في ظل الأحداث المأساوية والمروعة التي تشهدها عدن هذه الأيام والتي أصبحت بكل المقاييس في نظر العامة من أبناء الوطن بأنها الضحية الثانية بعد أبين وأنها فعلا تواجه اليوم ذات السيناريو نفسه الذي كان حاصلا في أبين قبل سقوطها بيد جماعات الإرهاب المفترضة . جميع الأحداث الدامية والتفجيرات المرعبة التي هزت أرجاء مدينة عدن الباسلة هي نفسها التي كانت تفتعل في قرينتها أبين لاتختلف في شكلها ومضمونها من حيث وحشيتها وهمجيتها لتشكل طوفانا مستشري بكل هوادة يهدد امن وأمان عدن وجعلها تسقط تدريجيا بأيادي التنظيم المفترض كما حصل لأبين التي سقطت بأيادي تنظيم القاعدة المفترض من قبل النظام.
كل ذلك حدث وسوف يحدث لكي توهم السلطة المجتمع الدولي ان المحافظات الجنوبية باتت تشكل ملاذا امن للتنظيم القاعدي وكذا العناصر الإجرامية الخارجة عن النظام والقانون لتصبح المحافظات الجنوبية أمام هذا التصور الأعمى الذي يبديه النظام أمام العالم شبحا وخيما يهدد الأمن والأمان والسلام الدولي لتصير هذه المحافظات ومن بينها العاصمة الاقتصادية عدن أمام منزلقا خطيرا ابتكره وروج له النظام الذي ينظر لعدن وأخواتها الجنوبيات من زاوية ضيقه همه إحداث بلبله بالوطن حتى ولوعلي نهرا من الدماء.
عمليات القتل وانتشار الأسلحة عيني عينك في عدن هي دليل قاطع وجازم لكل عاقل في هذه المدينة بان مدينة الحب والسلام عدن تقف اليوم أمام منعطفا خطيرا من شانه إدخال هذه المدينة الباسلة في دوامه قد لاتخرج منها مهما حاول البعض من المخلصين من أبناءها بان لاتعيش ايامآ حالكة سيد الموقف فيها الخراب والدمار فهذه الأعمال الظاهرة على السطح والتي تؤكد في طياتها ان عدن هي الضحية الثانية بعد أبين مهما تجاهل النظام هذه الأعمال وغض بصره عنها.
أسئلة جمة يسألها أبناء عدن تبحث في طياتها بنهم عن إجابات شافيه متصورآ لها العقل والمنطق عن هذه الأحداث الفجائية والمنتشرة بسرعة مخيفه في عدن من وراءها؟فيا ترى أين عدن حاليا من بطولة خليجي عشرين التي لم نسمع فيها عن اي أحداث ؟فهل يعقل ان تصبح مدينة عدن بين ليله وضحاها خاليه من الأمن والأمان بعدما كانت بالأمس الغريب المدينة الحاضنة لزوارها بكل حب وحنان !!؟ *عدن الغد