ماشهدته عدن خلال اليومين الماضيين من احداث عنف وسفك لدماء الشباب الابرياء يعد كارثة بكل المقاييس. نعم مؤسف ان يصوب ابناء الحارة بل والبيت الواحد والاسرة الواحدة فوهات بنادقهم لصدور اخوتهم الذين وجدوا انفسهم بين عشية وضحاها ملزمين بتنفيذ توجيهات مسؤوليهم فهذا تبع الحزام وذاك تبع الرئاسة مع ان الجميع تحت رعاية جهة واحدة عسكرياً ومعاشياً.
الجدير ان الشباب الذين ذهبوا ضحايا لم يقترفوا جرماً كي يجدوا انفسهم وقوداً لبعض وكانوا امام خيارين احلاهما مر واختبار صعب ربما مقصود من جهة بعينها لمدى الولاء والصمود وحينها يلفظون انفاسهم الاخيرة وذنبهم برقبة من زج بهم فهو راع ومسؤول عن رعيته او ان عليهم الهروب والاستسلام وحينها يتهمون بالخونة فلا يثق بهم لا من والاهم واصطفاهم ولا من عاداهم وقاتلهم لانهم سقطوا من نظره ايضاً. . وفي الحالين وجدوا انفسهم بين فكي كماشة والنتيجة ترجمها الواقع المؤسف.
وحقاً كنا نعجب من صمت التحالف وتخاذله ازاء ما يحدث وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة والصارمة التي تحقن الدم فوراً ووضع المعالجات التي تقي الجميع ويلات الصراعات والصدامات التي ان استمرت لا سمح الله لحلت الفوضى والفتن والقلاقل وها قد رأيتم كيف تم النفخ للمزيد من الدم وترهيب وترعيب المواطنين الامنين والزج بمن تبقى بفلذات اكبادهم عقب حرب الحوثي للمحرقة بحرب جديدة ما كانت في الحسبان.
حرب تشق الصف واللحمة وتطوي صفحة التصالح والتسامح يترجمها اقوال العامة انت مع من ؟؟!! وذاك مع من ؟؟!!
وهي كارثة بلا شك رغم الاجماع والاتفاق على الوقوف والتصدي للفساد والفاسدين ولكن الكيفية الاندفاعية غيرت الموازين وتعثر اللاعبين والاوراق اختلطت وركب العند رأس القادة وتم الرقص على رؤوس المساكين واخذت الامور منحى آخر وهذا بالطبع ما اراده دعاة الحروب والويل والثبور فالنار ما تحرق الا رجل واطيها والحمد لله الذي اخمد نار الاقتتال .
نطالب قادة التحالف بتحمل المسؤولية امام الله وامام الشعب المغلوب على امره وامام الجنود الذين لا حول لهم ولا قوة كي لا يزج بهم مرة اخرى في معارك اخوية الرابح فيها خاسر.
ونذكر متعطشي الدماء انه لا شهيد ولا شهادة بين اخوين يجتمعان بشهادة التوحيد. جهود التحالف والقادة الخيرين اثمرت ولله الحمد باخراس افواه البنادق والعودة الى جادة الصواب وتحكيم العقل. والحل والمعالجة الناجعة كنا قد اقترحناها في مقالنا الاول لكن التجاهل اوصل الامور الى ماوصلت اليه .
ونحن نشد على ايدي الجميع ونذكر ان استعادة الدولة لم ولن تتحقق بمنطق القوة وشق وحدة الصف لانه لن تكون دولة بل دويلات يتحين كل طرف الفرصة للانقضاض على الاخر لطيه تحت جناحه واعتقد ان هذا الامر اشبه برواية عن الغراب عندما اراد تقليد سيرة الحمام ففشل وقرر العودة الى مشيته السابقة فعجز وهاهو لا يجيد السير المعتدل على الارض بل القفز فلا يستقر له حال ومن لديه شك فلينظر الى اي غراب من حوله ليتأكد بنفسه.
ختاماً الاحداث المؤسفة اوصلت رسالة مفادها انه لا مكان للفساد والفاسدين ولا يمكن غض الطرف عنهم وعساه عهد جديد يبدأ بتفعيل قانون من اين لك هذا .
في الاخير توجوا العهد بالتوبة والترحم على من سقط ونحسبهم من الشهداء لانهم مأمورين ولا حول لهم ولا قوة والدعاء بالشفاء للجرحى والهداية لنا وللجميع.
وما تنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين الذي اكد ان المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاًً مع اخلص تحية وازكى السلام لدعاة الخير وللقراء الكرام ولكل محبي السلام ومعززي الوئام.