بادئ الأمر لا أدري هل أهنئك أم أعزيك, فالمسئولية جسيمة والأمانة عظيمة والمرحلة عويصة وخطيرة, لكن بما أنك تقلدت (المنصب) أكان فُرض عليك, أم (سعيت) له, فإليك مني هذه الكلمات ولن تكون إلا محبة في مدينتنا (العصماء) التي تناوحتها المحن وتقاذفتها (الخطوب) وتعاقب عليها المدراء دون أن يحركوا ساكناً في (نهضتها) وواقعها المرير.. وسأكون لك (ناصحاً) فالأمانة والقلم ومخافة الله (تجبرني) أن أسدي إليك هذه الكلمات, ومهما كانت مراراتها إلا أنها الواقع البائس الذي تعيشة (لودر) ويتجرع (علقمه) أهلها البسطاء, فإما تكون معهم ومنهم ولهم فترتقي, وإما (تغرد) خارج السرب (فتهوي) إلى (الحضيض), ويُسكب ماء وجهك.. تعلم جلياً سيادة المدير أن لودر مدينة الأبطال والرجال وأشبال كل الصادقين الذين (ضحوا) بأرواحهم ودمائهم في سبيل أن ننعم نحن بالأمن والآمان وقارعوا قوى الشر والظلام, حتى (تحطم) الشر على (أسوارها) مراراً وتكراراً, وولى الغازون الأدبار خوفاً وذعراً وذلاً وإنكسار, لتظل هي (العصماء) رغم المحن والنكبات والنوازل بساحتها والملمات.. واليوم بما أنك أعلى سلطة فيها فلتعلم أنها لا تنتظر لغة (الكلام), أو وعود (عرقوب) أو معلقات قيس, أو الخُطب العصماء من البلغاء, فقد شبعت منها حتى وصلت (للتخمة),وبات من المستحيل أن يصدق أهلها (معسول) الكلام ,بل تنتظر الأفعال التي تنتشلها من (جب) المعاناة, ومستنقع الفوضى والإهمال الذي طالها منذ سنوات طويلة, أكان من المتعاقبين عليها أو من السلطات المتوالية في المحافظة المنكسرة هي الأخرى.. سيادة المدير هناك ملفات (شائكة), وقضايا عالقة, وهموماً ك(جبال) ثرة جاثمة على صدور أهلها وينتظرون أن تُزاح من على (كاهلهم), كي يتنفسوا الصعداء, لا أن يعودوا (لنقطة) الصفر ورحلة البحث عن (سوبرمان) كي يخلّصهم مما هم فيه, رغم أن الخيرين كُثر فيها ولكن السياسية الرعناء والمحسوبية العمياء جعلت منهم مسلوبي الإرادة والفكر والتصرف, فوصلت لودر إلى ماوصلت إليه من ضياع وإهمال وعبثية وتدني في مستوى الخدمات.. فكن أنت إلى جانبهم وأبحث عن مصلحة (لودر) ومناطقها في المقام الأول والأخير, وترجم كل شيء إلى أفعال من أول (ملف) إلى آخر ملف, أو حسب طاقتك وإمكانيتك, ولن نطالبك (بالمستحيل) أو لبن (العصفور), وكلما (سعيت) لأن تحقق هذا الشيء لا محالة سيكون الكل معك قلباً وقالب.. إما إن كنت ستكمل (رحلة) العبث واللامبالاة بلودر ومناطقها وسكانها,ويصبح الكرسي هو (همك) وشغلك الشاغل, والظهور والضجيج والتباهي بهذا (المنصب) هو الغاية والهدف فلا داعي لأن تستمر وأترك المجال (لغيرك) وأخرج (بماء) الوجه قبل أن يُستباح وتفقد إحترامك ومكانتك بين (الخلق) ويصبح المنصب والكرسي هو (رصاصة) الرحمة التي أردتك (قتيلاً) من حيث لاتشعر.. لم تُرفع الجلسة بعد..