فهد علي البر شاء [email protected] ماذا نتوقع في زمن تبدل فيه كل شيء وتغيرت كل الأشياء,وماذا نتوقع أناس باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم ومبادئهم وأنتمائهم؟؟ ماذا نتوقع منهم بعد أن تزيف الحقائق وتموه الصور وتنتهك الأعراض وتستباح الحرمات وتتجاوز الحدود وتتعدى حدود المعقول؟؟ يجب أن نتوقع كل شيء في ظل الفوضه العارمة التي أكتسحت الساحة وفي ظل المحسوبية وفي ظل سقام المصالح على حساب الثوابت والمبادئ..
ولا يستغرب أحد ما جرى للأستاذ/ فتحي بن لزرق رئيس تحرير" موقع عدن الغد" ومحاكمته من قبل المدعو نبيل الصاتع ومحاولة إخراس الألسن وتكميم الأفواه وتكبيل الأيدي وكسر الأقلام التي ينساب منها الحق والصدق ولنا عبرة في صحيفة الأيام ومنتسبوها الذين تعرضوا لأبشع أنواع التهديد والترهيب والملاحقة,ومصادرة الصحيفة مئات المرات ومن ثم إيقافها كلياً ومنعها من الصدور.
هل نتوقع ان تكف السلطات أيديها عن الصحافة والصحفيين وان تتفهم معنى عمله الصحافة واهمية وجودها في الحياة وفي مواكبتها للوقائع ونقلها للحقائق وانها العين التي يبصر بها المكفوفين واللسان الذي يتكلم بها البسطاء والمعدمين وقليلوا الحيلة؟طبعاً لا.. محاكمة "فتحي" ماهي إلا بداية أظن أن الأيام تخفي في جوفها الكثير والكثير وربما سيحاكم المتنفذون والعتاولة المزيد من الشرفاء في سبيل أن تظل الحقائق غائبة والأحداث مبهمة والصور مموهة وفي سبيل أن لا يكون هناك صوت يصدح بالحق وقلم يخط الصدق دون تزييف أو تسويف ودن أن تجد من يعارضها ويكشف زيفها وكذبها وبطلان أفعالها..
عدن الغد يتفق معي الكل في انه الأقرب الى الشعب الحنوبي لأنه يناقش قضاياهم وهمومهم وكل ما يعتمل في أحشائهم وما تتمناه قلوبهم وتهواه أنفسهم,هو معهم لأنه يؤمن ان الشعب الجنوبي عاش ردحاً من الزمن مسحوق ومطحون تحت رحمة السياسيات التعسفية التي أنفردت بكل شيء لصالحها والتي أحتكرت كل شيء لذاتها وأستولت عليه ولهذا رى ضمن عمله الصحفي الأنساني الشريف أن يكون الصوت الذي يعبر وبصدق عن هموم شعب بأكمله وأن بنقل معاناته مهما كلفه ذلك من ثمن يقيناً منه ان الصحافة ان لم تكن للشعب ومن الشعب فلا فائدة منها ولا أهمية لوجودها أن كانت مسيرة وبيد أشخاص وجماعات يوجهونها حيث يريدون ومتى يريدون ولمآربهم الشخصية الدنيئة ولانه خير خلف لخير سلف "الأيام" ولم يحيد قط عن الصواب ولم يحابي ضعاف النفوس ممن يضنون أنهم مخلدون بأعمال "البلطجة" والترويع والتهديد ونهب المملكات وإيذاء الخلائق بأعمالهم الشيطانية الخسيسة التي تبراء منها الشرع والدين وذمها الخلق..
الرهاب الذي أصاب النفوس الضعيفة "وفوبيا" الحقيقة هو من جعلهم يقدمون على محاكمة الأعلامي فتحي بن لزرق في محاولة بائسة عقيمة يتيمة لأخراسه وأخراس الصحيفة التي هي منبر للشرفاء الذين يعبرون وبصدق عن هويتهم ووطنهم وكل ما يعكر صفو حياة شعبهم ولم يتواروا خلف الكلمات الكاذبة التي "لاتسمن ولا تغني من جوع" إنما قالوها علناً وأمام الملاء دون خوف أو وجل أو رهبة من شيء لأن الصحافة امانة في عناقهم وهم مسآلون عنها يوم القيامة ولهذا لم يحاولوا خيانتها كما يفعل البعض ممن باعوا أقلامهم مقابل فتات وبقايا ما أكله اسيادهم وباعوا شعبهم ووطنهم ولذا فلنتوقع المزيد,ولكن"واثق الخطوة يمشي ملكاً"..
"ودوما القافل تسير والكلاب تنبح".. لا تخشى في الحق لومة لائم ولا تضعف أو تستكين فا الله معك وكل الشرفاء والمقهورين والمسحوقين,لا تلقي لممارساتهم التعسفية بالاً وسر نحو الأمام وتحدى كل الصعاب وتجاوز العقبات وأقفز من فوق هؤلاء المرضى لأن خلفك كلمة صادقة وقلوب مؤمنة بصدق عملك ونهجك,ولا نك الصوت الذي صدح وغرد في زمن نسي البعض أن لهم ألسنة وأفواه ولجموها ووأدوها لشدة خوفهم ورهبتهم..