تابعت مثلكم وقرأت كثيرا من التحليلات عن أسباب عودة حكومة بن دغر المنبوذة، إلى عدن بعد أشهر من إرغامها على مغادرتها مدينة عدن عقب أحداث يناير الماضي، ولم أجد تحليلا يقنعني أو يقارب وجهة نظري التي لم أنشرها أو أكتب عنها نتيجة لانشغالي بما حدث لمشروعي الخاص "جحاف نت" قبل أيام.. بالنسبة لي؛ تحليلي لعودة حكومة بن دغر يتلخص بما يلي: 1- لا أظن أن عودتها جاءت بتوافق ولا بتنسيق مسبق مع الانتقالي .. (وباعتقادي أنها في أقصى الحدود قد تكون حكومة الشرعية -إضافة إلى تنسيقها مع السعودية وإقناعها بمبررات عودة بن دغر ووزرائه إلى عدن-، قد تكون أيضا نسقت أو أقنعت الجانب الإماراتي في التحالف -ولو بمبرر تمويهي- للسماح لها بالعودة إلى عدن) وضمان عدم مساس القوات الموالية للانتقالي بأي من أعضائها .. 2- عودتها عودة سياسية بحتة وجاءت برغبة بلسنية وقرار أحادي الجانب اتخذته الشرعية لإيصال رسالة للمبعوث الأممي الذي أفشلت تلك الشرعية زيارته لعدن والمكلا بمبررات واهية ورغبة تحايلية.. أعني أن الهدف الحقيقي لإعادة حكومة الشرعية إلى عدن هو المحاولة لمحو آثار غلطة الشرعية اليمنية التي فضحت بها نفسها وكشفت بها للمبعوث ألأممي عدم صحة مزاعمها في السيطرة على 90% من الأراضي المحررة والتي انكشفت حقيقة زيفها حين أفشلت زيارة المبعوث الأممي إلى عدن والمكلا بمبررات وحجج تذرعت بها الشرعية مدعية له بأنها غير قادرة على ضمان سلامته بحجة "دواعي أمنية" ومبررات اصطنعتها حكومة الشرعية الفاسدة ممثلة بوزارة خارجيتها المخلافية. وعلى أي حال، نجحت الشرعية بها في الحيلولة دون وصول المبعوث إلى عدن والمكلا حين امتنعت عن منحه الإذن القانوني للقدوم إلى عدن..؛ لكنها حينها لم تتنبه لمعاني رفضها ونتائج حيلولتها دون زيارته لعدن والمكلا؛ إذ أنها لم تنجح في منعه من اللقاء بقيادة الانتقالي وقيادات جنوبية أخرى منهم الرئيس البيض؛ بل والأسوأ عليها أنها لم تتنبه لمعاني تلك الدواعي والمبررات وما سيفهمه ويدركه المبعوث الأممي من حجة عدم قدرتها على تأمين سلامته بعدن؛ إذ أنه سيعني له أن عدن خارج سيطرتها وهذا يعد تأكيدا من الشرعية نفسها بأن الجنوب فعلا تحت سيطرة المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية (على الأقل عسكريا وأمنيا..) وليس تحت سيطرة الشرعية اليمنية التي تزعم السيطرة على أكثر من 90% من الأراضي المحررة.. إذن؛ بإعادة الحكومة الفاسدة، أرادت الشرعية البلسنية ترقيع صورتها في نظر المبعوث ألأممي مارتن غريفيث وفريق عمله الأممي الذين أدركوا وتأكد لهم من الشرعية نفسها، أنها لا سيطرة لها على الجنوب (الذي خرج فعليا عن سيطرتها نتيجة فسادها المهول وحربها الخدمية ومؤامراتها المتواصلة بكل خبث ضد شعب الجنوب حتى طفش منها)، إضافة إلى كونها غير موجودة أصلا في الشمال)، فما كان من ساستها البلسنيين إلا اتخاذ قرار بضرورة عودة بن دغر وبعض وزرائه إلى عدن تحت أي مبررات وظروف؛ على الأقل للتظاهر أمام المبعوث الأممي بأن عدن والجنوب لا زالت تحت سيطرة شرعيتهم المتهالكة معتقدين أنهم بعودة بن دغر والترويج لها إعلاميا كمنجز كبير للشرعية التي باتت تبحث عن أهون دليل لتأكيد سيطرتها -أو بالأحرى لإظهار وجودها بعدن- وترقيع صورتها كشرعية موجودة على أرض الواقع في المناطق المحررة؛ على الأقل في نظر المبعوث ألأممي قبل رفعه أي تقارير إلى مجلس الأمن يكذب فيه مزاعم سيطرتها على الأراضي المحررة.. واعذرونا على الإسهاب في الشرح والإطالة في الطرح.