قد يتفق معي الكثير وقد يختلف حول ما سأورده في هذا الموضوع من زلات التحالف العربي وخصوصًا من جانب دولة الامارات الشقيقة. لقد استطاعت الإمارات أن تأسر قلوب أبناء الجنوب لما قدمته لهم من دعم لوجستي وعسكري في حربهم ضد الحوثي ، بل إن أمهات الشهداء اللاتي فقدن فلذات اكبادهن امتزجت دموعهن بفرحهن ، الدموع التي سكبنها على أبنائهن وفرحتهن بالنصر العظيم. فكان في قلوبهن مكانة لهذة الدوله الشقيقة ، وكان لأبناء أبينوعدن ولحج وشبوة الدور الأكبر في التحرير من خلال قوافل الشهداء الذين سقطوا على هذه الأرض الطيبة لترتوي من دمائهم الزكية. لكن سرعان ما بدأ هذا التحالف يخرج عن مساره من خلال قيام دولة الإمارات بعقد تحالفات جديدة مع فئة لا تنتمي للجنوب بصلة ، تاركة من كان لهم الشرف في ميادين القتال التي إختلط دمائهم بدماء إخوانهم من دولة الامارات الشقيقة. لقد بدى اليوم جلياً للناس لماذا إحترفت البوصلة الاماراتية .. ليس لشيء ، لكن ليقين الامارات والمستشار البريطاني بأن أبناء أبين ولحج وعدن وشبوة لايقبلوا الوصاية، ولا يقاتلون من أجل كرسي أو مصلحة شخصية . هذا الذي تجلى في كل المراحل التاريخية ضد المستعمر البريطاني وضد المجوس ، حيث كان أبناء تلك المحافظات في أعلى مناصب الدولة البريطانية ، لكنهم فضلوا الثورة والسيادة والكرامة على تلك المناصب ضد الغزاة . فهل ستستمر الإمارات في حماقاتها .. أم أنها ستعمل على تصفير عداد الإنتقالي وستعمل مع الشرعية خصوصًا وان كرة الثلج قد تدحرجت ولن يوقفها احد..؟! إذا أرادت الإمارات الإستمرار في التحالف فعليها التخلي عن أمن عدن والإفراج عن المعتقلين ، و إعطاء الشرعية حق التغيير في أي منصب أمني ، كبداية لإعادة البوصلة إلى وضعها الطبيعي وفق الشراكة الدولية التي من أجلها أتت ، مالم فإن هناك ألف إدريسي سيخرج لكم إذا تم التخلص منهم ، فهذه الجنوب لأبناء الجنوب وليس للوافدين عليها.