تكتمل عشرة اشهر حتى تاريخ 27 مارس 2012م منذ ذلك اليوم الدامي والحزين على ابناء محافظة ابين عموما ومدينة زنجبار خاصة يوم 27 مايو 2011م . يوم الجمعة الحزين الذي انطلقت فيه شرارات الغدر والخيانة والاجرام لتستباح مدينة زنجبار المسالمة ليهجر سكانها الطيبون الى اصقاع شتى تحت هدير المدافع والقصف العشوائي الظالم لتروع الاطفال والنساء والشيوخ والآمنين المسالمين .
هذه المدينة المحبة لكل الناس والفاتحة ذراعيها لكل ابناء اليمن حتى قبل ان تتوحد هذه البلاد أليس زنجبار بلد الزعيم والثائر سالم ربيع علي (سالمين) ذلك الرئيس الشهيد الذي لاقى ربه وهو لايملك درهما واحدا واستشهد كالطود وكان القادر وليس (الغادر) ان يصول ويجول وكل الجماهير تقف معه أليس زنجبار حضنت قيادات الجبهة، زنجبار ايها الجرح النازف دون توقف، زنجبار ايتها المدينة الصابرة والمنكوبة والمغلوبه على امرها، ايتها المدينة الصامدة فوق انين مصائبها التي جلبها الحاقدون ومشعلوا الحرائق اصحاب نيرون والمتردية والناطحة وعبدة المال واعداء التمدن والتحضر والمتاجرون بأرواح البشر الهاوون بجمع السلاح والبنات الملاح وكل ماهو مستباح. زنجبار يامن جففت الادمع واحتضنت الرضع وتجاوزت مغامرات السكع والمتقطع وعانقك السجد الركع . يامدينة العلم والمعرفة التي تعلم فيها بعض اصحاب النخبة والصفوة . اليوم ترزحين تحت القهر وقصف الحمم والنيران وابناؤك مشردون في اصقاع شتى لايدرون مصيرهم هم عرفوا البداية حينما لمع في السابع والعشرين من مايو من جمعة المسلمين من هذا العام وفي السادسة صباحا لمعت قذائف الهون والأر بي جي والرشاشات المعدله لتوقض اهلها وهم مذعورين ويمتزج ازيز الرصاص مع صرخات الاطفال والنساء والابرياء في مأساة لم تعرفها هذه المدينة وفي نزوح ذكرنا ومايزال يذكرنا بنزوح الفلسطينيين من فلسطين اولا ومن بيروت ثانيا بالرغم من اننا في وطننا لكن حجم الدمار والخراب كان اكبر لأن سكان المدينة نزحوا بالكامل واشتد القتال بين فئتين هما الجيش ومن يسمون انفسهم انصار الشريعة يستخدمون الهاون وقذائف الار بي جي وحرب العصابات والجيش يرد عليهم بالمدفعية والكاتيوشا مع اشتراك الطيران والنتيجة ذلك التدمير الكامل للبنية التحتية ومنازل المواطنين الطيبين الذين عمروها خلال عشرات السنين من عرقهم ودمائهم لتتحول اليوم الى مجرد اطلال . ومع دخولنا الشهر التاسع لاتزال الغيوم ملبدة وتنذر بالمزيد من التدمير والخراب لهذه المدينة خصوصا ان الانباء تتواتر عن قدوم مئات المسلحين من عزان تحت بصر القوات العسكرية التي لا تستحي على نفسها ابدا اذ كيف يمر هؤلاء المسلحون والدولة عندها كل وسائل الرصد وكيف والامريكان في المياه الاقليمية القريبة بل كل وسائل الاتصالات العالمية والاقمار التجسسية بما فيها الطائرات بدون طيار الامريكية والتي تمسح يوميا محافظة ابين من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب ولعل مانخشاه ان يكون هناك تصريح للقاعدة بالمرور الى ابين من البحار والجبال للقتال في ابين من اجل ان تبقى المنطقة نفوذاً لاستعمار جديد لانعلم خططه واهدافه القربية والبعيدة ومنطقة تصفية حسابات اقليمية ودولية.. ومع تلك الماساة التي يدفع ابناء ابين وبصورة محددة ابناء زنجبار وضواحيها من مدن الكود والمسيمير وشقرة والشيخ عبدالله والجول والمخزن وجعار وحصن شداد (منطقة دلتا ابين ) وكل مناطق ابين الاخرى التي تأثرت منذ سيطرة المسلحين عليها يدفع كل آلامها من قهر نفسي ومعاناة حياتية وتشرد واحباط لكننا على يقين ان الفجر قادم لامحالة وان شمس الانتصار على تلك الهمجية والعربدة قادمة وان زنجبار ستنهض من جديد طالما ان هناك من ابنائها مخلصين ومحبين وسيظلون مدافعين عنها مهما اختلفت وسائل الدفاع وستسمو زنجبار فوق كل الجراح وسيذهب الخونة والعملاء وكل تجار الموت والحروب وناشرو الشر وقتلة الاطفال والابرياء إلى مزبلة التاريخ وسينبلج النور الجديد ليعيد الفرحة والامل والابتسامة الى كل الوجوه التي حزنت وبكت دما وحسرة فصبراً زنجباروابين فإن النصر قريب. [email protected] *الجمهورية