باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خليج عدن.. الثروة سمكية في تراجع مستمر .. ومتقلبات مناخية أثرت على بيئته البحرية

خليج عدن...وما يتواجد فيه من أسماك يقدر عددها بقرابة (500) نوع ، بالإضافة إلى ما هو معروف عن بيئة البحرية الملاءمة ، والتي تساعد على تواجد وتكاثر الأسماك ، لتكون بذلك الثروة السمكية أحدى أهم مصادر الدخل الوطني ، ومصدر غذائي للمواطن في ربوع البلاد ، غير أن خليج عدن يشهد منذُ نصف عقد من الزمن تراجع ملحوظ في الإنتاج السنوي للأسماك , اذ كانت الأشهر الثلاثة الأولى لهذا العام هي الأضعف إن لم نقل الأسوأ , وذلك مقارنة بالأربع السنوات المنصرمة.
وعلى الرغم من أن المنطقة من (قعوه) غرب محافظة عدن وحتى شرق مدينة عدن , والتي يمكن
اعتبارها ((منطقة محمية)) , حيت تظهر أنواع كثيرة من الأسماك ((كالباغة _الحبار(البنجيز)_القد _ الكُمل(( الكات فيش)) , وغيرها وذلك لتوالد بالقرب من السواحل ورؤوس الجبال بكثافة كبيرة , وتكون عادة من الإنات , إلا أن منطقة التكاثر هذه كغيرها هي (منطقة مصائد غير منتظمة)...
بمعنى أن طرق الصيد التقليدية المتبعة من قبل الصيادين المحليين , والذين يمارسون طريقة الاصطياد بشكل عشوائي وغير منتظم من جهة , بالإضافة إلى السفن الصناعية التي كانت تمارس طريقة الصيد الجائر في خليج عدن لأكثر من (17) سنة دون رقيب ولا حسيب من جهة أخرى, كل تلك العوامل وغيرها أثرت على الثروة السمكية والبيئة البحرية في خليج عدن, و يحدث كل هذا في ظل غياب الدور الإرشادي والتوعوي والرقابي , من قبل قطاع الإرشاد السمكي التابع لوزارة الثروة السمكية , ذلك الغياب المدروس و المُمنهج خلال (17) سنه الماضية كانت نتائجه سلبية ومدمرة للثروة البحرية في خليج عدن .
وما زاد الوضع صعوبة في مياه خليج عدن , تلك التقلبات والتغيرات المناخية التي شهدتها الشواطئ و السواحل الشرقية لجنوب اليمن جرأ الأعاصير , وتحديد في الاشهر الأخيرة من العام الماضي حيث كان لها اثر على تغير البيئة المناخية لخليج عدن , والتي على اثرها هاجرة العديد من الاسماك منطقة خليج عدن وتحديداً من الجهة الشرقية لعدن ولغاية منطقة (قعوه) ...
وللإيضاح أكثر حول ظاهره اختفاء وتراجع كميات كبيرة من الاسماك , وايضاً التقلبات المناخية المتغيرة التي يشهدها خليج عدن في بداية هذا العام , اجرت صحيفة عدن الغد هذا الرصد مصحوباً بحوار صحفي مع كلاً من :
الأستاذ / أحمد رشيدي عوض ...
رئيس جمعية صيادي خليج عدن – ورئيس الأتحاد التعاوني فرع عدن
والأستاذ الباحث / جمال محمد باوزير ...
باحث بيئة بحرية في الهيئة العامة للأبحاث علوم البحار – عدن
فإلى تفاصيل تلك الحوارات والتي بدأناها مع الاستاذ / احمد رشيدي عوض ..
*كما هو معروف بأن لصياد التقليدي في خليج عدن أكثر من طريقه يستخدمها في صيد الاسماك , هل تذكر لنا بعض منها ؟
**لصياد التقليدي في خليج عدن عدة طرق للاصطياد , وإذا تحدثنا عن المنطقة من شرق عدن ولغاية قعوه غرباً والتي تعتبر منطقة غاية في الاهمية من حيث الموقع الجغرافي لخليج عدن , نلاحظ بأن بعض طرق الاصطياد التقليدي وعلى الرغم من اهميتها إلا انها تثير بعض المشكلات بسبب الانقسام بين ( متحمس ورافض ) لأستخدامها , ومن اهم طرق الاصطياد إثارة هي :-
أولاً :- التحليق ( الحوي او النشط )
تستخدم لاصطياد الاسماك دون تميز للنوع او حجم الاسماك , وهي اكثر الطرق المستخدمة شيوعاً , وإنه من الصعب وقف استخدامه ويمكن تحديد مقاسات فتحات عيون الشبكة لمنع القضاء على صغار الاسماك .

