خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ستوب أند شوب 2-3

عدن الجنوبية ( الجزء الثاني )

عبدالله بن آل عبدالله
NLF وتعني الجبهة القومية للتحرير وهي إختصار ل National Liberation Front،كنت اشاهدها كثيراً مكتوبة على جدران المنازل والأسوار، أتذكرها وهي لا تزال باقية تشوه الشكل الجمالي لعمارة الهويش اوالهريش تلك العمارة الجميلة الرائعة التي أمرُّ بجوارها كثيراً، ايضا إلى جانبها عبارة FLOSY وتعني جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وهي اختصار للمعنى الإنجليزي Front for the Liberation of South Yemen، جبهة تحرير جنوب اليمن هو مسمى نتج عن اندماج فصيل او كل من جبهة التحرير والجبهة القومية ولكن القوميون قاموا بعد ذلك حسب ما يقال بالاستيلاء على هذه المنظمة وإعادة تسميتها بالجبهة القومية NLF .
ومن هنا جاءت أغنية NLF التي يقولون فيها ((إن إل إف مصمم يسحقهم جميع *** الشاب والملحى والطفل الرضيع !!!)) ويا لها من غانية يتغنون بها ليسحقوا الشاب والملحي ( أي الشيبة العجوز بلغتنا الحضرمية) حتى الطفل الرضيع!!! لم يسلم بِوعيد السحق وهو في مهد طفولته ،وقد أثبتوا ذلك عملاً خلال فترة حكمهم وإن لم يسحقوه بالدبابة فقد سحقوه باليُتم والتشرد ،لا أدري كيف يستطيع نطقها لسان عاقل او حتى سفيه والعياذ بالله .
هنالك شعارات وأغاني كثيرة أطلقها أولئك السفهاء الذين سلمتهم بريطانيا الحكم مقابل تنازلهم عن اتفاقيات تصفية الاستعمار والتي كان من الممكن أن تدفع بريطانيا تعويضات كبيرة عن فترة احتلالها. وكذلك مقابل مساعدتهم على احتلال حضرموت التي كانت موعودة بالاستقلال في يناير 1968 ولكن المؤامرة التي خططوا لها بمساعدة الإنجليز والجمهورية العربية اليمنية مقابل إضافة اسم اليمن ضِمْنَ تلك الصفقة القذرة ،جعلتهم يستبقون موعد استقلال حضرموت واحتلالها بمساعدة أنفار من سفهاء وأغبيا وحقراء وجهلة حضرموت الذين بسببهم طمست هويتنا وانتهكت كرامة الحضرمي منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ،وللأسف لا يزالون أصناماً للتبعية في احتقار الوطن والذات لهنا وهناك ،نسأل الله أن يحمي حضرموت منهم.
نعم هكذا كانت شعاراتهم وأغانيهم إما دموية وإما لا أخلاقية مستفزة لمن ليس على مذهبهم الشيوعي، حتى دول الجوار التي يتهمونها اليوم بعدم مساعدتهم رغم أنها ساعدتهم في 94 وقدمت لهم يد العون أيضاً بعد حربهم المناطقية في 86 وأرادت انتشالهم من سفههم ولكنهم أبوْ ذلك وذهبوا لطاهش الحوبان ولثعابين صنعاء وهم في أحقر صورهم ،ذهبوا إليهم صاغرين وخرجوا مدحورين ، تلك الدول الشقيقة لم تسلم من سفههم وأذيتهم حتى اليوم.
