الايام مدرسة رائدة في عالم الصحافة محليآ واقليميآ أثبتت ريادتها وجدارتها لان تكون في صدارة الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات التي تكتظ بها الاكشاك دون ان تحظى بما تحظى به صحيفة الايام من اقبال من قبل جمهور القراء أو الرأي العام القارئ والناقد الذي يمتلك مقدرة فائقة في اختيار وفرز الغث من السمين في جانب المعلومة المفيدة ومصداقية الخبر ونشر الحقائق بشفافية وواقعية والنقد الهادف الذي يبني ولا يهدم . الأيام الصحيفة " العدنية " التي قارعت المستعمر البرطاني في الجنوب والكهنوت الامامي في الشمال عبرت عن تطلعات اليمنيين قاطبة دون تمييز بين ( شمالي وجنوبي ) مثل ذلك التمييز العنصري لسلطة 7 يوليو تجاه "صحيفة الايام" المنطلق من النظرة الشوفينية لتلك السلطة التي تنظر للايام بانها " جنوبية " انفصالية وتناست هذه السلطة بانها من تكرس سياسات الانفصال باغتصابها لوحدة شراكة " ابناء الجنوب " الذي تنازلوا من اجل الوحدة عن دولتهم المعترف بها عضوآ في جامعة الدول العربية والامم المتحدة ومن ينكر ذلك فهو جاحد بل غاصب لحقوق الآخرين .
الايام " الباشراحيلية " التي أسسها العميد المرحوم محمد علي باشراحيل " طيب الله ثراه " والتي كانت في عهده تهز عرش امبراطورية المستعمر البريطاني التي لا تغيب عنها الشمس ظلت في عهد نجليه الاستاذين هشام باشراحيل " الانسان " والمدفعجي المستميت الذي يدمر مواطن الفساد والمفسدين وان كانوا في قصور وابراج مشيدة وتمام باشراحيل " المثابر " الذي كان يسهر طوال الليل بنشاط وهمة ولا يهدا له بال حتى تصل نسخ الصحيفة الى متناول القراء صباح اليوم التالي وهي بحلة قشيبة تحمل كل جديد يستهويه القراء بمختلف المواضيع الخبرية والسياسية والتحليلية والتحقيقات والاستطلاعات الصحفية المصورة والمقال والادب والثقافة والصحة وغيرها وما يتميز به المثابر " تمام " هو ذلك الهدوء الذي يتحول الى عاصفة مدمرة تجتث ظلم الجبابرة والطغاة والمفسدين والمتنفذين .
وتعرضت الايام خلال مسيرتها الصحفية التي أستمرت لاكثر من نصف قرن لكثير من المصاعب والعراقيل وتم توقيفها اكثر من مرة ابان الحكم الاستعماري البغيض وتوقيفها القسري ايام الحكم الفردي الأسري بعد قيام الوحدة وتعرضت صحيفة الايام خلال فترة ما بعد الوحدة لكثير من الحوب النفسية التي مورست بحقها كمؤسسة تنويرية وبحق ناشريها الأستاذين الفاضلين " هشام وتمام " وانجالهم " الباشا " و " هاني " و " محمد " ومعهم البطل المناضل " احمد عمر العبادي " السجين ظلمآ بصنعاء والمحكوم عليه عدوانآ بالاعدام من محكمة جنوب غرب امانة العاصمة وتاييد الحكم غيابيآ بالباطل من قبل محكمة الاستئناف لا لذنب ارتكبه المظلوم العبادي وانما لمكايدات سياسية ولمحاولة لي ذراع ناشري صحيفة الايام لانها قالت لا للظلم لا " للطغيان " لا لسلب الناس حقوقهم المشروعة لا للفساد لا لنهب الثروة والاراضي .. لا لتكريس سياسات العنصرية والتجويع والافقار .. لا للاقصاء والتهميش وانتهاك القانون والدستور والحقوق والحريات .