ثانياً :- المدود
طريقة المدود هذه والتي تكون عبر (مد) شباك الصيد بطريقة طويلة وتكون الشباك مربوطة بالقارب لساعات محددة , إلا ان في الاوانة الاخيرة تطول تلك العملية لأكثر من سبع ساعات مقارنة فيما كان سابقاً وهي ساعة ونصف الساعة تلك الفترة الطويلة تضر بتحرك الاسماك .

ثالثاً :-شباك المدود ( الوتر ) – ( الاسرائيلي )
من طرق الاصطياد المستحدثة خلال فترة العشر السنوات الاخيرة , وهي عبارة عن شباك مكونه من ثلاثي الاضلع والمعروفة (الاسرائيلي ) , حيث تعلق فيها الاسماك الصغيرة والكبيرة وذلك دون انتقاء لحجم معين من الاسماك , طريقة الاصطياد تلك لا يتم استخدامها بطريقة سليمة حيث تستخدم معها أثقال من الحديد تجلب ضجه عالية وصخب شديد في قاع البحر وخاصة في المواقع الصخرية حيث غلباً ما يرمي الصيادون شباكم فيها , الأمر الذي يضر بيئة الاسماك المحلية , لذلك لابد من تنظيم طرق استخدامه وبشكل صالح ويجب عدم التساهل معها.

رابعاً: السخاوي (الأقفاص)
توجه معظم الصيادين إلى الاصطياد والاعتماد على أسهل معدات الإنتاج ومنها (السخاوي _الاقفاص) والتي تتطلب من شخصين إلى ثلاثة في تشغيلها , وهي سهلة الاستخدام ويمكن وضعها ثم التوجه اليها و رفعها واخذ ما فيها من أسماك يومياً أو يوم بيوم وإعادتها إلى موقعها إلا أن الصياد التقليدي يقوم بإدخال مواد قرطاسية وبلاستيكية ذات الألوان الجذابة بالإضافة إلى أشجار من نوع معين من أجل جذب الحبار(البنجيز) وبعض الأسماك وذلك لغرض دخولها إلى السخاوي وتؤثر هذه الطريقة على عدم استقرار الأسماك بما تحدثه من الضجيج الناتج من التيارات البحرية , وتلك الأصوات تزعج الأسماك , ومسالة تقرير مصيرها أو تحديد فترة زمنية لاستخدامها , تعتبر قضية مهمة يجب عدم تجالها وعدم الاكتراث لنتائجها المستقبلية، وهي تقع على عاتق البحث العلمي.

