لا توجد حروب على وجه الأرض بدون خسائر وآثار سلبية على الشعوب ، ولم تخلق إلا الدمار والخراب. تعمل الحرب على تدمير البنية التحتية الاقتصادية والبيئية ناهيك عن العواقب الوخيمة على الدولة والمجتمع وأيضاً على الفرد ذاته، حيث نشاهد ذلك جلياً في اليمن بعد ثلاث سنوات من الحرب الدامية. الكل يعاني في أوقات الحرب‘ حيث يعاني كل أفراد المجتمع بما فيهم الأطفال. أسفرت الحرب في اليمن عن خسائر مادية وبشرية كبيرة حيث قُتل وجرح الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، وشردت الملايين ، ودمرت المنازل والأسواق والمدارس مما تسبب بحرمان الملايين من المواطنين من أبسط مقومات الحياة الأساسية كالماء والكهرباء والعلاج. لقد شهد اليمنيون فصلاً مرعباً لا يمكن وصفه وعاشوا ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة و الأمر المحزن هو أن الحرب لا زالت مستمرة ويستمر معها حصد الأرواح. الأطفال هم أول الضحايا في هذه الحرب وهم أكثر من يقاسي آثارها السلبية حتى اليوم ،سواء كان على أيدي الحوثيين او عن طريق طيران التحالف. لقد عمدت المليشيات الحوثية إلى قصف المناطق السكنية في المدن والقرى بالمدفعية الثقيلة والصواريخ ويسقط عدد من الأطفال بين شهيد وجريح كل يوم أو كل أسبوع، كما أن التحالف العربي ليس بعيدا عن ارتكاب جرائم ضد أطفال اليمن، لقد حصدت الضربات ت الجوية الكثير من الأرواح ولا زالت وما حد ث مؤخراً من استهداف للأطفال الأبرياء من قبل طيران التحالف في الحديدة يثبت مدى فداحة الجرائم ضد الطفولة في اليمن. الأمر الآخر هو تجنيد الأطفال. يتم استدراج الأطفال من قبل الحوثيين من مناطقهم دون علم أهاليهم او عن طريق الذهاب الى المدارس وإجبارهم على التجنيد ويعملوا على حشو عقولهم بأفكار متطرفة حوثية عميقة، ثم الزج بهم إلى الجبهات تحت مسمى الدفاع عن الوطن أو غير ذلك من الخداع، وللأسف لا يعود هؤلاء الأطفال إلا أجسام في صناديق و بلا حياة. هناك الكثير من الأطفال تركوا مدارسهم ثم انخرطوا في صفوف الحوثيين منذ عام 2014 ، حتى اصبح لديهم أفكار طائفية متعصبة. وتشير التقارير الحقوقية أن أكثر من ألف طفل أصبحوا جزء من المقاتلين لدى الحوثي والأطراف الأخرى. الكل متفق أن الحرب في اليمن قد خلق أوضاع لا تساعد على توفير الأمن والبيئة المناسبة للأطفال ، لقد عملت الحرب على حرمانهم من التعليم وتدمير طموحاتهم وأمالهم،وهذا يعني أن جيلا كاملا سيواجه مستقبل مجهول. إنقاذ الطفولة في اليمن هو عمل إنساني نبيل ، نأمل من الأطراف المتصارعة أن يتركوا الأطفال بعيد عن الصراع وأن يعملوا على إيجاد المدارس والمنتزهات والملاعب بدلاً من المتارس و الجبهات.