يمكننا القول ان من أهم أسباب الصدامات التي حدثت في عدن : عدم البدء بتنفيذ النقاط العشرين. غير ان الاوضاع ستتفاقم أكثر كلما تأخر بدء تنفيذ الخطوات الإجرائية الفعلية لحل القضية الجنوبية، ومن البدهي ان رفع أعلام الوحدة لايعني ان الوحدة بخير..كما لايمكن طمس القضية الجنوبية حقوقياً وسياسياً من خلال الاستبسال السخيف لإعلاء الضجيج الادعائي الوحدوي فقط. ولعل الانفصالي الحقيقي أصلاً هو من رفض بالامس اصلاح مسار الوحدة ويرفض اليوم حل القضية الجنوبية من خلال اعاقته وعدم تفاعله وتشجيعه لبدء تنفيذ النقاط العشرين كخطوات اجرائية فعلية لحل القضية الجنوبية مايعني افراغ الحوار القادم من محتواه واستمرار تفاقم مخاطر الصدامات للأسف . *** لايعنيني الان ان تكونوا وحدويين او انفصاليين، يعنيني الان حل القضية الجنوبية.. احشدوا للعدالة بدلا من ان تحشدوا للكراهية .. كل عنصرية تجرد الحراك من اخلاقياته ..كل استفزاز يفضح ادعياء الوحدة الوقحين اكثر . *** يا ادعياء الوحدة : الدفاع عن الوحدة يأتي بحل حقيقي للقضية الجنوبية لا تمييع ولافهلوة فيه لابقمع من ينادي بالانفصال ومفاقمة القضية والجرح الوحدوي اكثر ! *** سيكولوجية الشمال لاتعرف الانصاف او التضامن الا على نحو بطيء ونادر ولذلك تأخرت اغلب الفعاليات والنخب هنا عن الالتحام بالقضية الجنوبية كما ينبغي .. غير انه حين قامت الثورة في الشمال كان الجنوب اكثر من احترمها وتضامن معها حد الالتحام حتى حادت عن كونها ثورة حسب ماكانت تشير اليه الاحلام الشبابية النقية التي سرعان ما انتكست وصادرتها ذات القوى التقليدية التي كانت بجانب صالح في مفاقمة الازمات في الشمال والجنوب معا وهي الحاكمة اليوم .. حينها فقد الجنوب آخر الاحتمالات الموضوعية بامكانية تغيير سيكولوجية مراكز واطراف قوى الشمال التي لاتأبه لأية مظلومية بقدر ماتريد حصتها في ان تسيطر فقط مع استمرار ذهنيتها في وأد تطلعات التحديث والتقدم من اجل المواطنة المتساوية والدولة المدنية *** أيّ نفع يجتني الشعب إذا، مات (فرعون) لتبقى الفرعنة ؟ ! البردوني *** متى سيأتي ذلك اليوم الذي تقتنع فيه كافة الاطراف من مراكز قوى وقبائل بأهمية ان تجمع وتسلم كل السلاح الذي معها كأول خطوة لانقاذ البلد وكأول خطوة أيضا لايجاد دولة وقانون وسمات تمدن وسلام ؟ يجب ان تكون اول قضية تحسم في مؤتمر حوارهم لو كانوا بنوايا مستقبل سوي لهذا الوطن . *** مطابخ اعلام صنعاء مستبسلة بحكاية الكفاح المسلح للحراك، فيما السلاح في الشمال كله يباع ويشترى كأنه ماء أو علف . و نعلم جيداً انه الكفاح المسلح القبلي على رؤوس المدنيين ! صحيح ثمة ردات فعل مسلحة عرضية وهي مدانة ومستنكرة تماماً حتى من قبل الحراك نفسه وبقية الاطراف في البلد. غير ان الجوهر الفعلي للحراك الجنوبي " سلمي سلمي سلمي " . ولعل تضحياته على مدى سنوات في هذا السياق لاينكرها الا وقح أو مغفل. الأهم في الحراك الجنوبي أن لايقع في فخ العنصرية والكراهية لكل ماهو شمالي لاعلاقة له بطغيان مراكز واطراف نفوذ حكم صنعاء التي دمرت اليمنيين جميعاً.. ويعلم الحراك قبل غيره مايخطط