*إذاً ماهي الأسباب التي أدت إلى تراجع كميات كبيرة من الأسماك في خليج عدن ؟
**الأسباب التي أدت إلى تراجع كميات كبيرة من الأسماك في خليج عدن كثيرة وعلى رأسها...
1)عدم وجود قيادة كفوة في القطاع السمكي تعمل على تنظيم وترشيد الاصطياد في مناطق الاصطياد . حيث أصبح الصياد يمارس مهنة الصيد بطريقة عشوائية وغير منتظمة.
2)طريقة الصيد الجائر والناتجة عن استخدام طرق اصطياد ومعدات صيد مختلفة وعلى مدار فترة الاصطياد بدون مراعاة لعملية تنظيم مواسم الاصطياد , وهذا ما تقوم به السفن الاصطناعية والتي كانت تصطاد في خليج عدن منذ (17) سنة دون رقيب ولا حسيب , الأمر الذي أدى إلى تدمير البيئة البحرية من مراعي ومواقع تتواجد فيها الأسماك إما لتكاثر او لتمطون.
3)ومن الأسباب التي ادت إلى اختفاء أنواع معينة من الأسماك هي تلك الشباك التي يستخدمها الصياد التقليدي وهذا ما اسلفناه سابقاً , وهي الشباك ذات الفتحات الصغيرة , حيث تقضي على الأسماك الصغيرة منها قبل الكبيرة , لذلك نجد بأن الأسماك الصغيرة , مثل ((الوزف - عيده(الصاردين)) والتي تعتبر مصدر غذاء وطعم للأسماك الكبيرة قد تراجعت في خليج عدن , وأضاف الأستاذ الرشيدي...قائلاً: كل تلك الأسباب وغيرها هي ناجمة عن اختفاء دور الإرشاد السمكي من القطاع , والذي يعتبر سبب من الأسباب التي أدت إلى اختفاء الانات وانقراضها من خليج عدن . وعلى الرغم من وجود قانون , الا ان ذلك القانون موجود قانون على الورق فقط , لكن كتطبيق ميداني فهو غير موجود , وفي ظل الأوضاع الراهنة والظروف التي تمر بها البلاد , فلا اظن بأن يكون هناك حل سريع وجدري لأنقاض ما يمكن أنقاضه مما تبقى من ثروة سمكية في خليج عدن , فالقادم لا سمح الله قد يكون كارثي بنسبة على صيادي المناطق الساحلية المطلة على الشريط الساحلي لخليج عدن .

وكما هو معروف عن خليج عدن تميزه ببيئة بحرية ملاءمة , وذلك من حيت درجة الحرارة المعتدلة و نسبة الملوحة التي فيه , إلا أن تلك البيئة البحرية على وشك التغير مناخياً , ويعود السبب في ذلك إلى شدة الرياح الموسمية الشرقية , والتي يشهدها خليج عدن في بداية هذا العام , الأمر الذي ينذر بتغيرات مناخية قد تضر هي الأخرى بالحياة البحرية لخليج عدن.....
وللحصول على تفسيرات حول كل ما يحدث في خليج عدن توجهنا بسؤال حول هذا الأمر للأستاذ البحاث في مجال علوم البحار والمحيطات الباحث جمال محمد باوزير...وكان سؤالي لهُ كتالي:
*أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالمناخ , عن حدوث تغيرات مناخية قد توثر بالمستقبل على البيئة البحرية لعديد دول العالم , برأيكم هل ما يحصل في خليج عدن وتحديداً من حيث شدة الرياح الشرقية الجنوبية لهذا العام , وكذلك تراجع الإنتاج السمكي , وما حصل من تغيرات مناخية في الأشهر الأخيرة , كلها عوامل قد تدخل ضمن هذه المنظومة العالمية للمناخ , والمتعلقة بالتغيرات المناخية العالمية؟
**في البداية اشكر لكم هذه الاستضافة...وانه لمن الجيد والمهم أن يتم النظر لموضوع كهذا , وهو أمر غاية بالأهمية خاصة حول ما يجري ويحدث من تغيرات وتقلبات مناخية شهدتها السواحل الشرقية لليمن في الفترة من الأشهر الأربعة المنصرمة , والتي كان لها العديد من الشواهد والأثر الملموس...
أما بالنسبة في ما يتعلق بسؤالك والذي يحتاج لإجابة واضحة وشاملة , وذلك في ما يخص البيئة البحرية لخليج عدن , لآن موضوع البيئة البحرية ومصادرها , والذي هو جزء من موضوع أصبح عالمي , ونحن جزء من هذه المنظومة العالمية في خليج عدن , حيث نلاحظ بأن في تغيرات مناخية في ما يتعلق بالكثير من الظواهر التي لها علاقة في التغيرات المناخية الحاصلة في خليج عدن.
وبنسبة للمتوسط المناخي الو التذبذب الحاصل الآن , هذا في ما يتعلق بالتغير المناخي من الناحية العالمية , والذي سببه زيادة ثاني اكسيد الكربون , وبدء تكون الاحتباس الحراري والذي حذر منه العلماء حيث يودي ذلك التغير إلى أرتفاع مستوى البحر بالإضافة إلى أرتفاع حرارة سطح البحر , وأمر كهذا له العديد من المخاطر على مواطن البيئة البحرية والمصائد بشكل خاص , وعلى الناس الذين يتخذوا من هذه الأسماك مصدر دخل معيشي وتوفير لقمة العيش من هذه الأسماك

