المركزي للحكم والسيطرة وغلبة المذهب .فأن عملية القضاء على الجيش العائلي التابع لسلطة المركز المقدس في صنعاء " اليمن الأعلى " وتدميره التي تنفذها دول التحالف العربي بقيادة السعودية ،هي عملية جراحية مؤلمه فرضها الواقع المأساوي المرير الذي وصلت إليه اليمن اليوم من أجل إلغاء التمايز ونزع الغطرسة والغرور والنظرة الفوقية المتعالية المتمثلة في " الامام _ والسيد _ والشيخ _ والقبيلي _ والعسكري " ،والتي فرضتها المؤسسة العسكرية القبلية التجارية العائلية الحاكمة في صنعاء طوال 33 عام من الهيمنة والتحكم بمصائر الجميع ،دون أن تتشارك مع احد ،والتي عززت حضور " اليمن الأعلى " كمستفيد أوحد من هذا الوضع الأعرج .لهذا كان من الضروري تفكيك وتدمير هذه المؤسسة العسكرية القبلية التجارية العائلية الحاكمة ،لكي يلتحق أبناء اليمن الأعلى بإخوانهم أبناء اليمن الأسفل في نعيم الرعوية ،من أجل العمل معا على تحرير الأفراد والمجتمع من مخانق التاريخ والأيديولوجيات وصراعاتها القديمة ،ومن ورائها إلى ولادة المواطنة المتساوية لأبناء اليمن الواحد شمالة وجنوبة شرقة وغربة وبناء الوطنية كمشروع أخوّة جامعة تتجاوز الفوارق والتمايزات ،وتوحد الأفراد في ظل قانون الحرية والكرامة والمساواة . وفي هذه اللحظة الاستثنائية على المجتمع اليمني أن يكتشف من جديد المعنى الخاص بالوطنية والتحرر من الإستعمار السري ،محلي الصنع ،ويطلق شعار الشعب الواحد " زلنا المشائخ وأنتفظنا ثائرين لا عاد حق القات ولا متخلصين والذيب يرعى الضان والناس آمنين " والشروع الفوري في العمل على بناء اليمن الجديد والحديث ،من خلال بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة غير مذهبية وغير طائفية لا تأخذ شرعيتها من رجال الدين وأنما تأخذ شرعيتها من الناس بالاقتراع الحر المباشر تتعدد فيها الآراء وتصان فيها حرية الرأي والرأي الآخر .. فالحرب التي اندلعت بعد الثورة الشبابية السلمية في اليمن ،تعتبر من وجهة نظري ظاهرة صحية أدت في نهاية المطاف إلى إنجاح عملية الهيكلة للجيش اليمني الذي كان مخترق من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة ،والمنقسم عائليا وقبليا وطائفيا بين ركني النظام السابق، والغت ما يسمى زورا " بالحزبية والأحزاب " ،كما أوجدت في مقابل ذلك مقاومة شعبية يمنية حقيقية وجيش وطني موحد ،يعتبر اللبنة الأولى في تحقيق المواطنة المتساوية لكل أبناء اليمن الواحد . فلقد أشعلت عملية التحرير التي قادتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني المواليان للشرعية في اليمن المسنودة من دول التحالف العربي بقيادة السعودية ،أملا عظيما عند الملايين من أبناء الشعب اليمني في تجاوز الأزمة الطويلة التي عاشتها الدولة والمجتمع ،وما رافقها منذ الاستقلال من انقسامات مدمرة بين جمهوريين وملكيين وقوميين ويساريين وإسلاميين وعلمانيين ،سلفيين وحوثيين ،والانطلاق آخيرا موحدين نحو المستقبل ،بعد أن تضع الحرب أثقالها ونتحسس جميعنا،في الأذهان والقلوب خطاياها .بعد ما أصبح كل اليمنيين في نعيم الرعويه أخوان . لان تدمير الجيش المنقسم عائليا وقبليا وطائفيا بين ركني النظام السابق والقضاء عليه ،جعل اليمنيين سواسية وأخوان في نعيم الرعويه ،وأفسح المجال لإعادة بناء الجيش اليمني على أسس وطنية .لهذا على دعاة الحروب والفتن والكراهية أن يفيقوا ويدركوا بعد كل هذا الحرب والدمار ،إن ليس لليمن من خيار غير العودة إلى الحوار والتعايش والقبول بالآخر والتوقف عن شحن المجتمع بالكراهية الطائفية والتي هي أبشع أدوات تقسيم المجتمع .وأن يستوعبوا الدرس جيدا مما حل بهذا الوطن ،نتيجة سياستهم الفئوية والشخصية ،فليس لهم في هذا الوطن اكثر مما لأي مواطن .. كما يجب عليهم إفساح المجال للمشروع الوطني الذي يجسد الإرادة الشعبية والذي يتمثل بدرجة أساسيه ببناء الدولة المدنية الحقوقية ،الذي يرفض الهيمنة ولا يقبل بنظام المحاصصة ويرفض الحرب والعنف والتطرف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية .وترك القوى الحاملة لهذا المشروع والتي لم تتأطر بعد في كيان سياسي ،التي لا تستند على أي قوة عسكرية ،وإنما تعتمد على التأييد الشعبي تقوم بتحرير الشعب من أنقساماتة والدفع به من جديد إلى قلب التاريخ، ليجد اليمنيون أنفسهم في أحضان اليمن الجديد،من اجل تأسيس اليمن الاتحادي الجديد والحديث ،مالم فإن البديل هو اليمننة والتعوزه والعدننه والدعشنه ..