الشرعي الجنوبي هادي ، فمن هذه الحقيقة التي يعترف بها جميع ابناء الجنوب قاصيهم ودانيهم ، فهناك سؤال يفرض نفسه بالطرح على الجنوبيين ، هل نحن توحدنا مع هادي أو توحدنا مع شعب الشمال وإين يجب ان نقف بروح العداء من اجل تحقيق تطلعات شعبنا ؟ فان الاجابة على هذا التساؤل تكمن في محورين فاذا تعاملنا بالمحور العاطفي فان الابواق المعادية التي تدغدغ مشاعر عواطفنا ستجعلنا نقف كما كنا بروح العداء ضد هادي ونقدم خدمة مجانية لعدونا الرئيسي شعب الشمال ، واذا تعاملنا بمحور العقل والمنطق السياسي فاننا سنقف بروح العداء لشعب الشمال ونلتف ونتحالف مع الرئيس الشرعي في الوقت الحالي وفق العرف السياسي بان عدوا الامس قد يصبح صديق اليوم وعدوا اليوم قد يكون صديق الغد ، فسياسية لا يوجد في قاموسها عواطف ويتغير الضمير السياسي بالقواسم المشتركة في المواقف وكما يقال بالمثل الشعبي ( انا واخوي على بن عمي وانا وبن عمي الجنوبي على الغريب الشمالي ) ..
وبما اننا لا نستطيع ان ننكر بان مواقع التواصل الاجتماعي بالجنوب مخترقة من قبل الشماليين باسماء جنوبية مستعارة بخدمة الواتس آب والفيسبوك وتعج بهم غرف الاتصال ، و نستطيع ان نجزم ايضا بان هناك جنوبيين من بني جلدتنا في الداخل والخارج قد باعوا ذممهم لتنفيذ أجندة السياسية الشمالية ، واصبحوا هما الشماليين ابواق معادية بما تسطره اقلامهم ليل نهار من منشورات عدائية بالاتصال الاجتماعي لتعبئة الراي العام الجنوبي و ترسيخ روح العداء ضد شخص الرئيس الجنوبي هادي ، ولم نشاهد يوما من تلك الاقلام منشورات ضد عفاش والحوثي ، وتستغل عواطف ومشاعر الجنوبيين بما تحتويه خطابات هادي السياسية بقولة الحفاظ على الوحدة اليمنية وتصوره على انه العدو اللدود للجنوب وكاننا نطالب بفك الارتباط من هادي وليس من شعب الشمال والهدف من تغذية روح ذلك العداء اضعاف شرعية هادي امام المجتمع الدولي بان لا شرعية لهادي في الشمال والجنوب وهذا يعزز ويقوي المتمردين الشماليين في مسار الحل السياسي ويفرض هيمنة شمالية على الشرعية وقضية شعب الجنوب على طاولة التفاوض للوصول الى حل سياسي للازمة باليمن ..
وحتى تتضح لشعبنا حقيقة الابواق المعادية لهادي التي تتبوق دوما وتعبئي الرأي الجنوبي بان هادي اذا كان قضية شعب الجنوب عليه ان يدخل التاريخ ويعلن انفصال الجنوب عن الشمال طالما يتمتع بالشرعية الدولية ، فما لا يدركه شعبنا ان هادي جيبة لا يتسع لخزينة اليمن النقدية ليحملها في جيبة وان اموال اليمن اصبحت تحت هيمنة المتمردين وتحت ايادي السلطات الجنوبية بالمحافظات المحرره من الايرادات التي تحققها تلك السلطات الجنوبية ، فهادي لا يمتلك سوى المسار السياسي الشرعي و طلب المساعدات المالية من التحالف العربي الذي يتحكم في نتائج المسار السياسي والحسم العسكري باليمن ، فاذا اعلن هادي فك ارتباط الجنوب عن الشمال بحسب ما تدعوا اليه الابواق المعادية فهل لدى الجنوبيين القدرة للدفاع عن اعلان فك الارتباط وفرضه على واقع الارض ، وهل التحالف العربي سيقبل بشرعية هادي بعد اعلانه فك الارتباط خارج اطار نتائجه ، طبعا لا والف لا لن يقبل بعد خسائره البشرية والمادية والعينية وسيكون مصير هادي ذبحه صدرية او موت سريري وفي ضل ان علي محسن الاحمر نائب الرئيس الشرعي حتما سينفرد بالشرعية الدستورية باليمن ولن يكون للحراك الجنوبي سلطة محافظين كما منحها لهم الرئيس الشرعي هادي بالمحافظات الجنوبية المحرره وسيلتف جميع الشماليين بالتحالف مع الاحمر ضد قضية شعب الجنوب ويجنبوا خلاقاتهم معه ..
اذن على ابناء شعبنا الجنوبي ان يدركوا حقيقية الابواق المعادية لهادي كما ادركوا حقيقة حقد وكراهية شعب الشمال لهادي ، وعليهم ان يتعلموا بان سياسية متجردة من العواطف وليس كل ما يقال في الخطابات السياسية حقيقة ستترجم الى أفعال على واقع الارض اليمنية ، ولكم في خطاب الحوثيين السياسي موعظة وتجربة حينما كانوا يقولون انهم مع حق تقرير المصير لشعب الجنوب وعندما سيطروا على صنعاء لماذا لم يقوموا بتحويل خطاباتهم السياسية الى واقع ويمنحوا الجنوبيين حق تقرير المصير فبدل ذلك وغزوا الجنوب بحرب طاحنة ولا يعترفون بشي اسمه قضية جنوبية ويعتبرون من يطالب بالانفصال داعشي يستحق الموت ، فلا تحسبوا ما يقوله الرئيس هادي في خطاباته السياسية عن الحفاظ على الوحدة ومشروع الاقاليم انه سيكون للشماليين بل الضرورة السياسية تحتم ان يصرح بها ولكن افعاله على الارض مكن الجنوبيين الذين لا يردوا لهم شعب الشمال سلطة بالمحافظات الجنوبية وهاهم اليوم يتوغلون في اوساطنا الجنوبية بابواق معادية لهادي لا تخدم قضية الجنوب وتساعد الاحمر لينفرد بالشرعية يا جنوبيين وعليكم ان تعلموا علم اليقين بان السياسية تفاوض معلن على الطاولة ومن تحت الطاولة تعقد الصفقات السياسية بسرية على القواسم المشتركة مع المجتمع الدولي .