*هل هناك شواهد صرنا نلمسها في ما يخص بالتغيرات المناخية و خصوصاً في خليج عدن؟
**لتغيرات المناخية شواهد كثيرة صرنا نلمسها , وعلى سبيل المثال ظاهر الأعاصير التي حصلت في الفترة الأخيرة , كإعصار تشابلا ويليه إعصار ميغ وغيرها من سلسة الأعاصير تلك التي ضربت وأثرت على المنطقة الساحلية لليمن وتحديداً جزيرة سقطرى والجهة الشرقية لسواحل اليمن , ذلك التأثير طال أيضاً المنطقة الساحلية لخليج عدن , كل تلك التغيرات تعمل على تغير فيزياء وكيمياء البحر , و خاصة عندما نتحدث عن تغير في حرارة مياه البحر.
وبما أن خليج عدن يتميز بموسمين للرياح , أحدهم هو جنوبي غربي والأخر شمالي شرقي , حيث في موسم الرياح الجنوبي الغربي تحدث ظاهرة هامة في خليج عدن وهي ظاهرت التقلبات المائية أو كما تعرف علمياً بظاهرة (الأبو لينج) ...وهي ظاهرة تعتبر واحدة من الظواهر التي تعمل على اغناء المصائد البحرية , وهي تجديد المياه السطحية بالمغذيات العضوية وتعمل على تخصيب السطح , أمر كهذا يساعد على تكاثر الأسماك بسبب وفرة الغذاء, وبتالي أصبح خليج أحد أهم المصادر في الاقليم .
والموسم الأخر هو الشمالي الشرقي , المعروف عند العديد من عامة الناس (مزايب أو الأزيب) وما هو معروف أيضاً عن هذا الموسم من الرياح أنه غالباً تكون رياح هادئة ويشكل منخفض جوي صحيح , لكن نلاحظ في الفترة الأخيرة أو السنوات الخمس الأخيرة هذه أن موسم الرياح الشمالية الشرقية , أصبح يأخذ صفات متغيرة نلاحظها في سواحل عدن , حيث تزاد شدت الرياح اضافتاً إلى تغيرات في حرارة مياه البحر, ولذلك يتطلب الأمر الاهتمام بالدراسات البحرية وأخذ العينات الدورية , ومع شدة الرياح تلك التي تؤثر بشكل مباشر على الصياد , حيث تكون عائق الصيادون لنزول لممارسة مهنة صيد الأسماك , فهذه الظاهرة تودي إلى هيجان البحر فيرتفع منسوب المياه وترتفع أمواجه ليصعب على القوارب التقليدية ممارسة مهنة الصيد

