مما لا يدعى مجالا لشك بأننا نحن أبناء شعب الجنوب قاطبة من شرقه إلى غربة ومن شمالة إلى جنوبه , لم نستفيد من تجاربنا في الحقب الزمنية الماضية أبدأ , وهذا ما جعلنا نعيش الحاضر بتكرار نفس أخطأ الماضي من خلال سلوكنا و أفعالنا العاطفية المتجردة من القيم الثورية وحسن الإدارة السياسية تجاه بعضنا البعض كجنوبيون .. ولم نعتبر ونتعض من أخطأ الماضي فكما اخطأ السيد علي سالم البيض لرفضه بفتح مصالحة وطنية مع فرقاء أحداث يناير المشؤوم , كانت النتيجة تكريس الوحدة اليمنية بالقوة العسكرية بمساعدة خصوم جنوبيين , وللأسف أيضا إن الحراك الجنوبي السلمي كرر نفس الخطأ عن التسامح والتصالح الجنوبي المقنن على منهم في صفوف الحراك , و إستثناء الآخرين وشن الخصومة على منهم في السلطة الشرعية لدولة الوحدة .. وحينما شن الشماليين الحرب الثانية على الجنوب بعد تمردهم وانقلابهم على شرعية الرئيس ( هادي ) جسدنا التسامح والتصالح بلا إرادية , وأصبحنا لحمة جنوبية واحدة في خنادق الموت بالتصدي والمقاومة لميليشيات الحوثي وعفاش في ميدان المعركة وحققنا الإنتصار بتطهير وتحرير المحافظات الجنوبية تحت غطاء شرعية الرئيس الجنوبي و أتت المساندة لنا من دول التحالف العربي .. ولكننا بكل أسف بعد إن كنا لحمة واحدة في خنادق الموت عدنا إلى التمزق والشتات بعد تطهير وتحرير الأرض , على الرغم من أبدأ فخامة هادي حسن نوايا في تمكين محافظين ومدراء أمن وقادة عسكريين من الحراك الجنوبي , بالإضافة إلى نائب الرئيس (بحاح) إلا إننا سمحنا لأنفسنا بتمزيق لحمتنا بالنفخ العربي في مسامعنا ببث روح العداء وتهيى وقبل بحاح ان يكون البديل وتسابق المحافظين والقادة الأمنيين والعسكريين على الولاء والطاعة لدول تحالف بذلك الاستعداء في الخاصرة الجنوبية تدغدغ العواطف بإسم الحرية والاستقلال .. وما كان لنا بأن لتف حول الرئيس هادي ولا نترك مساحة شاغرة جواره لكي نشكل قوة عسكرية بطوق حصين للحرية التي ننشدها باستغلال غطاء الشرعية , ولكننا بكل غباء سياسي وعداء جنوبي لهثنا خلف أجندة دولة الامارات دون إي ضمانات , وتركنا الفرصة بالاصطقاف والالتفاف لإخوان حزب لإصلاح الشمالي ليستغلوا غطاء شرعية بإنشاء قوة إخوانية في مأرب بكل دعم سخي من العتاد العسكري الثقيل من قبل دول التحالف بينما نحن ذهبنا الشركات الأمنية ( للحزام والنخب ) في أجور عمل تعاقدية بسلاح خفيف ومتوسط حتى تنتهي الحرب وأما ان تصبح مليشيات متمردة او بطالة أمنية .. واليوم بعد ان أسدل الستار السياسي لدول التحالف والإستراتيجية في تعاطي مع الأطراف الشمالية من أنصار عفاش وإخوان الإصلاح والقبول بشروطهم من أجل القضاء على الحوثيين , تجلت لنا حقيقة دغدغت عواطف الحرية والاستقلال وتغذية العداء الجنوبي ضد الرئيس هادي بما لا يقبل الطعن او الشك بأن قضية شعب الجنوب وتضحياته الجسيمة في هذه الحرب ما هي إلا مجرد سلعة سياسية للمساومة والمرابحة مع تجار الحروب الشماليون بضرورة اقتحام صنعاء حتى لا تلحقهم الالتزمات الدولية بدفع خسائر ما خلفته الحرب في ضل الحل السياسي دون الانتصار عسكريا على ميليشيات الحوثي.. أما آن لنا يا أبناء شعبنا الجنوبي بعد ان أدركنا هذه الحقائق السياسية التي كشفتها الأيام على مدى ثلاث سنوات من تحرير أرض الجنوب , بأن ندرك بأن الرئيس هادي لن يعود صنعاء , مهما تعاطى مع الواقع الدستوري فهوا جنوبي ونحن أولى بجواره من الإخوان وأن قوتنا في وحدة لحمتنا الجنوبية بكافة مشاربنا السياسية وشرائخنا الإجتماعية وقد حانت ساعة الصفر لتطبيق مبدأ التصالح والتسامح قولا وفعلا بمصالحه شاملة لا تستثني أحد بل تشمل جميع أبناء الجنوب من اليوم قبل الغد فدون ذلك لن ينتصر الجنوب إلا بالمصالحة الوطنية !!