ولكن إن جئنا لخلفية هؤلاء النفر الذين تربعوا على عرش السلطة في عدن وحكمونا منها بالنار والحديد والاستخبارات وبنظريات عوجاء لا يقرها دين ولا عقل.نجدها خلفيات جاهلية متخلفة،لذا كانت فترة حكمهم ويلات واختتموها بويلات في 86 م أهلكت كبار سحرتهم ثم بويلة الويلات في عام 90 عندما سلموا البلاد والعباد للمجهول ولمن لا شرع ولا ملة لهم .والآن يريدون ان يجربوا معنا طريقة وحكم نظام جديد ،ولا ندري هل سيكون على غرار النظام القبلي اليمني ،أم على طريقة النظام الثوري الإيراني ،أم هناك مفاجأة جديدة لنظام حكم بليد . فما الذي يُنتظرْ من سفهاء غير السفه. فهل ندعهم يفعلوا يا قومنا ، هل ندعهم يفعلوا يا شباب حراكنا الأبطال؟

في الحال والمال وحتى الجَمال
من عاش تلك الحقبة السوداء تحت عبودية الجبهة القومية التي استلمت حكم البلاد والعباد على دراية وعلم بالجرائم الكثيرة التي ارتكبوها في أحوال العباد وأموالهم ومنها جرائم القتل ومصادرة أموال الناس بالباطل والاختطاف والتشريد والسجن والاعتقال ، والسحل ( والسحل يعني ربط البني أدم من أرجلهم بالسيارات تحت أنظار أسرهم وأطفالهم ثم سحبهم بتلك السيارات في الشوارع حتى يموت المسحوب وتتناثر أشلائه ) وهذا النوع من الجرائم أرتكب تقريباً في حضرموت فقط وبالذات في تريم وسيئون وما جاورها ،
أي جريمة اشد من هذه والعياذ بالله. وقد شاهدت بأم عيني حين كنت في إجازتي السنوية المدرسية بحضرموت ثلاثة أو اربعة تقريبا من أحرار حضرموت وهم مربوطين إلى أعمده وقد تم إعدامهم رميا بالرصاص، وتُركت الجثث كما هي لأيام ليشاهدها المارة وذلك كان بين مدينة صِيف وقيدون بوادي دوعن حين كنا متجهين لما يسمى زيارة قيدون أو زيارة بن عيسى كما يقال لها .
كذلك تم اغتيال الشيخ الداعية والمفكر (المرحوم علي بن محمد صالح باحميش) في عدن عام 1977 م دهساً بسيارة ( قيل أن القاتل أخزاه الله قُتل في مهلكتهم عام 86 والله اعلم ) كذلك محاولة دهس فضيلة الشيخ الشاطري وقد اختفى من بعد تلك الجريمة ولا نعلم إن كان قتل أم لا .هذا ما أعلمه ، أما ما لا أعلمه فيعلمه رب العباد سبحانه ومن أصابته تلك المحن ، كما شردوا العديد من العلماء والأعيان منهم فضيلة الشيخ الضرير المرحوم محمد بن سالم البيحاني إلى تعز في بلاد اليمن ،فقد بدأ دراسته رحمه الله في حضرموت بمدينة العلم تريم ثم عاد إلى بيحان ثم واصل دراسته في الأزهر وعاد إلى عدن ليؤسس المعهد العلمي الذي قال كلمته الشهيرة عند افتتاحه في عام 1956م ((وهاهنا المعهد العلمي نفتتحه كأنه الأزهر الباقي على الزمن )) ذلك المعهد الكبير الحديث بناءه الرائع موقعه بين حقات وصيره، أمَّمهُ السفهاء المتخلفون وحولوه إلى معهد للمعلمين الفاشلين ثم إلى ( مقر لوزارة الداخليه ) هذه واحدة من مئات بل آلاف الجرائم التي ارتكبوها بحق عدن وحضرموت بالذات. أي زمن غابر ذلك الزمان.يتربع فيه السفهاء على الشرفاء . حقاً كان الاستعمار البريطاني المرفوض اشرف منهم جميعاً .فلم يحارب ديننا كما حاربوه .ولم يسلب الإنسان حقه كما سلبوه ،
وقد مسنا الضُرُّ منهم في الحال على المستوى العائلي كما مسنا في المال ،وأسوق إليكم هذه الذكرى المؤلمة التي حصلت لوالدي حفظه الله وأخزاهم ،
كان هناك شخصا يعمل لدى مكتب الأمم المتحدة في عدن اسمه باحفظ الله وهو رجل من الفضلاء وكان صديقا للوالد ، فعرض على الوالد وظيفة بعد تأميم كل ممتلكاتنا كمراقب مالي لمساعدات ومشاريع الأمم المتحدة، من مسئولياته تقديم التقارير المباشرة ،وقد قبل الوالد كونه لا يستطيع السفر بعد أن غَلَّقوا علينا الأبواب وذلك في أواخر السبعينيات .
