جاد شاجرة في مثل هذا اليوم تحل علينا مناسبة عظيمة في ثوابتها وكبيرة في مبادئها وأهدافها فهو يوم انتصار الإرادة وانتصار الشعب على من كانوا يريدون انفصال اليمن وإعادة عقارب الساعة للوراء ومن ارتدوا عن الثوابت الوطنية وإرادة الشعب بعودته إلى زمن التشطير فكانت إرادة الله وإرادة الشعب اكبر من غرائزهم المنغمسة في أتون سياسة الانغلاق على الذات والهروب إلى الوراء ، وهذه السياسة الذي من خلالها سعوا وبكل ما أوتوا من قوة بنشر سياسة الفتنة واللعب بالمتناقضات والمصطلحات المفتتة لنسيج الشعب الاجتماعي ولكن ان شاء الله يخيب ظنهم كما خاب ظن أباطرة الاحتلال لجزء من الوطن اليمني العزيز علينا وهاهم المتآمرون والمتاجرون بمصلحة الوطن وشعبه يحاولوا من هذا الباب تفتيت وتجزئة الشعب اليمني تحت مسميات شتى, وللأسف يأتي هذا اليوم في وقت الوطن مثخن بالآلام والجروح نتيجة لسياسات تكالبت عليه الأمم الحاقدة من بين يديه ومن خلفه ومن كل الجهات ومن كل حدبا وصوب تحت مبررات واهية ومزاعم لاتمت للشعب بأي صلة فهي سياسات وزعامات دخيلة عليه من حيث الوسائل والأهداف والغايات الدنيئة وهى زعزعة الثقة فيما بين أبناء الشعب الواحد بنخر سوس حقدهم بنسيجه وتفتيت عرينه وقيمه ومعتقده وهويته مطالب حقيقية أريد لها الباطل فكيف نريد الإصلاح في ظل سياسة الغل والأحقاد وبث سموم هذه الفئات الضالة المظلة من مجاميع هنا وهناك شماليين كانوا أو جنوبيين من غرب اومن شرق اليمن!!
هولاء ليس لهم في الحياة الا سياسة التدمير والتخريب والسلب والنهب والإفساد والفساد, لايهمهم معاناة شعب أو وحدة أمة ولايهمهم في مصلحة عامة بقدر ما يهمهم مصالحهم الخاصة الضيقة وإشباع غرائزهم بالتلذذ بهذه المعانات التي توالت على الشعب والوطن منذ تبوؤا مقاليد أموره وحتى اللحظة ناهيكم عن السياسات الاقصائية والتذمرية ونشر ثقافة النعرات والفتن في ربوعه والعبث بقوت يومه وفي أمنه واستقراره.
فهاهم اليمنيون بكل مكوناتهم الاجتماعية والمناطقية يئنون من فضاعتها والواقع الأليم أصبح شئ ملموس لا يستطيع احد إنكاره أو نفيه ،وأيضا في ظل الثورة المباركة التي وجدت لتغيير من وضع وحال الأمة من هذا الإيقاع المؤلم والمحزن إلى أكثر سماحة وإشراقا. فنجد في هذا الوقت من يحاول يتغنى بجروح الماضي فيخرج من يدعو إلى إحياء هذا اليوم ويسميه بيوم النكبة أو كما يسمّونها أي نكبة أي كلام فاضي النكبة هي نكبة الشعب والوطن باعطاءهم التصرف والفرصة في سيطرتهم على شأن الوطن واستحواذهم على مقاليد الأمور في ماضية وحاضره وقد يأتون ويبعثون من قبورهم ليسيطروا على مقاليد الأمور مرة أخرى لقد أصبحوا كالتنين أو من نافخي كير الحقد والبغضاء على مر تاريخ الشعب اليمني ولنا أمثلة ووقائع قبل الوحدة وما يفعلونه الان في ظل الوحدة المباركة !
انه من المحزن من ينكر يمنيته ويرجع بهويته إلى أيام غزو أجنبي بل الافضع انه يرمي بيمنيته وينتسب إلى تاريخ أنكتب في ظل الاحتلال وسياسة (فرق تسد) إبان الاستعمار الانجليزي والتي أتت ثورة 30 نوفمبر لتعيد الهوية اليمنية من جديد لهذا الشعب وتجعله بهوية يمنية عربية أصيلة واليوم يأتونا أبواقه ممن يصنّفون وينسبون أنفسهم من أبناء الجنوب محاولين الالتفاف وتزوير التاريخ بمسمّيات الجنوب العربي مسمّاهم لتحقيق الغاية ألا وهو الانفصال والأشد من ذلك هو نزع الهوية اليمنية من الجزء الجنوبي للشعب اليمني .
