يعيش الجنوب حالة من الإنتظار ويسود الشارع الجنوبي والمواطن البسيط الهواجس والتخوف من مواجهة محتملة أجلت عواقبها إلى يوم مشهود فقد أضحى الشارع الجنوبي يعيش على إيقاع الأمل في انفراج نهائي لكل العوائق والمنغصات التى تشهدها الجنوب وتمخض عن ولادة متعسرة لمشروع وطني جديد يحمل في طياته عصا سحرية تخرج الجميع من حالة التخبط والعشوائية والفساد المستحضر بين أروقة الحكومات والقيادات الجنوبية. ولا يخفي الكثير حالة الخوف التى تصيب الشارع من تفجر وشيك حدد ساعة وتاريخية في أول شروق ليوم الأحد الذي يعلن نهاية المهلة التى حددتها قوى المجلس الانتقالي في عدن لحكومة الشرعية بقيادة بن دغر وإعلان حالة الطوارئ . كل تلك الهواجس تصيب المواطن بنوع من التخوف على مستقبل وحقبه زمنية قادمة تنبئ لها البعض بأنها كارثية وتدخل الجنوب في حرب لانهاية لها بين القوى الجنوبية التي تتصارع في الساحة والمشهد الجنوبي والعسكري في الجنوب .
يوم قد يراه البعض مفصلي ومهم ومفترق سياسي هام في حقبة الجنوب ويراه البعض الآخر بأنه فقاعات سياسية ممتلئة بالخطابات والشعارات التى لاتغني المواطن بشي بلا تزيد من معاناة وهمومه وأوجاعه لاتسمن العملية السياسية سوء مزيد من الإخفاق والفشل والانهزام والانبطاح كل تلك الهواجس والتحليل قد تضرب في عرض الحائط في ظل شحن وغليان وغضب يصيب الشارع الذي ضاق درعا من الأوضاع والمأساوي والحياة الاقتصادية المتردية وتزيد الجنوب خناق جرى حالة الهيمنة والوصاية وجعلها مسرح للصراع والنزاع الدولي والإقليمي في ظل غياب واضح لكل القوى السياسية على الأرض .
ترقب وتخوف وانتظار وشحن وغليان وهيجان سياسي بين قوي الصراع والنزاع في الجنوب . ويبقي " الأحد " مفصلا لكل الوجوه والأقنعة ومدى تأثيرها وجدية أقوالها وتطبيق أفعالها على الأرض فبين الشروق والغروب وبزوغ الأحد عدد من الساعات التى تفضي إلى تغيير خارطة وطمس معالمها ومفاتيحها ورسم ملامح ومعالم أكثر ووضوحا سياسي وعسكري .. مواجهة كانت تؤجل يوما بعد يوم نتيجة لمؤشرات ووقائع اوحت الى ذلك وأوصلت إلى ذلك .
ولكن نبقي على أعتاب سؤال يضع نفسه وبقوة ولا يمكن تجاهله أو المرور به مرور الكرام ..
من حدد وأقر وإصدار وكلف ووقت تلك المواجهة التى تحمل سلاح ذو حدين ام اقتتال وكارثة ووضع مأساوي في الجنوب ام خلاص ورسم ملامح جنوبية بعيدا عن الخارج وأدواته وهيمنة ووصاية قد تبقي الوطن تحت الخضوع والخنوع والانكسار والركوع والسجود للمصالح والأطماع والأجندة والأهداف التى تصنع أشخاص وتهدم وطن .
الانتقالي والمقاومة بين مد وجز في تحديد الهدف والفريسة :-
اتجاه كل طرف إلى وجهة عكس الآخر وذهب كلاً الطرفين إلى خط سير مخالف للخط الذي يمشي عليه كل مكون من مكونات الصراع والقوى وفي الجنوب ..
