ليوم 27 أبريل /1994م ودلالات ومعان كثيرة بالنسبة للجنوب وشعبه حيث مثل بالنسبة لهم يوما أسود بكل ما تعنيه كلمة أسود ، فالجنوبيين يتذكرون تماما إعلان الحرب على بلدهم وعليهم الذي جاء على لسان الرئيس اليمني حينها علي عبد الله صالح ويتذكرون كذلك مآسي تلك الحرب الضروس التي شنت تنفيذا للإعلان السالف الذكر وفتكت به وبشعبه وبمقدراته ومقومات دولته . اليوم وفي 27 أبريل يتذكر كل جنوبي معاناته الطويلة الأمد بسبب عواقب ذلك اليوم الإعلان الحربي الأسود وما جناه من ويلات لاحقا. هذا باختصار لب أو عصارة ما يمثله يوم 27 ابريل للجنوب وشعبه الذي تجرع من كأسه ما لذ وطاب من الانتهاكات والتعسف والتهميش والإقصاء والإفقار والإذلال وما زال يتجرعه حتى اللحظة . فهذا اليوم الذي أطلق فيه الرئيس اليمني صالح إعلانه الحربي الشهير على الجنوب بدواعي محاربة المرتدين والانفصاليين والحفاظ على الوحدة تحت شعار ( الوحدة أو الموت) وبغطاء ديني عبر فتوى أخو نجية أصلاحية ديلميه حللت للقوات اليمنية وبلا طجة وشبيحة صنعاء ارتكاب كل شي محرم في الأديان السماوية وفي الدين الإسلامي بالذات بكافة مذاهبه في المجنوب وبحق شعبه ونهب ثرواته وتدمير مقوماته وطمس هويته وتشويه ثقافته وعادات وتقاليد مجتمعه لم يكن يدري من أفتى ومن أعلن ومن قتل ومن نهب ومن سرق ومن دمر أنه وجه خنجره الحاد صوب خاصرة الوحدة التي أوهموا العالم اجمع أنهم يدافعون عنها والتمكن من ذبحها قبيل بلوغها السنة الرابعة من عمرها .
خنجر 27 ابريل اليماني السام الذي احتفلوا به وتغنوا به كثيرا وأسموه يوم النصر ويوم الديمقراطية وووووو الخ وما يزاملون كان قاتلا فعلا للوحدة المغدور بها من اليوم الأول لميلادها كان كافيا لقطع حبل السرة الرابط بين شعب الجنوب وبينها وكان كافيا لتنبه وانتفاض شعب الجنوب في وجوه جلاديهم ودافعا قويا لتحدي غطرستهم وجبروتهم والوقوف على مفترق طريق طغيانهم بثبات وصلابة لا تضاهى ، وكان مبررا كافيا لشعب الجنوب للنضال السلمي وتقديم التضحيات الجسام ودفع الإثمان غالية في سبيل إيقاف مسلسل العبث بالجنوب وإبادة شعبه بماكينة الوحدة وجحافل جيشها وأمنها .
27 ابريل الذي أصبح بالنسبة لهم عيدا للنصر والديمقراطية وتثبيت الوحدة وتطهيره من عناصر الردة والانفصال تحول بالنسبة لشعب الجنوب إلى كابوس رهيب كبس عليه عام 94م وجثم على صدره طويلا وأثقل كاهله وأنهكه إلى حد لا يطاق وجعل منه مناسبة سنوية لتجديد رفض دواعيه والتنديد بمجازره ومرتكبيها والمضي قدما في السير على درب التخلص من مآسيه فهاهم أبناء الجنوب وكما اعتادوا إحياء ذكرى 27 ابريل سنويا هاهم هذا العام وفي كل مناطق ومديريات ومحافظات الجنوب خرجوا إلى الشوارع والساحات والميادين العامة مجددون الرفض والتنديد مجددين العهد والعزم على التحرير والاستقلال واستعادة دولتهم وخيراتها ورفع علمها عاليا وتعويض ما فات من أعمارهم وأوقاتهم وجهدهم وإمكانياتهم بفعل خدعة كبرى وعملية ضم وإلحاق بشعة باسم الوحدة تعرضوا لها في مطلع تسعينيات القرن الماضي ومن ذبحها والقضاء النهائي عليها في 27 ابريل 94م . *خاص عدن الغد