فجعنا يوم أمس الأول بنبأ وفاة الهامة الإعلامية المميزة ناشر صحيفة الأيام العدنية الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل رحمه الله بعد معاناة مع المرض وجولات متعددة في مستشفيات محلية وخارجية حتى قضى الأجل المحتوم. ولم تكن معاناته رحمه الله عليه مع المرض الجسدي فحسب بل كانت معاناته الكبرى مع سلطة غاشمة ونظام قمعي متميز في غطرسته وجبروته وإهداره لكرامة الإنسان التي اقرها المولى عز وجل "ولقد كرمنا بني ادم " فما قام به النظام القمعي تجاه صحيفة الأيام وناشريها من بلطجة منقطعة النظير طوال السنوات الماضية لم تكن تهدف سوى إسكات صوت الحق صوت الكلمة الصادقة الذي حملت رأيته صحيفة الأيام منذ الوهلة الأولى بعد إعادة صدورها "بعد التوقف القسري في سبعينيات القرن الماضي من قبل سلطة غاشمة فاشية هي الأخرى". وجميعنا نتذكر المحاكمات الكيدية التي تعرضت لها الأيام ومازالت قائمة حتى الآن. ونتذكر ذلك الهجوم البربري على مقرها ومنزل ناشريها في صنعاء في وضح النهار تحت سمع وبصر السلطة الحاكمة بغرض الاستيلاء على المبنى وفرض أمر واقع، قمة البلطجة !. وكانت النتيجة اعتقال حارس المبنى احمد العبادي المرقشي وإصدار أحكام بالإعدام عليه في قضية كيدية بامتياز فأين نزاهة القضاء ؟!. وتوالت مسلسلات الاعتداءات المتكررة على الأيام بعد عودة الراحل هشام وأسرته إلى عدن فكان منزلهم في عدن والذي يتواجد به مقر الصحيفة أيضاً هدف لهجوم بربري آخر وهذه المرة من خلال الأجهزة الأمنية ذاتها. ويسقط أيضاً عدد من القتلى والجرحى من حراسة المبنى ومن المارة جراء ذلك الاعتداء الغاشم. واعتقل الراحل هشام وابنه محمد وزج بهم في غياهب السجون فلم يراعوا أمراضه المتعددة ولا كبر سنه ولا كبر مقامه في مجتمعه كما يراعوا هم مثل ذلك في مجتمعهم، تعرض لكسر في القدم سبب له العديد من المضاعفات وهو المريض بالسكر والقلب فكانت المضاعفات شديدة. أفرج عنه للعلاج وسافر للخارج سفرات متعددة تنقل خلالها بين مستشفيات عدد من الدول حتى كانت النهاية في ألمانيا والتي جاءته المنية فيها فنسأل الله أن يتغمده بالرحمة والغفران وان يسكنه فسيح جناته. وهذا هو حال الدنيا ومصير كل حي ونسأل الله حسن الخاتمة. كان رحمة الله عليه قويا في الحق اتخذه كنهج للأيام مع شقيقه تمام امتداد لنهج مؤسسها والدهم محمد علي باشراحيل رحمة الله. ولكن هل لنا أن نتساءل لماذا كانت تلك الحملة القمعية الشعواء على الأيام وناشريها ؟. توقيف السبعينات كان من نظام عصابة شمولية اعتبرت نفسها عقل وضمير وفكر الشعب فأوقفت عجلة الحياة وحطموا القيم والأخلاق والمبادئ لكل الشعب دون استثناء .فالمساواة في الظلم عدل ولكن أي عدل ؟ ذلك كان نظاما شمولياً ولكن ماذا نسمي الاستهداف للأيام من النظام اليمني السابق إذا افترضنا مجازا انه أصبح سابقا ؟ لأنها صدحت بالحق ؟ لأنها كانت تحظى باحترام القارئ ؟ لأنها بلغت رقما عاليا جدا في التوزيع لما يقارب 75000 نسخه ؟ لم تصله الصحف الرسمية التي ينفق عليها من الميزانية العامة، لأنها تبنت الدفاع عن القضية الجنوبية ؟ لأنها تبنت قضايا كل مظلوم ؟ لأنها سلكت طريق النجاح ؟ فتصدوا لها أعداء النجاح. إذا كان كل ذلك حصل في عهد النظام العائلي كما يحب أن يسميه بعض الفرقاء المتصارعون. النظام العائلي سقط فلماذا لم تغلق حكومة الوفاق ملفات المحاكمات الكيدية ؟ لماذا لم يتم الإفراج عن البطل احمد العبادي المرقشي ؟ لماذا لم يتم تعويض الأيام عن ما لحقها من ضرر مادي ومعنوي ؟ وحكومتكم تصرف المبالغ الطائل لتسديد مستحقات عقود ابرمها النظام السابق تشتم منها رائحة الفساد وتزكم من شدتها الأنوف فهل السابق هو اللاحق ؟ أم أنهم الاثنين معا ؟. غاب هشام رحمة الله عليه عن المشهد ولكن أيامه ستشرق بسيرته العطرة بذكره الطيب بجميل خصاله، وستشرق الأيام الصحيفة من جديد ويشع نورها ليضيء الحقيقة نورها الساطع. [email protected]