كل يوم اسير .. امام منزلك الكبير ..وعواصف الذكرى تدفع الدمع المطير . وتطل عين غرفتك الصغيرة بالبكاء ..وسحائب الاشواق فيني تستثير . حتى المطاعم والشوارع لم تزل ..تسألني متى تعود .. وتسألني عنك الطيور . ومضيت وحدي امام منزلك الكبير ..والشمس تلفحني ويلفحني الهجير. كم من عهود عذبة قضيناها سواء.. لم يبق من اثارها الا العبير . واظل وحدي اصارع اليأس الكبير ..واعلق علي فمي ابتسامة رياء ..وعيناي ضارعتان نحو السماء.. صامتا يجلدني قلبي الحسير . كل يوم اسير ..امام منزلك الكبير ..وتطل من نوافذه شجيرات من الاحزان ..فينبع من بين اضلاعي نيران ودخان ..وترتفع الهتافات باعماقي.. تناديني الى اين المصير . انا دونك دنيا من الاحزان ..وحياة من الزور والبهتان ..احاول ان اكذب على الناس اني اعيش ..وكيف يكون العيش في كنف السعير ؟ وسمعتهم في الطريق يتهامسون ..ومن احزاني يسخرون ..قالوا: انا المجنون ..اركض خلف السراب ..واقتات العذاب ..لم آبه بما قالوا ومضيت اذرع شارع منزلك الكبير. ومضى العمر وانا لا زلت معلقا بحبل الأمل… ادوس على جرحي العميق ..وكلما طال بعدك امضي طريقي الى منزلك الكبير ..استقي من ذكرياتك ما تيسر من امل ...وبشعاعك استنير . لا شيء بعدك يداوي قلبي الحزين ..منذ بدأت قصتك مع الوداع والرحيل ..وكلما ضاق صبري الكبير ..اتيت استجدي منزلك الكبير . كم استباح الفراق قلبي الكسير… وحطم اسوار فرحي والجسور ..فتدفق من اعماقي كل الشعور .. ومضيت احوم حول منزلك الكبير في مدينة اضحت دونك سجني الكبير .....فهل ترضى لي هذا المصير ?