يتميز موقع خليج عدن عن العديد من المواقع البحرية في العالم، حيث تتوفر فيه بيئة بحرية مناسبة ساعدت كثيراً على تواجد وتكاثر أنواع مختلفة من الأسماك، ويوجد في خليج عدن ما يقارب (500) نوع من الأسماك منها السطحي والقاعي، ليكون بذلك خليج عدن الخليج الأعظم من حيث الكنوز والثروات البحرية. ومن الأمور الإجابة كذلك لخليج عدن والتي ربما قد يغفل عنها الكثير من الناس هي، أن خليج عدن يُعتبر شريان وممر بحري لأنواع عديدة من الأسماك السطحية المهاجرة، والتي تمر سنوياً عبر الخليج، ومن تلك الأسماك مثلاً...(الزينوب_ التمدالباغة الديرك_الفرس) وسمكة الفرس هي السمكة ابو شراع وغيرها من الأسماك السطحية التي لا تستقر في مكان واحد فتجدها تسير عبر الخليج مسافرة من شرقه إلى غربه، ليقوم صيادي خليج عدن حين تواجدها باصطيادها عبر العديد من طرق الاصطياد التقليدية المتبعة لذيهم، ومن الأسماك القاعية التي يشتهر بها خليج عدن وتتواجد خلال أشهر السنة هي أسماك مثل... (الجحشالعنتقالخلخل) وغيرها من الأسماك القاعية والتي تفضل التواجد والعيش في الشعاب المرجانية، وكذلك (الحبار) او البنجيز كما يطلق عليه محلين وهو من الأسماك التي تتواجد في خليج عدن أغلب أشهر السنة وتمثل مصدر دخل يومي للكثير من الصيادين المحليين . ويتميز خليج عدن أيضاً بمناخ بيئي بحري قل ما تجد له مثيل، وذلك من حيث نسبة الملوحة فيه والتيارات البحرية إلى جانب الحرارة المعتدلين في اغلب فترات أشهر السنة، لتكون مياه بحر خليج عدن حينها، وبسبب كل تلك العوامل البيئية البحرية المولاءمة والمناسبة مصدر لجذب الكثير من الأسماك القاعية منها والسطحية، ليشهد الخليج من خلال تواجدها ثورة وإنتفاضة سمكية بحرية من خلال عمليات التزاوج والتكاثر فيه وحتى وضعها للبيض، فالشعاب المرجانية ومواطن الأسماك المنتشرة في مياه خليج عدن قد ساهمت كثيراً فكانت عامل مؤثر لجذب وأستقطاب للكثير من الأسماك. وتُعتبر المنطقة الممتدة من نقطة العلم شرقاً ولغاية قرية قعوى غرباً، وهي المنطقة التابعة لمحافظة عدن من أهم المناطق التي تجعل الكثير من الأسماك تسافر عبر الخليج لتصل إليها قاصدة بهذه الرحلة إما وضع البيض اولعملية التزاوج و التكاثر، ويمكن التفكير في جعلها مستقبلاً منطقة محمية للأسماك التي تتواجد لوضع بيضها. غير أن في السنوات الخمسة عشرة الماضية شهدت هذه المنطقة خاصة وخليج عدن عامة تراجع كبير وملحوظ في كميات الأسماك المختلفة، ويعود السببُ في ذلك إلى عمليات الأصطياد وطرق الصيد الغير ممنهجة، والتي تحصل بشكل كثيف وعشوائي، إما عبر (الصيادين المحليين) او عبر (سفن الصيد التجارية) والتي عتت تلك السفن خلال تواجدها في خليج إلى إستنزاف الثروة السمكية في الخليج، إذ كانت تقوم بالاصطياد بطريقة تدميرية وتخريبة، وبشكل غير قانوني، بالأضافة إلى جوانب بيئية فتغيُرات المناخ خلال العامين المنصرمين وعلى وجه الخصوص بعد حدوث إعصار تشابالا، جُلها عوامل أثرت وبشكل سلبي وملحوظ على تراجع وأختفاء أنواع عديدة من الأسماك في خليج عدن، وفي ظل غياب وعدم وجود تقارير من قبل مراكز الأبحاث والتي قد تُغنينا عن الكلام التخميني الذي لا يقدم مادة علمية لمعرفت أسباب تراجع تلك الأسماك في خليج عدن وذلك من الناحية البيئية لخليج عدن، وعلى الرغم من كل تلك العوامل السلبية الا أن خليج عدن يظل هو خليج أعظم الكنوز والثروات البحرية.