له لجره الى مربع السلاح الذي سيكون وبالاً على البلاد وعليه وقضيته العادلة في المقام الاول . ذلك ان مشوار حراك قضية نبيلة كهذه يجب ان يتمثل الاخلاق النبيلة وتلك ثقتي التي ستظل بالحراك . *** لا الوحدة مقدسة ولا الانفصال مقدساً .. هذا صحيح إلا ان استمرار الوحدة المزعومة بذات عقلية نظام 7 يوليو94 التعسفي الغاشم سيقود أكيداً إلى تفاقم مبررات الانفصال أكثر فأكثر . والمعنى ان حق تقرير المصير بالنسبة لإخوتنا في الجنوب سيبقى هو المقدس الوحيد مادام وكل الضمانات الموضوعية لمعالجة القضية الجنوبية حلاً عادلاً شاملاً لاتزال في المشمش رغم كل تضحيات الجنوبيين ورغم ماتعتبرونها أنتم ثورة وعهداً تغييرياً جديداً من أولوياته حل القضية الجنوبية كما ينبغي .! الشعب يريد تقرير المصير..الشعب يريد تقرير المصير ..الشعب يريد تقرير المصير . *** أنا مع حق تقرير المصير .. مع الانفصال مقارنة ومايجري من قتل ودماء باسم قداسة الوحدة التي صارت رجساً من عمل المزايدين الذين خربوها . هذه التي تنهكنا كل يوم ليست الوحدة التي عشقنا . هذه التي تقهرنا مراراً هي سياسة صنعاء التي لا تتغير. لذا على كل يمني شريف يحلم بكرامة وبوطن حقيقي أن يقف ضد هذه السياسة الرعناء . علينا أن نقاوم اضطهاد وقهر مركزية صنعاء لكل اليمن . علينا أن نتحرر من سياسة الهيمنة ذات الإيقاع الخالد في المكر والنهب والاستعلاء ومهمات النخيط والتخلف والهمجية فقط . *** تطنيش وتنصل حكام اليوم بلف ودوران واضحين عن اتخاذ اجراءات حاسمة بشأن معالجة المظالم في الجنوب من خلال عدم تعاملهم الجاد مع النقاط العشرين : يعني ان عقلية سلطة 7 يوليو هي التي لازالت مستمرة فقط، يعني تعمد مفاقمة الاوضاع في الجنوب بلا مسؤولية حقيقية واستمرار التهييج ضد القضية الجنوبية العادلة على نحو خسيس يدأب بشتى الطرق لحرفها عن سياقها السلمي المعهود منذ سنوات كي يسهل ضربها عسكرياً ومحو أي تعاطف داخلي وخارجي معها .. يعني افتعال مزيد من الازمات لتفخيخ مؤتمر الحوار القادم واستمرار مراكز القوى والاطراف التي نهبت الجنوب تنعم بمنهوباتها تماماً ..يعني ان القادم أسوأ حسب ما يريده حكام اليوم..يعني ان الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة كما تقول سيناريوهات الوقائع ببساطة شديدة . *** تباً للسعار الهائج ضد علي الصراري.طالب الصراري بإقالة وحيد رشيد بصفته المسؤول الأول كمحافظ لعدن وموظف عام لا بسبب انه إصلاحي أو اشتراكي أو مؤتمري مثلاً . لكن للأسف هذا السعار ضد الصراري يتفاقم وهو سعار غير مبرر ولا أخلاقي . بينما تصريحه بإقالة رشيد يعد تصريحاً بديهياً وفي محله لا علاقة له بتحالف المشترك كما لايأتي نكاية بالإصلاح أساساً حسب مايبدو في تفكير البعض . ثم من غير المعقول ان يعتبر الاصلاح أو سواه من الاحزاب نقد المنتمين او المقربين له في ادارة الدولة محل قداسة أصلاً او ان اداءاتهم الفاشلة خارج نطاق الاستنكار . وللتوضيح طالب الصراري في تصريحه بإقالة قيادة محافظة عدن كلها نظراً لان الوضع المتفجر هناك قابل للتفاقم والأتساع، وما وحيد رشيد إلا احدهم وهو على رأسهم طبعاً . *** الفقر هو الوطن الحقيقي الذي يتوحد السواد الاعظم من اليمنيين في ظله فقط. أيها الفقراء أحبوا بعضكم بعضاً !. *** المراكز ذاتها التي تحكم منذ 50 عاما ماقدرت تعمل كهرباء نموذجية للبلد، وتشتونا نركن عليهم في حل قضية الجنوب ومشاكل البلد الاخرى ، وغالبيتهم الجناة كما تدل تشكيلة مؤتمر الحوار !..