في صباح يوم من ايام فبراير 78 م تلقينا اتصال من الأستاذ باحفظ الله ، أخبرنا أن الوالد اصيب بحادث وهو في مستشفى الجمهورية وأختتم بقوله سأقابلكم هناك ، ذهبت أنا وأبناء عمومتي وبعض الأقرباء والأصدقاء إلى المستشفى ، فوجدنا الوالد حفظه الله في حالة صعبة بعد أن قام (الأطباء) بإسعافاتهم الأولية ، سألنا الطبيب قال كسور في الذراعين وكسر اثنان من الاسنان الأمامية العلوية وواحد من السفلية إضافة إلى رضوض بالجسم ، حمدنا الله على سلامته ،وسألنا عن سبب الحادث فقيل لنا تم نقله من الشارع الخلفي بالمعلا ولم نجد أي تفاصيل ، انتظرنا حتى أصبحت حالته تسمح بالحديث ، سألناه فقال أن سيارة المكتب الخاصة لم تأتيه في ذلك اليوم ، فسار قاصدا محطة التاكسي ،وهو في الطريق وقف إلى جواره تاكسي فركبه وكان به راكبين آخرين واحد في الأمام وآخر في الخلف،وعندما وصل بالقرب من مكتبه طلب من السائق الوقوف،وقف التاكسي وأعطاه أجرته وهمَّ بالخروج وعندما وضع رجله اليمنى بالشارع قام الرجل الذي يركب إلى جواره بدفعه بقوة في حين داس السائق على السيارة بسرعة جنونية ، وقد توقع الجناة أن تأتي سيارة من الخلف وتصطدم به ،حيث أنه كان من جهة الشارع وليس جهة الرصيف ولكن الله لطف . عرفنا فيما بعد أنه كان يعد تقريراً عن اختلاسات كبيرة قام بكشفها حصلت في المستودعات الخاصة بمساعدات الأمم المتحدة قبل وصول وفد من مكتب الأمم المتحدة بأوربا. اعتبرت القضية حادث وانتهت على ذلك ،ترك العمل يومها حتى تمكن من السفر الى الخارج.
وهذه ليست الأولى في حالنا فقد تم تشريد أحد أجدادي رحمه الله ومطاردته عبر صحراء الربع الخالي وهو في نهاية السبعينيات من العمر وقد لجأ إلى الإمارات كلاجئ سياسي وتوفي هناك نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته. ويسكنهم في سقر.
عدن تتدحبش دحبشتها الأولى:
بدأ التغيير الديموغرافي في عدن منذ عام 68 تقريبا وبلغ اشده مابين 73 و74 ، فمن عرف عدن في نهاية الستينيات وعرج عليها في 74 سيرى الفارق الكبير ،فقد تحولت عدن من عروس المدائن إلى أرملة يكسوها الحزن والبؤس .تحولت إلى معسكر بكل ما تعنيه الكلمة.
هاجر عدن العديد من أبنائها والمقيمين فيها من نخب علمية وثقافية ورجال أعمال وغيرهم ، أما من بقي ينتظر أو لظروف خاصة لم تمكنه من الهجرة فلم يستطع بعد ذلك لصدور قوانين قرقوشية لمنع السفر خصوصا لمن بقي من الكفاءات الإدارية التي كان يحتاجها رفاق السفه لإدارة البلاد ،كون غالبية أولئك من الجهلة الذين لا يفقهون إلا التعاليم الشيطانية.ومن هذه القوانين:
كل من أراد السفر عليه أن يأتي بضامن حضوري (كفيل) يضمن عودته وإلا يتم إدخال الضامن السجن حتى يعود المسافر .
