قرأت هذا المصطلح في كتاب "الثروة الدائمة"" الذي يتحدث عن سيرة الفنان المبدع الراحل فيصل علوي، للكاتب القدير الأستاذ عياش علي محمد ، وتحديداً عندما تطرق الكاتب لشخصية الفنان الراحل أحمد يوسف الزبيدي ، حيث وصفة بمصطلح "الدنجوان" وفي حينها شدني هذا الوصف الجميل للفنان الراحل وكنت قد قررت الكتابة عنه للتوضيح ولكن الظروف حالت دون ذلك.
واليوم وبعد فترة من قراءتي للمصطلح، يتكرر أمامي مره أخرى ولكن هذه المرة "سمعته" من خلال الشبكة العنكبوتية وتحديداً في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بووك ، عندما نشر مجموعة من رواد هذا الموقع مقاطع فيديو لحفلة عيد ميلاد قائد الأمن المركزي اليمني يحيى صالح والذي تم وصفة من قبل منتسبة من منتسبات الأمن المركزي ""بالدنجوان"". وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، إذا من هو الدنجوان وعلى من يطلق هذا اللقب؟؟
عند البحث عن معنى مصطلح أو لقب ""دنجوان" او دون خوان ، نجد انه عبارة عن شخصية من الفولكلور الاسباني ،ذاع صيته في أورباء في القرن السابع عشر قبل أن تنتقل شهرته للعالم أجمع.
ويؤكد أغلب الرواة أنها شخصية خيالية مطلقة ، بينما يصر القليلون على وجود أصل حقيقي لتلك الشخصية في أسبانيا وخصوصا في القرون الوسطى.
ولهذا المصطلح أو اللقب قصة حيث تقول الأسطورة إن دون خوان "الدنجوان" كان زير نساء وعاشقاً شهيراً أغوى أكثر من ألف أمراءه دون تعقيدات أو منغصات،ولكنه ينكشف وذلك عندما حاول استمالة فتاة ارستقراطية جميلة تدعى "دونيا آنا" ، فينكشف من قبل والدها الذي كان قائداً للجيش ، فيدعوه للمبارزة بالسيف، وعند المنازلة يتمكن دون خوان من قتل القائد(والد الفتاة ) والهرب، مما يدفع "" ونيا آنا"" للإيقاع به ولكن دون جدوى.
ويمر دون خوان بضريح قائد عسكري (غير والد الفتاة) فيسمع صوتاً من تمثال منتصب فوق الضريح ويحذره من عواقب أفعاله مع بنات الناس ، وينذرة بالعقاب ، لكن دون اخوان أو الدنجوان يسخر من التمثال داعياً إياه لتناول العشاء معه.
وبما إن القصة السابقة تدل على إن الدنجوان هو لقب يطلق على الرجل العاشق والمحب للنساء ، فإذاً يكون الأستاذ عياش موفقاً في وصف الفنان الراحل المبدع الزبيدي بهذا اللقب، نافياً وتأكيدا منه على إن الحدث المؤلم والتشويه الذي طال الفنان الراحل ما هو إلا مكيدة من قبل ضعفاء النفوس، لتحطيمه بسبب حبة وعشقة لإحدى النساء ومنها تغييبه على الساحة الفنية والوسط الفني الذي كان متربعاً على عرشة آنا ذاك.
وفي الأخير يبقى السؤال الذي يطرح نفسة هنا،، لماذا أطلقت تلك الفتاة المنتسبة للقوات الأمن المركزي لقب "الدنجوان"" على قائدها؟؟