وانه لمن المؤسف له حقا بأن يأتي من يتقمص هذه الهوية ويحاول نسف التاريخ ومحاول التشويه بتزوير وتزييف هذه الحقائق محاولا بان يسوّق هذه المسميات الاستعمارية واثبات ان الاحتلال الانجليزي لم يأتي بهذه التسمية القصد منه طمس هوية أهل الجنوب بل هي الحقيقة وهو تاريخ وسجله المؤرخون برغم وهن وضعف وزيف هذه الدعاوي المضللة عن سياسة الاستعمار ومخلفاته الذي أتى بهذه التسمية ليستطيع السيطرة وهدم النسيج الاجتماعي للشعب اليمني الهوية والمتنفس على مر تاريخه القديم والحديث وحتى قيام الساعة. فقد تمكن من تسويقها في مرحلة معينة وهى مرحلة سطوته وسيطرته لمدة طويلة ومدة احتلاله تثبت ذلك الا ان المخلصين من أبناء الجنوب استطاعوا إخراج الاحتلال وإرجاع ما تم سلبه والقضاء عليه وأهمها الهوية اليمنية وتحرير الوطن من براثينه,
من يدعون لحلحلة القضية الجنوبية وهذا ما يجب تسميتها بالقضية الجنوبية وليس الجنوب العربي نجد ان الحلول أصبحت واضحة وهو في بسط دولة النظام ورفع المظالم عن أبناء المحافظات الجنوبية بصورة خاصة وأبناء المناطق الأخرى بصورة عامة وإعادة الحقوق وفي توزيع الثروات التوزيع العادل وأيضا تسوية كل القضايا العالقة من قضية المتقاعدين ووظائف للعاطلين والعراقيل الأخرى التي تعيق التنمية والبناء وخروج الشعب اليمني من ضائقته بما يتناسب والعيش الكريم لكل مكوناته واطيافه واختيار الأفضل للجميع وبما ينمي في أوساطه التطور والرقي ويوطد روح الإخاء وتقوية عرين صرح وحدته ومقومات الحياة المستقرة الهنيئة ويكفل الحقوق المتساوية وبما يكفل تقوية وحدته وصيانتها ,
يجب على من ينادون إلى الانفصال وإعادة الهوية عليهم إيجاد الحلول المناسبة لضمانها أفضل من نحرها وإعلان الانفصال ودون الاستماع إلى كل الأصوات التي تنادي إلى توحيد الصفوف وجعل القضية الجنوبية من أولويات القضايا التي سيتم معالجتها في الحكومة القادمة , ومن هذه الأصوات من داخل الحراك نفسه ! وهاهم شباب الثورة قد أولوها جلعوها من أولويات مسعاهم وان شاء الله يكون القادم الخير والبركة ونعيم الاستقرار المفعم بالأمن والأمان.
فلا أظن للحظة ان الجيل الجديد من أبناء الجنوب يدركون من هم الذين يدعون للانفصال وما هو تاريخهم النضالي وكيف لهم ان يتحدثوا عن فتوى كاذبة نسبة للديلمي وأيضا للزنداني بأنهم أفتوا بجواز قتل أبناء الجنوب وهي في الحقيقة أوهام وإشاعات يراد منها تضييع جرائم الرفاق والذي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء سواء كان في الجنوب أو في الشمال وما مجازر 13يناير الذي ذهب ضحية لها الآلاف من القتلى وأضعاف أخرى من المصابين ناهيك عن الفجائع وهتك الأعراض والسلب وهدم البيوت ومنابر العبادات فما حرب الوحدة ونتائجها على اليمنيين الرائعة أمام ما اقترفه الرفاق من جرائم بحق الإنسانية و تفوق ما حصل من دماء طاهرة قدمها الكثير من اجل المحافظة على يمن واحد وهدف واحد ولا زلنا ننعم بها لولا ممارسة النظام والمعارضة الذي افسدوا في الأرض ولم يقتصر فسادهم في المناطق الجنوبية بل كان على جميع مناطق اليمن ، والأصوات النشاز ممن جعلوا لهم الوصاية على أبناء المناطق الجنوبية وكم امُّني النفس بان يتفقوا في ما بينهم لعلنا نعرف بنواياهم وأهدافهم النبيلة فيما يرفع ويؤسس لدولة النظام والقانون والحقوق وبسط العدالة ونشر الأمن والأمان في ربوع السعيدة ,لكنها السلطة من جعلوها الهدف ليتقاتلوا عليها سابقا وها هم يعودون من جديد إلى الاقتتال ولو على طاولة الحوار وهى في الحقيقة كاتونات يسعى كل تكوين أو جماعة الاستحواذ وبسط سيطرته على الشعب اليمني سواء كانوا في الجنوب أو في الشمال ،ولنا من لقاء القاهرة من هنا ولقاء بروكسل من هناك ليس ببعيد عن مايجري في الساحة الوطنية ولكنها أضغاث أحلام .
التاريخ في هذه اللحظة لا يعيد نفسه لان الجميع عرف ما هية هؤلاء فلا يشرف أي يمني ان تكون هذه الرموز الفاسدة من أي تكوين أو زعامات مبتورة متواجدين في اليمن الجديد فلنترك تلك الرموز ولنجعل من هذا اليوم يوم تآخي ومحبة ولنرجع إلى الحلول التي ترضي الجميع. [email protected]