دفع مبلغ مالي أعتقد يزيد عن 20 الف شلن أي ما يعادل راتب سنتين للموظف العادي
هذا القرار يشمل الحجاج أيضاً
يشمل ايضا عوائل المهاجرين ، على سبيل المثال: لو كان هناك مهاجر في دول الخليج ويريد زوجته وأبنائه لا يتم السماح لهم بالسفر إلا بعد حضور كفيل ضامن لعودتهم بعد فترة محددة مع دفع المبلغ المالي المقرر .
وهناك العديد من القوانين اللإنسانية التي أصدروها كقانون ( ممنوع المشي مع الأجانب ) أي يمنع على أي مواطن أن يلتقي أو يصادق أو يجلس مع أي أجنبي أو عربي ( لاحظوا وهم يدَّعون القومية) ومعظم مستشاريهم ومدراء مكاتبهم من الفلسطينيين التابعين لفتح والشعبية ، وكانت عقوبة ذلك السجن ،وهناك حالة أعرفها شخصيا حصلت لشاب من آل الرماح فقد تم سجنه لمدة تزيد عن الستة أشهر بتهمة التواصل مع احد العرب من جيرانه في منطقة حافون بالمعلا . وقد ذكرتُ في إحدى مقالتي أنني سجنت شخصيا لمدة ايام بسبب الحديث العابر مع أحد العراقيين ولم ينقذني إلا زميل دراسة كان معي،وله أخ غير شقيق من أعضاء اللجنة المركزية وهذه العلاقة هي التي شفعت لي ولله الحمد .
كذلك قوانين الجمارك للقادمين من السفر ( وطبعا الغالبية مغتربين من حضرموت ) ، فكل ما يجدوه في حقائبك يقومون بجمركته ، بحيث يقوم شخص من جهلتهم بتسعيرة المحتويات حسب مزاجه ثم تتم جمركتها بواقع 30 إلى 50% من القيمة ، أحيانا يجد المسافر نفسه أمام دفع رسوم جمركية تتجاوز القيمة الحقيقة لكل ما أتى به كهدايا لأبنائه . كذلك قوانين الأعراس وهذه لم تطبق إلا في حضرموت ،فمثلا يمنع لبس النساء للذهب إلا في حدود عدد ونوع معين من المصوغات ، معللين ذلك بوجوب المساواة بين الناس الغني والفقير ، ويا ليتهم قاموا بالمساواة ، بل زادوا الفقراء فقراً ،ودمروا العلاقات الاجتماعية بين الناس ونشروا الحقد والكراهية .غير أن كل هذا يتنافى مع حقوق الإنسان ومع ديننا الحنيف .
خلال تلك السنوات بدأ الزحف من الجبال المحيطة إلى عدن ،وخصوصا أسر موظفي الدولة العسكريين ، وكون بناء الجيش اليمني الجنوبي قد تم على اسس قبلية بحيث استوعب الجيش وغيره من المؤسسات الأمنية والمليشيات كل أفراد القبائل الجنوبية عكس ما جرى في حضرموت من إذلال للقبيلة ونزع أسلحتها ومنع أبنائها من الوظيفة العسكرية إلا ما ندر ،فقد كانت بعض الوحدات العسكري
ة من صنف قبلي جنوبي واحد أو الأغلبية وهذا ما جعل حرب 1986م تقوم على أساس قبلي مناطقي .
من هنا بدأ التغيير الديموغرافي في عدن بإحلال تلك الأسر الوافدة من الريف في الوحدات السكنية الخاصة بالجنود البريطانيين. أما الضباط والأسر القريبة منهم وقيادات الصف الثاني بالجبهة القومية فقد احتلوا المساكن الفارهه من فلل وشقق مثل الفلل الواقعة بين جبل حديد وساحل ابين بمدينة خور مكسر وشقق عمائر الشارع الرئيسي بالمعلا وفلل الروزميت البانورامية الرائعة التي تقع على البحر مباشرة بكريتر وهي من أجمل مناطق كريتر.
