لا يتخذ القرارات الصعبة والمصيرية إلا القادة العظماء، لأن اتخاذ القرارات ليس سهلاً كما يتصور بعض الناس، فلا يجيد اتخاذ القرارات الصائبة إلا الدهاة من القوم، وقد اتخذ هادي أصعب القرارات في حياته في فترة قياسية، وفي زمن صعب للغاية، فلقد كانت أولى قراراته هو ذلك القرار الصائب عندما قبل بقيادة اليمن، فحافظ عليها من الأيادي العابثة، والقرار الآخر هو قرار تقديم استقالته عندما رأى صلف وعنجهية الحوثيين، فأعمى بقراره هذا غوغاء العصر، ولكن قراره الأخير الذي اتخذه ضد الحوثيين والذي مثل صفعة قوية في وجه هذه الجماعة التي أرادت لليمن الشر، فألجمها هادي بقراره القاضي بطلب عاصفة الحزم من الأشقاء العرب، فقصم ظهر المتآمرين على الوطن، وقطع يد أيران في المنطقة العربية . لقد أصاب هادي في قراراته كلها إلا أن قرار الاستعانة بالأشقاء العرب الذي تمخض عنه عاصفة الحزم التي حجمت دور أيران في اليمن، وقزمت الأسرة السلالية التي طمحت في الوصول إلى سدة الحكم، فلقد كان هذا القرار هو قرار هادي الذي حفظ لليمن يمنيته، وللإنسان آدميته وإنسانيته، وللدين صفاءه ونقاءه فهو قرار رجل دولة يعلم مدى خطورة تسليم اليمن لأيران. لم يكن للأشقاء العرب أن يتدخلوا لولا حنكة هذا القائد الذي أوضح للجميع أن خطر أيران لن يتوقف على حدود اليمن ولكنه سيتمدد في أرجاء المنطقة، وبالفعل فهذا هو طموح أيران في التوسع في الوطن العربي، وبسط سيطرتها على مقدرات العرب، ولكن الرئيس هادي لم يجعل المشروع الفارسي يكتمل، ولم يجعل الحلم يصبح حقيقة، فطموحات أيران أكبر من التوسع في اليمن فقط، فهم يطمحون لما هو أبعد، فأحلامهم تمتد من خليج العرب، الخليج الفارسي حد زعمهم حتى السيطرة على الوطن العربي كاملاً. فلله درك أيها الحكيم اليماني، فلقد كانت عاصفة الحزم بمثابة الصاعقة التي أصمّت أذن أيران في المنطقة، وأعمت عينها في النظر إلى أبعد من حدودها، وقطعت يدها في التطاول على دول المنطقة، فلقد كانت عاصفة الحزم نصراً لا هزيمة، ولم يكن لهذا النصر أن يتحقق لولا حسن تدبير قائدها وزعيمها ورئيسها المشير هادي .