عندما تأسست جامعة تل أبيب في فلسطين من قبل الكيان الصهيوني قال رئيس الكيان آنذاك تيودور هرتزل: (الآن تأسست إسرائيل!!)، وهي مقولة تعكس أهمية دور الجامعات في قيام الدول والحضارات، فالتعليم العالي أساس التقدم في كل البلدان المتقدمة وبدون استثناء وحقائق الواقع والتاريخ تشهد بذلك ، ولعل من نافلة القول أن القرار التي أصدره فخامة الرئيس هادي حفظه الله تعالى في 22/2/2018 ، بتأسيس جامعة أبين هو خير دليل على جدية الدولة في عودة الحياة إلى أبين والسير بها على طريق الأمن والاستقرار. أن السلطة ممثلة بفخامة الرئيس هادي لم تألوا جهدا في تقديم كل المساعدات وتذليل الكثير من الصعوبات لمحافظة أبين ، والتي عانت الويلات والتهميش والأقصاء من السلطة السابقة ، وكانت الأعوام 2010و2011م وما تلاها من أسواء الأعوام واشدها على أبين وأهلها وعانى أبنائها ويلات التجاهل والحرمان والتشريد والنزوح ، وهي التي كانت قبل ذلك مصنع القرار السياسي لدولة الجنوب السابقة والمحافظة التي أنجبت عشرات الساسة والزعماء!!. وبنظر الأب الشفيق حاول فخامة الرئيس هادي مداوة جراح أبين وطرد فلول الإرهاب والتخريب منها، وتقديم كل الدعم والمساندة لتعود أبين كعهدها السابق وأفضل ، ولم يكن هناك أي تمييز لأبين ولكن كان فخامة الرئيس هادي يمد يده لكل محافظة في طول البلاد وعرضها تحاول الصعود والتخلص من قوى الظلام والإمامة والطغيان في الشمال والجنوب على حدٍ سواء. ولم يخيب أبناء أبين أحلام واماني القائد الرئيس ، فها هي أبين تمضي مشمرة العزم على التقدم والسير في طريق الدولة والاستقرار بعيداً عن ملشنة الدولة ومحاولة جرها إلى طريق الفوضى والعصابات ، وهي تخطو على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرياضية بخطوات ثابتة ومتوازنة بقيادة أبنها البار المحافظ أبوبكر حسين الذي يثبت كل يوم أن اختيار الرئيس هادي له كان في محله!.
في الأخير نصيحتي لأبناء أبين بالوقوف جميعهم مع جامعة أبين ورئاستها ممثلة بالدكتور محمود الميسري ونوابه الكرام ، والذين يعرفهم أبناء أبين بنزاهتهم وتضحياتهم الجسيمة رغم شحة الإمكانات في تلك الفترات السابقة والحالية وصعوبة الوقوف بالكلية حيث لا موارد ولا دعم مادي للقيام بالعملية التعليمية والأكاديمية ، ولكنهم صبروا وثابروا حتى تحقق النصر لأبين واستقرت العملية التعليمية في مرحلة أشبه بالمستحيل بل والخيال! ، وكل ذلك بفضل الله تعالى ثم عمادة كلية التربية ممثلة بعميدها الدؤوب والمثابر محمود الميسري ورئيس الجامعة حالياً ، فكما وقف الأهالي والشخصيات الأكاديمية والاعتبارية في المحافظة سابقاً مع هذا الصرح الأكاديمي من أجل أبنائهم نتمنى أن يستمر هذا الوقوف بعد قرار تأسيس جامعة أبين والتي هي عنوان المرحلة القادمة مرحلة الاستقرار والبناء والعلم والتقدم والله الموفق.