معظم هذه الشقق والفلل كان يسكنها المدراء والرؤساء التنفيذيين للشركات العاملة في عدن او أصحابها من تجار ورجال أعمال والذين هاجروا أو سافروا للعودة. البعض منهم أغلق مسكنه وبه كامل أثاثه ،ولكن ذلك لم يثني الوافدين من كسر أبوابها واحتلالها واخذ ما بها ، بل كل من سكن منهم شقة في عمارة أو فيلا ليس بها ساكنين أبلغ عنها جماعته لاحتلالها وهكذا وقد حدثت عدة حوادث سطو في بدايات الزحف على عدن .
أما كبار السفهاء فقد إحتلوا قصور وفلل التواهي والمعاشيق في كريتر وهذه المناطق من اجمل مناطق عدن على الإطلاق وكذلك مساكنها ،وهاهي اليوم تنتقل إلى ملكية طغاةٌ آخرين وعلى الباغي تدور الدوائر.
إنتهكوا حرمة جَمال عدن
حرمة جمال المسكن في عدن ايضاً لم تسلم منهم فقد انتهكت وشوهت ، فبعد ما جرى من تأميم للأملاك الخاصة لم يستطع الملاك من الاهتمام بعمائرهم وأملاكهم ، فحراس تلك العمائر والمسئولين عن التنظيف والصيانة تركوا أعمالهم لذا أصبحت سلالم تلك العمائر مرتعاً للقمامة ،متسخة الجدران بالدهون والكتابات والروائح النتنة من مخلفات القطط والأغنام وغيرها،أما المصاعد فقد توقفت عن العمل لعدم وجود صيانة فلا شركات صيانة موجودة في المدينة ولا مُلاك يهتمون بأملاكهم بعد انتزاع ملكياتها ، حتى أن فوهات المصاعد أصبحت مرمى للقمائم كما كان الحال في خلفيات تلك العمائر خصوصا منطقة الكبسة في المعلا .
وهذا لا يكفي ! فقد أتى بعض السكان الجدد بأغنامهم ودواجنهم التي نصبوا لها الزرائب الخاصة على سطوح وخلفيات تلك العمائر الفخمة ،كذلك تنانيرهم التي نصبوها فوق أسطح المنازل فأصبح دخانها ينافس مصفاة عدن ويتحداها بل البعض منهم أتى بأبقاره ،خصوصا من سكن الفلل او العمائر التي بها ساحات خلفية .
معظم عمائر المعلا كانت لحضارمة ولأبناء عدن،وكانت أجمل عمائر عدن بل أستطيع القول من اجمل عمائر الشرق الأوسط في ذلك الزمان، عمارة (فايز هاوس ) ،حيث كان البعض في تلك الايام يطلق اسماء خاصة مميزة على أملاكه العقارية، وهي ملكية للباحميد في منطقة حافون كما كانت لديهم ( دوعن هاوس وهي في منطقة الكبسة وغيرها ) ، لذا اختار أولئك اللصوص الفايز هاوس لتكون مبنى خاص بسكن السفراء والشخصيات الكبيرة . يتقاضون مقابلها إيجارات هائلة بالعملة الصعبة .قد تكون هذه العمارة الوحيدة التي تلقى العناية سواء من ناحية التنظيف أو الصيانة وأيضاً الوحيدة في عدن التي لازالت مصاعدها تعمل، إضافة إلى بعض العمائر التي لا يزال يسكنها أصحابها، فيقومون بالصرف عليها حيث يصعب عليهم رؤيتها تتهالك امام أعينهم ،وقد قال لي أحد الإخوة القاطنين في إحدى تلك العمائر أن أم مالك العمارة وهي امرأة عجوز في السبعين ولكنها ما شاء الله عليها كانت بهمتها تقوم كل يوم بعد صلاة الفجر لتكنس سلالم عمارتهم التي تبلغ 5 أدوار من مخلفات ساكنيها .
