منذ ما يسمى بثورة سبتمبر الى اليوم و تهامة تعيش تحت القمع و الاستبداد و التهميش, فهي الارض المباحة لرجالات النظام الحاكم و اصهارهم و اقاربهم, يملكون وحدهم السلطة و المراكز في السلك العسكري و الامني و الاقتصادي يتولون وحدهم المناصب في مؤسسات الجباية و يفرضون مكوس و جبايات ظالمة حق الدولة و حقهم الشخصي, ياتون لتهامة لا يعرفون الفرق بين السكر و العسل و القات الجعشني و الشامي ما ان يتولى احدهم منصب او مركز و خلال مدة بسيطة تتغيير عاداتهم الغذائية فيصبح غذائهم العسل الصافي الدوعاني او العلب و يصبح لهم قاتهم الخاص فيغدقون على انفسم بلبس الحرير و ما لذ من الطعام و الشهوات, ليتهم يتوقفون عند هذا لحد بل يمارسون كافة الوسائل و الطرق للجني غير المشروع و ظلم الناس و اخذ حقوقهم و اهانة كراماتهم دون وازع او ضمير. مؤسسات و هئيات حقوقية و مدنية نشيطة لها انشطة كثيرة في مختلف المحافظات لكن نشاطها في اقليم تهامة ضعيف او معدوم, فرجال الصحافة و قادة الفكر و المؤسسات الحقوقية نادرا ما يتحدثون عن الظلم و الاستعباد في تهامة و لا يضمنون تقاريرهم الدورية تلك السلبيات بل الجرائم من هتك الاعراض و سرقة الاراضي و القتل و التعذيب, بل ان البعض يعتبرنا و غيرنا ذو نزعات مناطقية ضيقة عندما نتحدث و نتطرق للقضية التهامية فتكال لنا التهم و البعض يعتبر ان الحديث عن تهامة غير مقبول و يمس الوحدة الوطنية, تهامة سلة الغذاء لليمن بشكل عام هم يريدونها كذلك الى يوم القيامة لكن هموم اهلها و معاناتهم تظل قضية غير مهمة. تاتي الثورة المباركة اليوم فتسارع تهامة للالتحاق بها منذ اليوم الاول فتقدم شهداء و دماء طاهرة كغيرها من المدن اليمنية لكن تمثيل تهامة يظل متواضع في الكثير من اللجان الثورية, لكن تهامة تظل في الظل فتزيد المخاوف في استمرار التهميش و الاقصاء مستقبلا, تزيد المخاوف من ان النظام الجديد الذي سياتي بعد رحيل صالح قد يرث نفس الاسلوب و الممارسات الغير اخلاقية تجاه تهامة, يحق لنا ان نخاف يحق لنا ان نصرح بمخاوفنا و ان نناقشها في العلن من الان, فمزارع الرئيس و الراعي و الانسي و قادة الجيش و الامن و اللواء الاحمر اغلب بل كل هذه الاراضي تم اغتصابها بغير وجه حق حتى تلك التي تم ضمها لاملاك الدولة و الجيش هي ليست ملكهم, هي ملك الناس تم اخذها بالقوة و تزوير وثائق الملكية , الى هذه اللحظة لم يتم تشكيل اي لجنة لاعداد ملف المظالم و الجرائم التي تم ارتكابها ضد ابناء تهامة منذ عهد الامامة البائد الى قيام الجمهورية ثم الوحدة جميع الحكومات المتعاقبة اجرمت و ارتكبت فضائع في تهامة, لا نتحدث عن المعارضة الرسمية كونها هي الاخرى شاركت في النهب و الظلم و التهميش و الاقصاء بحق اهل تهامة. لا يجب الاكتفاء بالبكاء و العويل و نريد مواقف واضحة من اللجان الثورة و مؤسسات الثورة تجاه القضية التهامية, فاي دستوري جديد يجب ان يشير بوضوح لهذا الاقليم برد المظالم و ايلاء الاقليم اهتمام خاص و ان يتم مراجعة تلك المكوس و الجبايات التي يتم فرضها بشكل ظالم في تهامة و ان يكون لاهل تهامة نصيب من الدخولات مثل دخولات الميناء و الجمارك و الضرائب, فتهامة تدفع اكثر من غيرها و تمد خزينة الدولة بمليارات الريالات مع ذلك هي الاكثر فقرا و تهميشا, نطالب الثورة اليوم ان تعترف بهذا الاقليم و ان يكون هناك اشراك حقيقي لابناء تهامة في بناء المستقبل الجديد و الا فعلينا ان نفكر فعلا في حلول اخرى تلبي مطالبنا العادلة و تحفظ كرامتنا و حقوقنا و ارضنا.