فقد لحت في الأفق بوادر الخصام والتنافر وقذف الاتهامات بين الطرفين وحشد وأعد كل مكون في إتجاه اخر من تلقي الأهداف والمصالح الوطنية. فقد أعلنت المقاومة الجنوبية عن عقد إجتماع طارئ تمخض بعدم حضور وتواجد المجلس الانتقالي الجنوبي لمناقشة قضية طارق عفاش في عدن وخرج ذلك الإجتماع بحشد وتحرك سريع صوب مقر التحالف ومحاصرة مقر التحالف العربي الذي تقيم فيه القوات الإماراتية وتتخذه مقر خاص بكل القيادات والجنود الإماراتيين المتواجدين في عدن ومتخذه من بئر احمد واللواء 31 قاعدة عسكرية لها . وبعد شد وجذب وحصار من المقاومة الجنوبية وغياب تام للمجلس الانتقالي حيث تجمع قيادات وأفراد المقاومة الجنوبية بكل أنواع السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل ومحاصرة مقر التحالف الذي يقول قيادات المقاومة ان طارق عفاش متواجد فيه حتي ساعات متأخرة خرج أحد قيادات المجلس الانتقالي العسكرين بحل يفضي الى مهلة 45 يومآ الذي أعتبره الكثير من قيادات المقاومة مراوغة ومضيعه للوقت وضحك على المقاومة من اجل تمرير اهداف وغاية أخرى . وبين كل ذلك من شد والجذب ضلت المقاومة في حالة رفض وانتظار رفض المهلة والحل وانتظار ما سيخرج به إجتماع المجلس الانتقالي الذي دعاء إليه المجلس في المحافظة والعاصمة المؤقتة عدن.
حيث بادر المجلس الانتقالي إلى إجتماع موسع وشامل لكل قوى المقاومة الجنوبية في عدن. الذي أعتبره الكثير من قيادات وأفراد المقاومة الجنوبية بأنه خطوة لإنقاذ دولة الإمارات من ضغط المقاومة وهي خطوة تصب في المقام الأول نحو خدمة الإمارات وتخيف الضغط عليها .
وقد خرج الإجتماع ببيان عكس ما كأن يتوقعه قيادات المقاومة الجنوبية في عدن .. واعتبروه بعيد كل البعد عن اهدافها والغاية التى يبحث عن تحقيقها .
وبالزي العسكري أعلن قائد المجلس الانتقالي عن بيان شديد اللهجة حيث أعلن الآتي:- حالة الطوارئ ...مهلة أسبوع لطرد والإطاحة بحكومة بن دغر .. وهي اهم النقاط التى أثارت المتابعون والسياسيون بين مؤيد ومعارض بين تخوف وأمل بين مصدق ومكذب. سلك المجلس طريق واتخذت المقاومة مفترق آخر .
فبين المعاشيق و الإطاحة بالحكومة وبين بئر أحمد ومحاصرة المقاومة لمقر التحالف يقف يوم الأحد .. ويقف عدم التوافق والتنافر بين المجلس والمقاومة وضيع الهدف وفلت الفريسة وتحديد الخصم الواحد.
المجلس الانتقالي أحلام تعانق الدولة ام بيان الوصاية:-
الكل ينتظر الخطوات التى أعلن عنها المجلس الانتقالي والى ماذا سوف يكون تطبيقها على أرض الواقع حيث أعتبر المجلس الانتقالي إسقاط حكومة بن دغر هي الخطوة الأهم والأكثر حتمية من أي خطوة آخر واعتبر اي تحركات آخر لا تجدي ولاتسمن عن نتائج لصالح الجنوب وأهداف استعادة الدولة.
وقد ظهر قائد المجلس الانتقالي في قراءة البيان الختامي الذي خرج به إجتماع المجلس في عدن الأحد الماضي مرتدي الزي والبدلة العسكرية مما رجح الكثير على جدية الحسم في الخطوات التى تم أعلنها . ويرى الكثير أن الفرصة سانحة الآن للمجلس الانتقالي في فرض ابجديات ورسم خطوط الدولة على الأرض من خلال الإطاحة بحكومة بن دغر وشرعية " هادي " وأنها فرصة وامتحان لنوايا المجلس الانتقالي في استعادة الدولة وتحقيق أهدافها على ارض الواقع . وقد ذهب الكثير على التشكيك في نوايا المجلس الانتقالي والبيان الذي إصداره واعتبروه بيان يخدم الإمارات ويخفف الضغط عليها من الغضب الذي يسود الشارع الجنوبي وإبعاد الأنظار الى أهداف وغايات ليس وقتها في الوقت الحالي وقد تؤدي الى نتائج سلبية لاتخدم المجلس ولا الشارع الجنوبي سياسي واقتصادي وعسكري . وقد ذهب الكثير الى مهاجمة بيان المجلس واعتبروه بيان مكتوب ومعد سابقا ولا يخدم الا حليفه الإمارات وانتقد بشدة المقاومة الجنوبية ذلك البيان واعتبروه مسلوب الإدارة والإرادة والقرار وماهو الا بيان لا يخلو من الهيمنة والوصاية .