تم إعطاء السكان الجدد والقدامى عقود انتفاع (هكذا تمت تسميتها) للمساكن التي يسكنونها ، يدفع الساكن مبلغ زهيد للعصابة الحاكمة ومنهم من لا يدفع. وقبل جريمة عام 90 م قاموا بتمليك تلك المساكن للمنتفعين ليمنعوا بذلك عودتها إلى ملاكها الشرعيين ،وقد تقدم بطلبات التمليك معظم من كان يسكن عدن للأسف ، ونحمد الله أن ما حصل في حضرموت هو رفض السكان المنتفعين لذلك القانون ، وقد قيل لي أن شخصا واحدا تقدم بالطلب ولكنه خجل من نفسه بعد أن رأى بني قومه يرفضون ،فهذه أملاك غيرهم كيف يقبلون بتملكها ،إنها جريمة مشتركة بين حكام تلك الدولة والمنتفعين الذين قبلوا مُحرَّماً.
هناك العديد من عمائر المعلا خصوصا في الشارع الرئيسي وبعض العمائر في حافون كان الطابق الأرضي منها مواقف خاصة للسيارات هكذا تم بنائها،هذه لم تسلم ايضاً من الغزاة ، فقام النازحون الجدد من احتلالها وإغلاقها من كل الجهات بالأخشاب ثم بالطوب مع شبابيك وأبواب خشبية وحديدية لتكون سكنا لهم .
إنه انتهاك لحرمة الجمال ،نعم شوهوا كل جميل في عدن وأنا هنا لا ألوم اولائك السكان النازحين إليها فمعظمهم من ريف متخلف،ولكن اللوم كل اللوم على أولئك السفهاء الذين احتلوا وحكموا عدن كما احتلوا حضرموت.فهذه الجرائم الإنسانية والأخلاقية والاقتصادية والجمالية هم سببها الرئيسي وعند الله إن شاء عقابهم.
في نهاية السبعينيات تقريبا قاموا ببناء بعض الوحدات السكنية من مساعدات الدول ،كالوحدات السكنية في المنصورة وأعتقد انها منحة كاملة من الكويت ،وكذلك وحدات سكنية على خط دار سعد المنصورة منحه من ليبيا وأيضا وحدات سكنية صغيره لا ادري من اين اتتهم تلك المنحة في القطيع بكريتر وأخرى مثلها في عقبة الخساف بكريتر .
وكلها كما يقال كأقفاص الدجاج ،هذا ما تم بناءه في عدن خلال 24 عاماً!، أما الفنادق فلم تشهد عدن إلا بناء فندقين ، فندق فرانتيل عدن بجولة خور مكسر وهو بالفعل رائع جدا من ناحية الموقع والتصميم والخدمة وفندق قولد مور ،وهذا كان في عهد علي ناصر على ما اعتقد ، ايضاً صالة مطار عدن الجديدة ( التي تم بنائها بأموال رصدت في الأصل لمطار المكلا ) كما قام ايضاً ببناء بعض المشاريع السكنية والترفيهية في منطقته بأبين .
أما حضرموت فكان نصيبها وحدة سكنية حقيرة في فوه إضافة إلى مشروع ال 40 شقه !! ماعدا ذلك لم تحظى حضرموت بأي شي من تفاهاتهم ، وفي حين لا يوجد بالمكلا عاصمة حضرموت إلا موتيلين عتيقين من التي تم تأميمُها ،تم بناء فندق في قرية الضالع نزلت فيه ليلة هروبي لليمن !!. وكله من فلوسك يا با صابر .

رابط الجزء الأول
يتبع في الجزء الثالث والأخير
(الغذاء والدواء والكساء والرياضة، وسيئاتهم الجارية)
29/3/2012
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.