ان الظلم مرتعه وخيم والحقيقة التي لا غبار عليها ان الظلم الذي فرض على صحيفة الايام وناشريها هو ظلم جائر بمعنى الكلمة .. ظلم لا مبرر له من قبل سلطة تدعي الديمقراطية وهي تمارس أبشع انواع الديكتاتورية وأستخدمت اسوأ اساليب القمع لحرية الصحافة وأستهدفت صحيفة الايام دون غيرها من الصحف وحشدت حملات عسكرية ولاكثر من مرة وهاجمت الصحيفة التي لا تملك سلاح سوى القلم والكلمة وقتلت عددآ من حراس الأيام وموظفيها وسجنت الناشر هشام وابناءه عدة مرات وحاكمته محاكمات كيدية تعسفية قامت خلالها تلك السلطة بدور الخصم والحكم وما يزال البطل احمد عمر العبادي الذي يقبع خلف القضبان بعد الحكم عليه بالاعدام ظلمآ في قضية كيدية رمزآ لما تقوم به السلطة من انتهاكات لحقوق الانسان وهو البطل القومي العربي واليمني الذي دافع عن العزة والكرامة العربية في لبنان اثناء الاجتياج الاسرائيلي للبنان في مطلع ثمانينيات القرن الماضي فكرمته لبنان وفلسطين بالاوسمة والنياشين وعاقبه النظام اليمني بالسجن وراء القضبان وهو بريء من التهم الكيدية التي تمت فبركتها بعناية فائقة في مطابخ النظام وسيعاقب الله ولي أمره الذي لم ينصفه وهو يعلم علم اليقين انه بريء من التهم الموجهة اليه وسيعاقب القاضي الذي حكم عليه بالاعدام لارضاء الحاكم فقط وهو يعلم ان العبادي بريء فعلآ . وعودة على بدء نقول ان اسباب الوقف الاداري لصحيفة الايام غير مبررة واذا كان ما نشرته الايام في فترة سابقة يعد من المخالفات الممنوعة من وجهة نظر الحزب الحاكم ووزارة الاعلام فان ما تنشره عشرات الصحف ومئات المواقع الالكترونية اليوم لهو أفضع بل أمر مما كانت تنشره الايام التي كانت تتنفس هموم البسطاء والمظلومين والمقهورين واصحاب الحق انطلاقآ من مهنيتها ومصداقيتها ونبل رسالتها وشموخ وعزة القائمين عليها " آل با شراحيل " الذين لو شاء الحظ ان يعيشون في وطن غير وطننا هذا الذي تذبح فيه كفاءاته وكوادره ومشاعل التنوير فيه لكان لهم شأن آخر ولتبوأوا اعلى المناصب في حقلي الصحافة والاعلام ولكرموا تكريم الابطال والمبدعين ولكننا في وطن حبلى بالفساد والمفسدين والجبابرة المستبدين المتسلطين وحبلى بتبعية الاعلام والقضاء لسلطة الحاكم دون استقلالية في دولة يدير مفاصل وزاراتها واداراتها تبعيون من ذوي العقول الخاوية ممن يقدسون الفرد ويتسابقون لتمجيده في وسائل الاعلام ولا سيما الفضائيات والصحف الصفراء ( المطبلة ) فمن الطبيعي في وطن على شاكلة هذا الوطن ان يعاقب الشرفاء والعظماء وان يكافأ ويكرم اصحاب العقول الخاوية من ببغاوات النظام باعلى المناصب ممن سأمهم جمهور المشاهدين لتكرار تصريحاتهم الكاذبة وافتراءاتهم المزيفة وتزويرهم للحقائق لدرجة انهم قد صاروا اقزامآ في نظر جماهير المشاهدين .
وأخيرآ نقول للنظام الذي يحتضر كما تدين تدان .. ظلمتم الايام وباشراحيل والدور عليكم وسيسلط الله لكم من هو أشد منكم ظلمآ .. كفروا عن سيئاتكم واطلقوا سراح صحيفة الايام وتعويض ناشريها عن كل ما لحق بهما وبمؤسستهما من اضرار مادية ومعنوية وحاسبوا كل من اساء للايام وكان سببآ مباشرآ أو غير مباشر في ما حل بها وبناشريها وبمنتسبيها وقرائها من ضرر والغاء الوقف الاداري لاعادة اصدارها والاعتذار للناشرين هشام وتمام باشراحيل من قبل وزارتي الاعلام والداخلية عبر وسائل الاعلام الرسمية وهذا هو أقل ما ينبغي القيام به لاعادة الاعتبار لهذه المؤسسة العريقة والرائدة والله من وراء القصد . *عدن الغد