عجبي . *** بالله عليكم يعني الناس في عدن ماكانوا ناقصين إلا رقصة برع في ساحة العروض؟..كيف تفهموا بالضبط؟ الناس طافحين جدا من كل هذه اللامبالاة وارث استسخافهم ، وانتم تكرضوا !. *** " الحق فوق القوة و الأمة فوق الحكومة ..سعد زغلول " *** اكاد اجزم ان تضحيات الحراك السلمي الجنوبي من شهداء وجرحى ومعتقلين على مدى سنوات اكثر من تضحيات الثورة الشبابية السلمية من شهداء وجرحى ومعتقلين .. الفارق الجوهري انهم يدأبون باصرار جليل على مواصلة نضالهم بفاعلية مدهشة اما نحن فإن قضايانا في الشمال انفعالية وتطوق سريعا وتقنع بالحاصل على نحو فادح .. تباً لنا لأننا فرطنا بأعز مانملك تضحياتنا والمجد لهم دفاعاً عن آخر ماتبقى لهم من احلام .هذه هي الحقيقة التي نتهرب منها جميعا . *** " من يساهم في صنع الأغلال لغيره لايمكن أن يكون حراً وإن توهم ذلك ..الدكتور أبوبكر السقاف " *** حين نتفق جميعاً بلا استثناء على أن وعي مركزية صنعاء المهيمن في الحكم لايؤدي الى بناء دولة أبداً حينها فقط سنتمكن من بناء دولة *** متى سُيشفى اليمني من لعنته الخالدة؟ . وكل مرحلة جديدة تمنح هذه اللعنة زخماً إضافياً، أشد قسوة ومرارة وهباء .. *** أعلى مراحل الاستبداد أن يجعلك الاستبدادي جلاداً لنفسك على أن تكون مبتهجاً في ذلك أيضاً ، وتحمد ربك وتشكره *** الإذلال والبطش سمة صنعاء المهيمنة مركزيتها في الحكم منذ عشرات السنين. *** قضية الجنوب من المحال طبعاً أن يتم تسويتها على طريقة الصلح القبلي . *** اذا كان ابناء تعز واب وريمة ووصاب والبيضاء وتهامة مستنقصين من ابناء المناطق الاكثر قبلية وهمجية الذين يمثلون جوهر الحكم الحقيقي في البلاد كما نعرف : من الطبيعي ان هؤلاء ينظرون للجنوبيين باستنقاص اكبر، وهذا دليل على ضمور المواطنة نعيشه يومياً. اتحدى ان ينكر احد . *** كم هو مقرف ان تشتموا الحراك وتتعمدوا نسيان القضية الجنوبية العادلة في الاصل او الاستخفاف بها في حال تذكركم الاحراجي او الفجائي ! كم هو مقرف أكثر ان تستنكروا عنف مايحصل في الجنوب باسم الحراك السلمي الذي أساساً يدين هذا العنف إن حدث كما تدينه كل الأطراف بينما تتعمدوا تجاهل كل العنف الرسمي واللارسمي الممنهج الذي تراكم في الجنوب منذ صالح ولايزال الى اليوم قائماً بنفس الضراوة او الاستخفاف به في حال تذكركم الاحراجي او الفجائي أيضاً !..هذا ليس عدلاً.هذا احتيال مكشوف، هذا توجه تم التخطيط له من أجل محو القضية الجنوبية العادلة من اجندة المستقبل أو شيطنتها على الأقل.