من المؤسف أن يعمل المرء في مجال ما من المجالات المرتبطة بحياة المواطنين، ثم يجد نفسه مع ذلك مقيداً أو مرتبطاً في عمله بشخص آخر أو جهة أخرى لكي يخلص في نهاية تعبه وكدّه ونصبه إلى بساتين الفرحة وآفاق التميز بإنجاز مهمته التي كلف بها، وطوى من أجلها الليل بالنهار وتحمل من أجلها الأعباء الجسيمة ليرضي ربه تبارك وتعالى أولاً ثم ليرضي ضميره ومجتمعه.. هذه بالضبط هي مشكلتنا.. فقد أناط بنا المجتمع والدولة مُمثلين بالسلطة المحلية مهمة نظافة مدن وأحياء عاصمتنا المؤقتة عدن، لكنه- أي مجتمعنا نقل كذلك صلاحية واختصاص جزء منها- أي من النظافة – لجهة أخرى، وهي مجاري الصرف الصحي، فصار نجاحنا في مهمتنا في تقديم واجب النظافة مرتبطاً ومرتهناً بقدرة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي على تنفيذ مهامها بنجاح، ما لم فإن معظم جهودنا في الصندوق ومتاعبنا وما نصرف من أموال طائلة ستبقى في مهب رياح الفشل، وانتقادات الناس الذين لا يميزون بين مهامنا ومهام مؤسسة الصرف الصحي، فيوجهون سهام النقد نحونا غير مدركين أصل الإشكالية الحقيقية وسبب ما يعانون منه في بعض الأحيان والظروف.
وتصوروا مثلاً ما يبذل الصندوق هذه الأيام من جهود مضاعفة ليلاً ونهاراً، ومن أموال – في ظل تدني الإيرادات – كمرتبات وأجور ومكافآت وأعمال إضافية، لكن الأهم ظل على الدوام مثلما سيظل مع كل ذلك في المحصلة المحبطة الماثلة أمام الجميع، فما أن تزخ مؤسسة المياه والصرف الصحي الماء عبر أنابيبها حتى تتفجر معظم المجاري إلى الشارع وتتحول النعمة إلى نقمة، وتؤول الجهود والخسائر إلى الصفر.. ثم لا يجد الناس ولا سيما غير المطلعين على منبع المشكلة سوى توجيه سهام النقد إلى صندوق النظافة والتحسين مع أن الصندوق يعمل بكل قدراته فتكون المحصلة )وكأنك يا أبا زيد ماغزيت ).
لذلك نقول بعد هذا التبيين: لابد من حل لإشكالية المجاري.. وبوضوح: سنظل نعرج، وسيظل الأنين حتى نهتدي إلى حل لهذه الإشكالية.
. نائب المدير العام التنفيذي لصندوق نظافة وتحسين عدن