في كل مرة نسمع عن خلاف بين صالح ونائبه يبادر هادي ويطلق عبارته المشهورة في وجه صالح ( بشل ملابسي وبا روّح لعدن) وفي مناسبتين أذعن صالح لنائبه عند سماع هذا التهديد بحسب ما قرائنا وسمعنا ، ل عدن رمزية محتملة في خطاب هادي يتسلى المحللون بتفسيرها فبعضهم يقول إنها المساحة الساخنة التي يصل فيها الخلاف بين النائب والرئيس إلى ذروته و إلى درجة أن النائب المعروف بعصاميته يتصرف بعقلية المارمي القبيلي ويكفر بكل باطل عندما تكون الكبرياء والكرامة على المحك ، وبعض المحللين الفكاهيين يزعم بلسان حال النائب قوله ( أديتك بلد كامل يا عفاش مابا تديني كم شهر). عندما تخرج لنا مثل هذه التسريبات بهذه اللهجة غير الدبلوماسية الصادرة عن النائب يتساءل البعض هل فعلاً يعني النائب ما يقول؟ وهل يخاف صالح من النائب؟ وهل فعلاً صدر هذا التهديد عن النائب؟ ولماذا عدن؟ وإلى أي مدى سيستمر في تهديداته؟ مع اليقين الكامل أن صالح لن يكف عن التدخل بعقلية الثعالب وبأسلوب عفاشي مزج بين الصلابة والمرونة واخترع لنا حالة أخرى للمادة لم يتوصل لها العلم بعد ، ولماذا لا يكون هذا كله مجرد لعبة سياسية جديدة للمؤتمر بجناحيه الأرياني والبركاني للاحتواء والسيطرة على المشهد السياسي بحيث يصبح كل اللاعبين السياسيين على الساحة مجرد ردود أفعال لقرارات النائب وتصبح المبادرة الخليجية التي فصلها المؤتمر على مقاسه وباركتها (حكمة) قادة المعارضة الحل الأوحد لأزمة اليمن ويزيد الشك إذا ما تذكرنا أن هذه التسريبات سبقت إصدار قانون الحصانة المقر من مجلس الوزراء والبرلمان الذي سجل سابقة تاريخية في تاريخ تشريع القوانين. كيمني جنوبي لا تهمني كل هذه التحليلات والاستنتاجات ولا يهمني أبدا حقيقة قول النائب هذا التهديد في وجه الرئيس أم لم يقله ، ولكن إن كان فعلاً قاله النائب فما هو إلا ترجمة لحقيقة ثابتة وراسخة في أقصى وجدان كل جنوبي مهما أخفاها أو سترها وهي أن عدن العاصمة وليست صنعاء ، بوعي أو لاوعي بإدراك أو بغير إدراك بنية او بلا نية سيصل كل الجنوبيين إلى مرحلة الذهاب إلى عدن ، سيفعلون وسيتقاطرون إلى عدن الحضن الدافئ والقلعة المنيعة التي ستكون أول مدينة يستعيدها الجنوبيين وليست الأخيرة.
شكراً يا سعادة النائب على تهديدك وبما أنك ستكون الرئيس التوافقي القادم فعليك أن لا تستخدم صناديق الاقتراع في الجنوب وأنت لا تحتاجها لأنك رئيس توافقي لأننا ونحن أهلك في الجنوب قررنا أن لا تنزل الصناديق لأراضينا لو كلفنا ذلك أغلى ما نملك ، فلم يصعب عليكم تحصين القاتل والمجرم بقانون يحميه وأتباعه فلا تستصعبوا إصدار قانون بتعيين سيادتكم رئيس توافقي ، عليكم بمجلس الوزراء والبرلمان لإصدار قانون بتعيينكم رئيس توافقي بدلاً من انتخابات رمزية قد تكون نقطة تحول في مسيرة الكفاح الجنوبي لأن الوضع محتقن جداً ، فنصيحتنا إليكم بأن تحقنوا الدماء بقانون ولا تهرقوها بانتخابات.