فهد علي البر شاء [email protected] يوماً من الدهر صنعة الثائرين والثائرات المرابطين في الساحات الميادين..يوماً من الدهر صنعته كل قطرة دما سالت, وكل روح أزهقت,وكل كرامة أهدرت,يوماً من الدهر صنعت صرخات الأمات الثكلى وصيحات الأرامل ودموع الأباء الملكومين وضياع الأطفال التائهين بعد فراق أبائهم..يوماً من الدهر صنعته كل أسرة شردت ونزحت وتعذبت وعانت الأمرين.. يوماً من الدهر صنعه كل منزل دمر وسوي بالأرض جراء القصف الهمجي واللأنساني والعشوائي,يوماً من الدهر صنعته محافظة أبين المنكوبة والمنهوبة واهلها الشرفاء الذين نزحوا عنها بفعل سياسة القتل والترويع..يوماً من الدهر صنعته الجثث المتفحمة لضحاي مصنع الذخيرة بأبين,و الأجزاء المتناثرة للمساكين في المعجلة..
يوماً من الدهر صنعه دم الطفل أنس المهتوك من قبل وحوش ضارية لا تفرق بين الطفولة والشيخوخة والحرمات الممنوعة..يوماً من الدهر صنعه وطن سلبت إرادة,ونهبت ثرواته,وصدرت خيراته وفصله الساسة وفق مقاساتهم واحجامهم ومتطلباتهم..يوماً من الدهر صنعة صبر ملايين الشعب لسنوات عجاف وأيام قحط لم يعرفوا فيها من حكوماتهم ونظامهم سوى الأزمات والنكبات والجرعات والمصائب والحروب والترويع..يوماً من الدهر صنعته دعوات المظلومين والمسحوقين والمقهورين والمنكوبين.
يوماً من الدهر صنعه المتسولين في الجولات والعاطلين من حملة الشهادات والمنسيين من أصحاب الخبرات..يوماً من الدهر صنعه أبناء الجنوب المهمشين والمظلومين من سياسة التمييز والأقصاء الكيل بمكيالين وحرمانه من كل حقوقه وتجاهل مطالبه والسطو على أراضيه وطمس هوية أبنائه..يوماً من الدهر صنعه كل شريف في هذا الوطن ضحى بدمه وماله من أجل مبدأ وقضيه شريفة ونبيلة حارب من أجلها وراح ضحية لمؤامرة دنيئة وخسيسة أوقعه الفاسدين فيها.
يوماً من الدهر صنعه كل ضحية بريء شريف قتله الطيران الغربي الذي سمح له النظام أن يخترق أجوائنا وينتهك حرماتنا ويدمر مصالح شعبنا..يوماً من الدهر صنعته براءة اليمنيين الذين قال فيهم النظام الفاسد مالم يقله مالك في الخمر وأعطى العالم صورة مغايرة لحقيقتهم وجعل منهم في نظر الآخرين قبليين متخلفين همجيين متشددين لايفرقون بين الأشياء ولايجيدون سوى لغة السلاح..يوماً من الدهر صنعه كل حلماً سرق منا وكل أملاً جلدته سياط الألم وكل طموح دمرته المحسوبية والوجاهة وقوة "الأكتاف". يوماً من الدهر صنعته الأكف التي أرتفعت الى السماء وملاءة الفضاء الرحب دعاء على كل طاغية ومستبد وظالم لا يحق الحق ولا ينصف المظلوم ولا يرد المظالم. يوماً من الدهر صنعه القهر والوجع والأنين الذي أجتاح دواخلنا وعصف بأحشائنا ومزق أرواحنا حينما نراء ونسمع المزايدين والمنافقين والمداهنين يلمعون الأخطاء ويزيفون الحقائق ويبجلون ويمجدون الدناءات والخسائس ويرفعون من قدر أصحابها وهي لا تساوي جناح "بعوضة"..يوماً من الدهر لم تصنعه أشعة شمس الضحى,بل صنعناه نحن بأيدينا..