لكن الشعب الجنوبي الذي يزداد قهراً سيظل يناضل من أجل حق تقرير المصير مادمتم بذات الوعي النهبوي المأزوم والمتخلف والمفسد ترفضون التغيير والانصاف وجبر الضرر والعدالة .. ترفضون حتى الاعتذار للأسف، وهو الحق الأصيل الذي لن يتنازل عنه أبداً كما هي ثقتي بالتضحيات الجنوبية الجليلة شئتم أم أبيتم يعني كل من معه "فيد وحدوي مقدس " يتركه من الآن . *** من لايؤمن بالحق الانساني الاصيل "تقرير المصير" هو من جنود القتلة وأزلام النهابين . *** إلى كل شمالي مستلب الإرادة أوعبداً لإرادة الشيوخ والمشائخ والنافذين من الفنادم والتجار أصحاب المصلحة الحقيقية في استمرار وعي السلطة كما هو : ماذنب كل جنوبي حر إذا كنتم تتلذذون بالاستبداد والهمجية والتخلف والاستغلال، بحيث تستمرون فقط في مساندة رغبات كل أولئك الذين يقفون ضد أية فرصة لتطور مدني ديمقراطي حقيقي تقوم شرعيته على سلطة الدولة لا على سلطة مراكز القوى، على الحق لا على الغلبة،على المساواة لا على التمييز ؟..هل ثمة إجابة شجاعة لدى أحدكم ؟ *** أنا الشمالي ياصديقي و قد أصبحت حزيناً ويائساً من الوطن بكله فكيف بالوحدة..الوحدة التي تتنعم في رغدها القوى التقليدية على حساب شقاء الجنوبي والشمالي معاً و تدهور الوطن المستمر كل يوم. الوحدة التي لم تعد لها قيمة حقيقية غير الفيد والبطش والتنكيل واستحقار أحلامنا في إمكانية التغيير هنا وهناك بسبب تلك القوى الفاسدة التي تزدهر كروشها بالمزايدات و تحشيد قطيع العميان للدفاع عن مصالحها الآثمة فقط. أتفهم جيداً حزن الجنوبي وتعبه الأعلى مني بمراحل ودرجات، و قلبي مع أهلنا في الجنوب من أجل نيلهم شرف الحرية أما نحن فإن قدرنا القيود إلى يوم القيامة ياصديقي، و الواقع يشهد . رسالة وصلتني من الصديق حسين ناجي جزيلان . *** أنا إنفصالي..أريد كل اليمنيين أن ينفصلوا عن قيم وبلادة نظام صنعاء الراسخ العتيد الذي لايريد أن ينفصل عن مستقبلنا . *** ببساطة : يقع الحمل كله على كاهل دعاة الوحدة فأن تكن وحدويا يجب ان تبدأ باجراءات حل القضية الجنوبية التي اعترفت بها ولتثبت وحدويتك ولتحد من مبررات دعاة الانفصال .. أما دعاة الانفصال يا أيها الوحدويوين العجيبون سيظلون طبعاً دعاة انفصال مادامت القضية الجنوبية أساساً تستمر هكذا بلا أدنى حل جوهري من قبلكم خصوصاً وان الحكم اليوم في أيديكم وليس من أعذار أبداً. ثم من حق الجنوب ان يحدد خياراته في ظل هذا التطنيش المتهور، واكتفاء ورثة علي عبد الله صالح بمواصلة حمل رايته الجشعة . الوحدة ليست شعارات للنهب والاستعلاء والقهر .. الوحدة عدالة وشراكة واحترام .. الوحدة ليست العاطفة الرومانسية التي تكبد الناس كرامتهم ..الوحدة ينبغي ان تكون الدليل الواقعي المعاش على عافية المواطنة المتساوية والحقوق . كان الحراك السلمي وقدم تضحيات جليلة وما اثر في مشاعركم ياحكام صنعاء ،فلا تتصيدوا له بعض العنف الذي ندينه كما يدينه هو . وإذ ينبغي لكل وطني وانساني ان يعلن مناصرته لقضية الجنوب فإن علينا ان نشدد على ضرورة استمراره سلميا وعلى ارتقائه من خطاب الكراهيات السخيف . *** الخلاصة اننا لن نكون شعباً ولن تكون اليمن وطناً ونحن في غيبوبة عن تحقيق الهدف العظيم الأول من أهداف الثورة الأولى المغدورة قبل خمسين عاماً " : التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ".