التحالف العربي متفرج ام حسم في الاوقات النهائية:-
يخيم الصمت على التحالف العربي جرى الأحداث التى تعصف بالجنوب والتحركات والتطورات التى لا يكون الصمت فيها حاضر في هذا التوقيت . وقد راقب الجميع وأنتظر اي تحرك لتلك القوى حتى اليوم ومع اقتراب المواجهة تضل تلك القوي تقف في مواقف المتفرج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية . ويرى البعض أن هناك حسم وحلول يدار طبخها تحت الطاولة وتنتظر ما تأول إليه الأمور بين أطراف الصراع الجنوبي في الاوقات النهائية وفي اوقات الخطر بالمصالح والتواجد لدول التحالف.
هل تتغيير ادوات المواجهة من مواجهة جنوبية إلى خليجية:-
ويرى البعض ان بوادر مواجهة خليجية تلوح في الأفق وتبدو اوشكت على التصادم بين السعودية والإمارات في حالة وجود صراع جنوبي يحدث في يوم الأحد. حيث أن المملكة تدعم وبشدة حكومة هادي وشرعية بن دغر وتقاتل من اجل البقاء تلك الادوات حلفا لها في الساحة الجنوبية. ويرى البعض من المتابعون تحقق ما حضروا منه سابقا في صراع ومواجهة سعودية- اماراتية في الاراضي اليمنية حيث أن المجلس تدعمه الإمارات والشرعية السعودية فأي تصادم يحدث لابد من تدخل الطرفين فيه بالمواجهة . والتحركات السعودية توحي بذلك فقد عملت على إنقاذ انهيار واطاحة وشيكة الحكومة من خلال وديعة إعادة الحياة وفرص البقاء لها ونزول وتجوال السفير السعودي يوحي بتغيير بوصلة السيطرة والدعم نحو الشرعية وحكومة بن دغر . فإذا كانت السعودية تريد عكس ذلك لما قدمت كل ذلك .. ؟ وتركت الشرعية وحكومة بن دغر تواجه مصير السقوط المدوي . بينما لا يمكن للإمارات التفريط بالمجلس الانتقالي في الوقت الراهن ومعني ذلك التفريط بتواجدها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. فهل تتحول البوصلة من مواجهة جنوبيه الى خليجية.
ماهي القشة التى أشعلت لهيب المواجهة وتلاشت :-
ظهور مفاجئ ووقت غير مناسب ومجرد قشة اشعلت لهيب المواجهة وتلاشت وتركت خلفها لهيب المواجهة والاشتعال في الجنوب .
طارق القشة التى اشعلت كل ذلك وغيرت عجلة الجنوب ورسمت متغيرات واحداث ضبابية ومستقبل حافل والمفاجأة الكارثية. ظهر طارق وأشعل لهيب التصادم المحتمل بين قوى الصراع الجنوبي وخلط وبعثر الأوراق واختفاء طارق وتلاشي وحقق ما أراد وماسعى إليه في اغلق الخارطة الجنوبية وبعثرت معطيات وملامح مستقبله اكثر نجاحا وأكثر فلح . القشة التى عصفت الجنوب في أقل من ساعات اليوم يرتب أوراقه ويجهز نفسه بقيادة حقبة زمنية ورسم خارطة جديد من استنساخ الماضي واستنتاجه على إيقاع الصراع وأوتار النزاع الجنوبي .
