ذكرت في مقابله سابقه أجريت معي ونشرت في عدة مواقع بأن ملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة أعطونا الأمل لحل قضيتنا الجنوبية بوثيقتهم الشهيرة التي وقعوها للتسامح والتصالح , وهاهم اليوم يؤكدون على تمسكهم بنفس النهج الذي خطوه لملتقاهم لنشر ثقافة التسامح والتصالح بإقامتهم وتنظيمهم لندوه تحت عنوان (التسامح والتصالح الجنوبي الجنوبي معاَ نحو المستقبل) واقل ما يقال عنها بأنها ناجحة بجميع المقاييس , ابتدآ من التنظيم إلى الحضور النوعي المميز الذي مثل المرأة وكذا جميع فصائل ومكونات القضية الجنوبية . هذا الحضور النوعي يؤكد مدى تمسك أبناء الجنوب بمدنيتهم وتحضرهم برغم كل المحاولات لإنهاء هذا الفكر المتأصل في شعبنا لإنهاكه وجعله غير قادر عن التعبير لوطنيته.
فيجب علينا لكي ننقل نضالنا إلى مرحله متقدمه اعتماد مثل هذا الأسلوب كوسيلة مهمة لبلورة مستقبل قضيتنا في جميع نواحي الحياة, فاباقامة مثل هذه الندوات التخصصية سيفتح المجال لوضع أساسات قويه لبناء الجنوب من جميع النواحي المدنية والعسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية وحتى التعليمية والصحية والثقافية والتنموية, سترضي الجميع كونها ناتجة من مشاركه شامله لجميع فعاليات المجتمع وذوي الاختصاص في هذه المجالات. كم نحن محتاجون لهذا الأسلوب الحواري الحضاري البناء والمسئول والمتواصل لوضع لبنات وأساسات المستقبل بعيداّ عن المزايدات واستثمار العواطف فقط . فهناك من يسعى لإرجاعنا إلى مربع التنافر والتناحر على شاكلة ما حدث أيام الاستقلال من إقصاء وتفرد وتخوين وتمسك كل فصيل بوجهة نظره معتبراَ أنها الحل الوطني الأمثل بدلا من أن تخوض كل الأطراف الوطنية حواراَ راقيا للخروج برؤية توافقيه تلبي تطلعات كل مكونات القضية الجنوبية , وتجنيب شعبنا الدخول في متاهة أخرى , ولن يتم ذلك إلا عن طريق مؤتمر حوار وطني جنوبي جنوبي سقفه الوحيد مشروع مصالحه وطنيه شامله أولا, تفضي إلى تهيئة للحوار لاحقاَ حول حلول توافقيه لقضيتنا دون انتقاص أو تفريط في حقوق وتطلعات شعبنا المشروعة والعادلة , ولا يستثني أحدا من مكونات القضية الجنوبية لمن يريد المشاركة في مثل هذا الحدث التاريخي.