ترددت كثيرا قبل البدء بكتابة هذا الموضوع …. ولكني سأكتب مما شهدته بنفسي من خلال المناقشات مع أكثر من طرف لطالما واجه موضوع القضية الجنوبية الكثير من المناقشات في العديد من المحافل وأكثرها في الجروبات الثورية المتواجدة بكثرة على موقع الفيسبوك وكان في الأطروحات الكثير من الآراء والكلام الرائع والأفكار البناءة ولكن كان لابد من وجود بعض من يعكر هذا المزيج وهم أصحاب الرأي الواحد التعسفي.
كنت مشاركه وتارة متفرجة وأحيانا أعطي بعض الكلمات لكي ارضي ضميري فقط وكم من المرات أصبت بإحباط شديد وختم بإجهاشي بالبكاء لما يئول إليه النقاش من كلام يخرج من متعلمي ومثقفي بلدي .. فهم من يأمل يمننا الحبيب بأن يكونوا صانعي غدِ أفضل له .
المشكلة في القضية الجنوبية انه لها مفهوم مغلوط عند الكثيرين من الإخوة في المناطق الشمالية من ارض اليمن , فمنهم من يتبادر على ذهنه عند سماع كلمة قضية جنوبيه هو الانفصال فينتفض ويصول ويجول ويحقر كل من يتكلم بهذا الموضوع ولكني لا ألومه لان السلطة أعمت الشعب عن الحقيقة وألبستهم العديد من الأفكار المغلوطة عن الحقيقة التي لطالما حاولوا تهميشها.
وأيضا مشكلتها بأن العديد من أبناء الجنوب عندما وصل عندهم السيل الزبى لم يستطيعوا ان يتحدثوا بالشكل اللائق الذي يوفي قضيتهم حقها إلى حد أنهم أضاعوا جوهر الموضوع في بعض الأحيان في إحدى المرات كنا في مجموعة نناقش القضية الجنوبية فكنا مجموعة من الأفراد والأغلبية من المناطق الشمالية وقد احترمت الكثير من الآراء البناءة ولكن هناك جمله لازالت ترن في إذني إلى هذه اللحظة .. آتت من إحدى الفتيات اللاتي احترم مستواها التعليمي والثقافي والاجتماعي فبعد ان تناقشنا مطولا واقتنع العديد بالقضية قالت : ” إنني أتمنى ان تدوم الوحدة اليمنية ولكن إذا كان فيها إجحاف لحق إخواننا في الجنوب فأني أقول ان معهم حق في مطالبهم ولكن لا ضير بأن يقاسمونا في ثرواتهم ” لأصدقكم القول في تلك اللحظة شعرت بان الإخوة في الشمال لا يريدون سوى ثروات الأراضي الجنوبية وليس وحدة الدم والتآخي … فقام احد المتحاورين للرد عليها قائلا :” إي ثروات تتكلمين عنها ! فلم يكن الجنوب يمتلك إي ثروات قبل الوحدة بل كانت عدن أيضا فقيرة وان كانت أكثر الإصلاحات بعد الوحدة موجودة فعدن نالت نصيب الأسد ” قائل هذه الكلمات إما انه لم يقرأ التاريخ جيدا أو انه أعمى البصر والبصيرة فبكلماته هذه ينفر الكثير من الجنوبيين اللذين يحاولون النقاش معه … فإذا كان هذا رأي المتعلم من الشمال فما بالك بالامَي منهم ويالكثرتهم .؟
من جهة أخرى هنالك بعض الإخوة في جنوب الوطن من يتكلموا باسم الأراضي الجنوبية كاملة مطالبين بالانفصال ويصفون إخواننا في الشمال بالمحتلين …. وتم النقاش في هذا الموضوع كثيرا أحيانا يتم الوصول إلى بعض الحلول الوسطية .. , ولكن للأسف هم أيضا من أصحاب الرأي الواحد … وعندما يتكلمون فهم لايمثلون إلا أنفسهم.
لاننكر بان المتحاور من جنوب الوطن كالطائر الجريح مكسور الجناح وكالطفل المريض الذي يحتاج الحنان قبل الدواء فياليت ان يتم الإصغاء لهم وإعطائهم ..الفرصة للتعبير والنقاش بالمنطق ولكن علينا ان نعي بأن الإخوة في شمال الوطن مثلنا تماما عانوا من سنوات ظلم أكثر منا وانه يجب التماس العذر للجميع ولكن لا نتناسى بأن الظلم الواقع على الشعب في الجنوب اليمني هو اشد وطأه وقهرا عن شمال الوطن.
مالم يفهمه الكثيرون من الأطراف المتحاورة في هذه النقاشات من شمال أو جنوب الوطن بأن القضية ليست قضية أراضي نهبت من قبل مسئولي الدولة أو بعض الانتهاكات أو موضوع الوظائف مالم يُعرف عن القضية الجنوبية الحق هو أنها قضية “هوية , وإنسان , وتاريخ , وارض “ قد طمسوا من قبل الطرف الاخر للوحدة من اجل المصلحة الشخصية فهم من قال بعد الوحدة بأن الفرع عاد إلى الأصل .. فأيهما الأصل وأيهما الفرع ونحن في وحده .؟ أسئلة كثيرة ولكن ذوي العقول الحكيمة والمتقبلين للرأي والرأي الاخر هم من يعوا إجاباتها.
ومن يربط القضية الجنوبية بالحراك الجنوبي فهو كمن يربط وحدة الوطن بالمؤتمر الشعبي أو الرئيس فقط ومن يعتقد بأن الانفصال هو الحل فهو كالمستغيث بالرمضاء بالنار.
بعد كل هذه أتمنى من جميع شباب الوطن إعطاء فرصة الاستماع وعدم الحكم المسبق فليس الجنوبي من يبحث عن شتات الوطن بل يبحث عن وطن يشمل كرامته التي أهدرت على مدى 21 عاما وليس الشمالي هو السبب فيما آل إليه وضع الأراضي الجنوبية بل العكس صحيح هم من يقفون بالساحات رافعين علم الوحدة يقينا منهم بأن الوحدة هي وحدة الإخاء ووحدة حب الشعب لبعضهم مهما تعددت الآراء وهم من يهتفون بأسماء شهداء إخوانهم من الجنوب قبل أسماء أبناءهم فيكفي جمعة “الوفاء للجنوب ” فإن دلت فهي تدل على ان قضية الجنوب هي على البال في كل الوطن ولم تنسى ولكن حلها قادم لا محالة بعد إحلال النظام القائم حاليا وإعادة اليمن الأرض السعيدة بإذن الله.
تلك هي الوحدة وحدة القلوب وحدة المحبة وإعطاء ألفرصه والتماس الأعذار لبعض فمن فرقنا مرة يجب ان لا نسمح له بان يفرقنا مرة أخرى …. هنيئاً لنا وحدة القلوب وبئساً لمن يلعب بها لمصلحته الشخصية