هل يصبح الحلم حقيقة وهل تتغير نظرت المنتصر نحو المهزوم ، تعودنا باستمرار في كل حروب اليمن الأهلية على الانتقام من الطرف المهزوم ونبذه وتخوينه وأزاحته من المشهد السياسي والعسكري عند الانتصار من قبل الطرف الآخر هكذا جرت العادة في كل الحروب الأهلية اليمنية في الشمال والجنوب . اليوم وبعد ما حصل وبعد ما جربنا الماضي كيف تتم معاملة الطرف الآخر الذي نعتبره مهزوم رغم انها لم تكن هزيمه نهائية في أحداث عدن الأخيرة ولكن بحكم عاداتنا وتقاليدنا ربما نستمر في التنكيل والتخوين بالطرف الآخر ومن خلال ذلك ومن خلال تجارب الماضي أيضاء .. هل يصبح الحلم حقيقة ونغير واقعنا إلى الأفضل نحو من نعتقد اننا هزمناه أم نستمر على ما تعودنا عليه في الماضي المهزوم (خائن) حتى وأن لم يكن خائن .
الكل يعلم ما جرى خلال اليومين في عدن من أحداث وطالما تلك الأحداث بين أخوة أشقاء وشركاء في وطن واحد انا في نظري لا مهزوم ولا منتصر في تلك الأحداث رغم التهليل والتكبير على أشلاء ودماء الشهداء من الطرفين ، اليوم الجنوبين ليس وحدهم في هذا الوطن وفي نفس الوقت أصبحوا مسيرين لا مخيرين شاءوا أم أبو وتلك الأحداث ربما جرت خارج عن إرادتهم ، لكن ذلك سيظل جرح خاص بالجنوبين يضاف إلى ما سبق من آلام حصلت بينهم في الماضي مهما كانت المبررات والأعذار .
لا تستعجلوا بنشوة النصر السريع فلاتزال المراحل طويلة ولا نعرف ماذا يخبي لنا الزمن طالما والحرب اليمنية لم تنتهي بعد وطالما ودول التحالف لاتزال لم تنجز مهمتها في أرض اليمن وطالما والجيوش اليمنية لم تدخل صنعاء بعد ، وطالما ودول التحالف تريد تصفية حساباتها في ما بينها على حساب دماء الجنوبين على الأرض الجنوبية أيضا ، لذلك انتظروا المزيد استعدوا فقط .
عليكم إن تتوقوا كل شيء بما في ذلك حرب جديدة وقوية على عدن والجنوب عامة ومن عدة جهات ، نحن بحاجة اليوم إلى تكاتف كل الجنوبين من جديد وبحاجة إلى تغيير كل أشكال وواقع الماضي في ما بيننا نحو التوجه الحقيقي إلى التصالح والتسامح ونبذ كل أشكال الانتقام والعمل على ترتيب ولملمة كل القوى الفاعلة في المجتمع بمختلف توجهاتها وترتيب وضع القوات الجنوبية المتواجدة في عدن ومناطق أخرى ودمجها على بعضها بما فيها المقاومة الجنوبية لتصبح جيش المستقبل الموحد للجنوب .
الأحداث التي حصلت في عدن خلال اليومين كان لابد لها من إن تحصل نتيجة لخلافات دول التحالف الغامضة في ما بينها حول تأييد طرف على حساب الطرف الآخر ،إضافة إلى الغباء التام التي تتمتع به القيادات الجنوبية بكل تصنيفاتها ومسمياتها وعلى رأسها الشرعية .
أحداث عدن الأخيرة أبرزت نبض جهات عدة بما في ذلك الشماليون المتواجدين مع الشرعية وكذا الاصلاحيون وقد سمعنا ما وصلوا اليه من تصريحات وتهديد ووعيد ،وهذه الأحداث رغم الجرح الذي سببته ربما توحد الجنوبين من جديد على قضيتهم إن أعتبر الطرف المنتصر في حسابه ان الجنوب للجنوبين كلهم .. ولكننا غير متفقين على وجود معسكرات شمالية في الجنوب حسب ما لمسناه من تصريحات من بعض أعضاء المجلس الانتقالي .