لمن الرقصة الأخيرة:-
ساعات وأيام قليلة او بضع من الأيام تتساقط الاقنعة ويكشر عن الانياب وتتضح الأمور ويتحقق ويرسم إحدى الطريقين :-
هاوية وسقوط وانكسار وانبطاح وانهزام قوى ام شموخ وعزة وكبرياء ووطن وتحقق احلام وأمنيات حبيسة وفي الأحد تعانق الاماني الدولة المنشودة. (فلمن الرقصة في شروق شمس الأحد). عودة المقاومة الجنوبية إلى أحضان الشرعية :-
في خطوة مفاجأة أعتبره الكثير من المراقبون والسياسيون إصدار المقاومة الجنوبية بيان يوقع علية 57 من قيادات المقاومة الجنوبية ويشكل نسبة 99% من نسبة أعضاء المقاومة المنطوين تحت مظلة أعلنت المقاومة الجنوبية تخليها عن الشريك الجنوبي في عملية النضال والقرار السياسي في الساحة الجنوبية ورفض كل ما خرج به المجلس في إجتماعه الأحد الماضي واعتبره أن كل ما جاء في البيان الانتقالي خارج عن النظام والقانون وغير قانوني ويطبق عليه التمرد مثله مثل جماعة الحوثي. كما أعربت عن رفضها القاطع جملة وتفصيل لكل ما ورد في ذلك الإجتماع ولا يعني المقاومة لا من بعيد ولا من قريب.
واضحة أن كل ذلك يدعوا الى الاقتتال والفتنة ونشر الفوضى والخروج عن ولي الأمر الشرعية وحكومة يعتبر تمرد وغير قانوني وأن المجلس لا يملك الصفة القانونية وغير مخول لذلك الإجراء الكارثي حسب ماجاء في البيان .
وذهب فصيل آخر ان كل ذلك كان متوقعاً ولم يشكل لهم صدمة أو مفاجأة سياسية نتيجة لحالة الخصام والتصادم المتواصل بين الطرفين وهو عملية متراكمة من الصراع والنزاع وعدم التوافق والتنافر بين المقاومة والمجلس الانتقالي .
وقد تتضمن البيان مجموعة من الخطوات التصعيدية والإجراءات على أرض الواقع وكان من اهمها الأتي:-
اعلن 57 من ابرز قيادات المقاومة الجنوبية بعدن ومحافظات جنوبية اخرى رفضهم التام للتصعيد الأخير الذي اعلن عنه المجلس الانتقالي الجنوبي والهادف لطرد الحكومة الشرعية من عدن.
وقالت قيادات المقاومة الجنوبية بعدن ومحافظات جنوبية اخرى ان البيان الذي اصدره الانتقالي لايمثل المقاومة ولايعبر عنه داعية إلى وقف الانتقالي لهذه الاجراءات التي اتخذها.
وأكد البيان الذي وقع عليه 99% من القيادات الميدانية للمقاومة الجنوبية بعدن ومحافظات جنوبية اخرى ان إن إعلان البيان عن ما سمي (حالة الطوارئ) في العاصمة عدن هو التفات على مهام الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) وتمرد من فئة لاصلاحية لها قانونا ان تعلن حالة طوارئ , ويعتبر هذا الإعلان تجنيا على السلم الأهلي المجتمعي ، وهو تصعيد خطير قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع وجر العاصمة عدن إلى دوامة صراع داخلي لن يستفيد منه إلا الانقلابيون الحوثيون في صنعاء وان المقاومة الجنوبية تحذر من خطورة انزلاق الجنوب إلى صراع داخلي سيتحمل مسئوليته المجلس الانتقالي.
أن تلك المتغيرات والأحداث تزيد من المشهد الجنوبي تعقيدا وتجعله أكثر ضبابية وأكثر غموض وعتمه وفقدان الرؤية السياسية بين الأطراف السياسية في الجنوب . وبتلك الخطوات والمتغيرات قد تكون المقاومة قطعت دابر الشك وارتماء في أحضان الشرعية وأصبحت طرف واضح المعالم وخصم ضد المجلس الانتقالي ودرع وخرسانة وترسانة لحكومة بن دغر التى لا تجد غضب وهيجان شعبي في الآونه الأخيرة جرى تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد . وعودة المقاومة الجنوبية تشكل صدمة غير متوقعة للشارع الجنوبي وخطوة يرى البعض حتمية نتيجة لعدم التوافق والانسجام بين المقاومة والمجلس الانتقالي .