*ما الذي يمكن يحدث لا سمح الله , وذلك في حال استمرار تلك الرياح وتزايد سرعتها بين الحين والأخر , وأقصد بذلك الرياح الشمالية الشرقية؟
**زيادة هذه الظاهرة وما يصحبها من هيجان للبحر , فأنها تعمل على إثارت الرسوبيات من قاع البحر وصعودها بصورة مكثفة إلى السطح , مما يعني زيادة المغذيات العضوية , وتلك المغذيات العضوية إذا زادت عن حدها نجد ظاهرة أسمها (المد الأخضر أو المد الأحمر) ونلاحظ هذه الظاهرة في خليج عدن في السنوات الماضية , وعلى فترات متفاوتة , وشدت الرياح تلك والاضطرابات في البحر تعمل على ما يطلق عليه الصيادون (بالكروة) من ضمنها صعود تلك المغذيات إلى السطح , وبتالي تزداد الهوائم النباتية والحيوانية , حيت يكون في ثراء غذائي , وكثرة هذه الهوائم قد يسبب مشكلة بيئية , ومنها ما ذكرت سابقاً (المد الأخضر او الأحمر) , وتلك الزيادة تعمل على التقليل من كمية الأكسجين الدائب في الماء , وبتالي تحصل مشكلة للأسماك , فتكون هذه الطبقة من المياه عديمة الأكسجين ، بحيث تطر العديد من الأسماك للهجرة إلى مواقع أخرى قريبة من الساحل حيث تجد الأكسجين , وهنا نجد الأسماك تصل في أغلب الأحيان شبة نافقة ....
وفي ما يخص المد الأخضر وما يسببه استمر الباحث باوزير قائلاً....أمر أخر تسببه تلك الهوائم التي يحدثها المد الأخضر , وهو عدم وصول أشعة الشمس إلى المناطق السفلى من مياه البحر , فذلك الحجز لأشعة الشمس لا يساعد على نمو الشعاب المرجانية , والكائنات الحية البحرية العديمة الحركة , فمثل هذه الظاهرة تؤثر عليها , ومثل هذه الظواهر بدأت تظهر بشكل كبير في خليج عدن ويعود السبب في ذلك إلى شدت الرياح والتقلبات المناخية في السنوات الأخيرة.
وهناك ظاهرة أخرى رصدت في السنوات الأخيرة ، وفي موسم الصيف تحديداً ، فتكون درجة الحرارة مرتفعة خاصة في خليج عدن , حيث يكون المدى الحراري كبير ، والذي يوثر بدورة على الشعاب المرجانية ، وتعرف بظاهرة (الابيضاض) وتجدها في بعض المواقع من خليج عدن , وهي ظاهرة عالمية ولا تستثنى منها الحياة البحرية في خليج عدن فحسب , وهي أيضاً مرتبطة بظاهرة (النينو) وتلك ظاهرة عالمية كما ذكرت سلفاً , الا أن هناك ظواهر محلية عديدة بحاجة إلى المزيد من الدراسات وعمل برامج مراقبة , فظاهرة (الابيضاض) تلك والتي قد يلاحظها الصيادون خاصة الذين يمارسون مهنة الصيد بطريقة الغوص , بوجود شعاب مرجانية أصبح لونها أبيض وليست كباقي المرجان التي تحتوي على العديد من الألوان ...

وفي العودة إلى ما يحدث في خليج عدن ...أجاب الباحث...
أن ما يجري من تقلبات مناخية , والتي هي بحاجة إلى دراسات وعمل برامج مراقبة لتلك التغيرات , بحيث تكون أبحاث ودراسات فصلية وسنوية حتى يتسنى لنا معرفة التأثيرات الحاصلة في خليج عدن جراء تلك التغيرات المناخية , وما يحدث من ظواهر في الفترة الأخيرة وتحديداً موسم الرياح الشمالي الشرقي , فمثل هذه الظواهر كانت ولا زالت تحصل في خليج عدن خاصة من ناحية شدت الرياح وتزايدها , إلا أنها كانت تحصل في فترات زمنية متفاوتة وبعيدة الأمد , أي من (10 إلى 12 ) سنة , غير أن تلك الرياح بدأت تأخذ متغيرات مناخية , وهذا ما حدث في الخمس السنوات الأخيرة , ففي كل عام نلاحظ تزايد في سرعة الرياح الشمالية الشرقية فتزاد قوتها ووتيرتها , الأمر الذي اذى إلى تغيرات في الخصائص البحرية وتراجع المصائد في منطقة عدن ايضاً مردة إلى الاستخدامات الغير رشيدة لطرق أدوات الصيد....وفي ختام حديثة نوه الباحث باوزير إلى ضرورة الاهتمام بالهيئة العامة لأبحاث علوم البحار ، وذلك من أجل تأدية مهامها في خدمة الصيادين والمجتمع من خلال تشجيع البحث العلمي ، وإدارة الموارد البحرية الحية وبشكل الصحيح والحقيقي والمطلوب منها ، أملين من الجهات المعنية والمختصة النظر حول هذه الموضوع من أجل الحفاظ على الثروة سمكية في خليج عدن.
0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.