مرت خمسة عشر عاما لم اعد اذكر فيها أين يوجد مقر إذاعة وتلفزيون عدن الحكومي الذي كنا نسجل فيه أعمالنا بثمن بخس. هل هو مازال في عمارة البينو بالنواهي أم انتقل إلى بناية أخرى أو إلى رحمة الله ؟ وهل المسئولون لازالوا يتربعوا على الكراسي نفسها ؟ لأنني كما أتذكر سجلت بعض الأعمال الفنية في مقر التلفزيون بعمارة البينو في التواهي قبل فترة طويلة من الزمن ولكني عدت بعد فترة زمنيه للتلفزيون لأجل السماح لي بتسجيل ثلاثة أعمال جديدة وقابلت حينها الأخ يسلم مطر مدير التلفزيون آنذاك الذي قال لي سنعطيك رسالة إلى المسئولين في صنعاء لأجل الموافقة على ميزانية الأغاني الثلاث أما نحن في تلفزيون عدن فنسجل فقط في هذه الاستوديوهات وما عليك لا التوكل على الله وتسافر إلى صنعاء. بهذه السهولة أجاب علي مدير التلفزيون قلت له لماذا لا تعملوا انتم هذه الإجراءات بصفتك المسئول الأول في التلفزيون ولديك كل وسائل الاتصال فليس من المعقول ان اذهب إلى صنعاء مهما كانت الحاجة لذلك . على ثلاث أغاني لازم يتم عبر صنعاء فلماذا انتم موجودين هنا ؟ وكم هي الميزانية لهذه الأغاني مائة ألف ريال تقريبا هذا المبلغ سوف يذهب للمتابعة مثل السفر والسكن والمعيشة والمواصلات ومتابعة المسئولين من مكان لأخر. فماذا ستكون النتيجة ؟ إذا كان المسئول مسافر للراحة والاستجمام ليبعثر له هناك كم ألف دولار من خزانة ألدوله وفنان ومبدع يريد ان يقدم عمل لإسعاد الناس يبحث عن مبلغ رمزي مقابل عمل يقدمه للجمهور. فهل يعقل ان فنان رفد مكتبة التلفزيون والإذاعة بعشرات الألحان وغنى من الحانة كبار الفنانين يتحمل مشاق السفر إلى صنعا والبحث وراء المسئولين كي يعتمدوا له تسجيل ثلاث أغاني والحصيلة بعد ذلك مبلغ تافه لايساوي شيئا . المهم من ذلك ان تلفزيون وأذاعه عدن أصبحوا مجرد استيديوهات للتسجيل فقط ومن أراد ان يسجل عليه الذهاب إلى صنعاء حيث أصبح كل شئ من صنعاء حتى الفن والأدب لهذا نسينا ان لدينا تلفزيون وإذاعة عدن وتركناها في المشمش . *فنان وملحن- عدن الغد