د.سمير شميري نعيش حياة قاسية بالغة الحدة والعنف , وثمة قضايا كبرى شغلت الرأي العام : القضية الجنوبية , حرب صعدة , الإرهاب , إسقاط النظام . وفي هذه المعمعة تشهد الساحة الوطنية صراعاً لاهباً , واضطرابات عنيفة , واعتصامات واحتجاجات ومسيرات , وانفجارات واصطدامات مسلحة , وأزمة خانقة في الغاز والكهرباء والبترول والماء والديزل والمواد الاستهلاكية , وتفكك صواميل مؤسسة الدولة , وزلزلة الاستقرار , وسباق هوس وجنون ومعاناة ضر وبؤس وانفجار دمامل الجروح هنا وهناك , وطغيان لغة السلاح على لغة العقل والحوار , وقسوة الفاقة والفوضى والتشرد , وانكسارات وخيبات أمل لا تحصى . فهذا الفضاء العام المترجرج ببؤسه وخرابه العام المنذر بالشؤم , قد حجب عنا قضايا كثيرة منها قضية السجين أحمد عمر العبادي المرقشي حجب عنا قضية " صحيفة الأيام " والظلم الواقع على هشام وتمام باشراحيل والمرض الذي ينهش جسد الطيب هشام باشراحيل . إننا نعيش في حقبة حالكة الظلام , وكم أنا حزين عندما أسمع بسقوط قتلى وجرحى وباستشهاد شباب في ربيع العمر مثل ذلك الشاب البريء يوسف أحمد صالح عمر النجدي الذي سقط شهيداً يوم الاثنين 2/5/2011م في حي السعادة – خورمكسر ( عدن ) , ومثل النهاية التراجيدية لحياة الطيب الذكر الدكتور/ جياب محمد علي السعدي الذي أستشهد برصاصات غادرة في موكب تشييع جثمان الشهيد أحمد درويش يوم الجمعة 25 /6/2011م . كما أنا حزين عندما أسمع أن السجين المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي حكمت عليه المحكمة بالإعدام بتاريخ 11/7/2010م , ومحكمة الإسئناف تقر بإعدامه يوم السبت 25/6/2011م , دون رأفة أو شفقة بعد رحلة عذاب ورعب وموت نفسي وروحي للبطل أحمد عمر في السجن لجرم لم يرتكبه . لقد أكدت في غير مرة : أن أحمد عمر العبادي المرقشي صريح وحر وشجاع لا يتساكن مع كابوس القمع والقهر وعلاقات البغي والعدوان ومشحون بالرجولة وشهامة الفرسان , وهو على مسافة شبر واحد من الموت لا يزال رافعاً رأسه بأنفة وكبرياء , فهو من أصحاب الشمم العالية , إن قضيته سياسية ألبست ثوباً جنائياً , لقد دافع عن الحق يوم 12/2/2008م لصد مهاجمين أرادوا الاستيلاء بقوة السلاح على مبنى " صحيفة الأيام " في صنعاء بغير وجه حق , ووقف ببسالة إلى جانب هشام وتمام باشراحيل ومؤسسة الأيام في صراعهم ضد الباطل . إن المناضل أحمد عمر العبادي المرقشي بريء وقضيته واضحة كشمس في رابعة النهار , وتنفيذ حكم الإعدام بحق المرقشي جريمة كبرى ووصمة عار في جبين العدالة وذبح لأحلامنا الطامحة للخروج من الليل الدامس ولكسر الأغلال والقيود وتثبيت مبدأ المواطنة المتساوية . وثمة سؤال يدق أبوابنا : هل نائب الرئيس عبدربه منصور سيقف إلى جانب الحق ؟ وهل سيتجرأ في إصدار عفو عن المقهور والمظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي ؟ !! إن أحمد عمر العبادي المرقشي بريء غير مطبوع على الشر والخيانة وحياته ممهورة بالشرف والأمانة والكفاح والشقاء والمعاناة لا يحب السير في مواكب النفاق ويكره خسة الأخلاق ولؤم الطباع إنه رجل شجاع : ( والشجاعة لا تعني غياب الخوف , بل الانتصار عليه , الرجل الشجاع ليس من لا يعرف الخوف بل من يتمكن من قهره ) " نيلسون منديلا" .