إن الحقيقة المسلم بها التي لا تقبل الطعن فيها ، بأن قوات الجيش والأمن المتواجدة في سقطرى اليوم هي قوات جنوبية خالصة بعد أن تم طرد العناصر الشمالية منها قبل عامين ، أبان إنقلاب وتمرد ميليشيات الحوثي وعفاش على شرعية الرئيس الجنوبي (هادي) ومن ذلك الانقلاب الشمالي الخالص دفع بقادة الجيش والأمن الحنوبيون على تلك الجزيرة إلى إعفاء الجنود والضباط الشماليين من تواجد ضمن هذه القوات العسكرية التي تتواجد اليوم بجنود وقادة جنوبيين .. وكما إننا لا نستطيع أن ننكر بأن وزير الثروة السمكية (كفيان) منذ العام 2011 ينشط مع جماعة الإخوان تجمع الإصلاح في سقطرى ، وكان يؤهل الشباب السقطري في كافة المجالات بما فيها الأمن والجيش ، وفي النشاط الإجتماعي الخيري في إطار منظمات المجتمع المدني ، كباقي الجمعيات التي تنشط في كافة محافظات الجنوب .. وأما حقيقة التصعيد الذي تفعله دولة الإمارات تحت كنف دول التحالف العربي المساند لشرعية الدستورية في اليمن ، على أراضي جزيرة سقطرى تحت يافطة إجهاض مشروع ( إخوان اليمن) في حزب تجمع الإصلاح ، من السيطرة على الجزيرة ، فإنها يافطة لا يقبلها العقل والمنطق بالنسبة لي كمواطن جنوبي حر ، لا تنطلي عليه اليافطات الإعلامية التي تحمل في طياتها المخفية تصفية حسابات سياسية مع الحكومة الشرعية . فإذا كانت جزيرة سقطرى تتبع المنطقة العسكرية الأولى في سيئون ، وإذا كان (ابوعوجاء) أركان قيادة المنطقة ، إخواني ، وترفض الإمارات تواجده على الجزيرة وتواجد اي قوات تابعة له ، فكيف تقبل به وبقواته في مديريات صحراء حضرموت التي تتواجد فيها القيادة الإماراتية العامة في قاعدة الريان ، ومن هنا كجنوبي فإن عقلي ليس للبيع بأن أصدق بأن ابوعوجاء الذي ترفضه في سقطرى وتقبل به في مديريات الصحراء ، مع العلم بأن الشرعية لا تمتلك طائرات ولا سفن لتنقل سلاح ثقيل وجنود إلى الجزيرة .. وفي تقديري بأن يافطة سعي( الإخوان) إلى احتلال جزيرة سقطرى ، التي تسوق له الامارات إعلاميا وتحت هذا المبرر يأتي تصعيدها لإنزال القوات اامؤسومه ( النخبة السقطرية ) البالغ قوامها (400) جندي ، منهم (330) من أبناء الضالع ويافع وعدد (20) من أبناء سقطرى وعدد (50) جندي إماراتي ، ونشر هذه القوات في الميناء والمطار وركزوا معي الميناء والمطار هما المنفذين الوحيدين الذي يستطيع بن دغر وحكومته المرافقة له أن تغادر الجزيرة سوى من ذلك المنفذين الذين أصبحوا بين لليلة وضحاها تحت أوامر القيادة الإماراتية وتحكم في أمر المغادره والوصول إلى سقطرى .. وكما اعتقد أن حقيقة هذا التصعيد الإماراتي المفاجئ يأتي بغرض الضغط السياسي على الحكومة الشرعية وعلى الرئيس (هادي) , بتنفيذ الرغبة وشرط الإمارات ، بضرورة مغادرة ( احمد الميسري) العاصمة عدن لأنه وزير الداخلية ، و يتحرك فعليا على الأرض إلى بسط نفوذ قوات الأمن النظامية وتجنيب قوات الحزام والنخب لكون مهامها مكافحة الإرهاب وليس الإنتشار الأمني في المحافظات الجنوبية المحررة ، وهذا ما تنزعج منه القيادة الإماراتية بتقليص دورها في الشأن الداخلي ، وهذا هو جوهر السبب الرئيسي في تصعيد الإمارات في سقطرى ظاهرها (ابوعوجاء) وباطنها (الميسري)!!