لا يزال شعب الجنوب يتذكر تماماً ذلك اليوم الاسود الذي أعلنت فيه صنعاء حربها الشعواء على دولة وشعب الجنوب ومن ميدان السبعين وعلى لسان زعيم صنعاء ورئيس دولة الشمال علي عبدالله صالح وحلفاؤه جميعاً من أحزاب وافراد ومنظمات سياسية ورجال دين ومشائخ وقبائل ، فهذا اليوم المشؤوم هو يوماً حول الجنوب إلى ثكنة عسكرية وغنيمة حرب وفيد لمشائخ وأحزاب وقوى صنعاء المتخمة حد الغثيان بثروات الجنوب وامواله . ومن 27 ابريل الاسود في العام المشؤوم 94م ، تمتد ممارسات واساليبالاحتلال المتنوعة ، وها هو الجنوب يشهد اليوم أعادة لسيناريو وانتاج الماضي بعد اكثر من 18عام ، حيث شهد ابريل من العام 2012م نزولاً كثيفاً لقوات عسكرية وقبائل اقصى الشمال اليمني ،تحت حجج واهية واعذار مخادعة . فهل يا ترى سيشهد الجنوب 27 ابريل جديداً هذه المرة ليصبح جنوباً محتلاً مجدداً ..؟ويصير أول دولة تشهد احتلالين خلال فترة لا تزيد عن عشرين عاماً من الزمن . وذلك بعد أن وضحت صورة حكومة باسندوة وعبدربه هادي نحو الجنوب وسياساتهم العقيمة التي جاءت لتكمل مسيرة نظام صالح من جديد ،حيث أظهرت سلطات صنعاء وجهها القبيح مجدداً نحو الجنوب وشعبه دون ادنى خجلاً أو احتراما لدماء الشهداء الجنوبيين التي تراق على طول مناطق الجنوب يومياً ، بينما ترى في مشايخ الشمال وحاشيتهم قناديل تضيء اليمن حديث ارتفعت ميزانتيهم الجديدة في حكومة الوفاق بواقع 39 % وبواقع 5 مليار ريال وكأن حكومة الوفاق لا تعلم ان هؤلاء المشائخ هم سبب كل التخلف والعبث الذي تعيشه اليمن وخاصة عبثهم في الجنوب الذي حولوه بثقافاتهم وسوكهم إلى غابة ياكل فيها المشائخ والمتنفذين حقوق واملاك المواطنين الضعفاء . للجنوب في 27 ابريل مآسي ومعاناة لن تنسى على مدى الزمن فهو التأريخ الاسود الذي ارتسم في جبين تأريخ اليمن ، ومع كل 27 ابريل من كل عام ،بل مع كل يوم من ايام السنة يتذكر شعب الجنوب تلك الجريمة الغادرة التي إنطلقت من ميدان السبعين بصنعاء معلنة إنهاء عقد الشراكة ودفن اتفاقياتها وعقودها ، ووأد حلم الوحدة التي قدم الجنوب كا ما يمله من أجلها ومن اجل التطور والتقدم الذي كان ينشده الجنوب ، قبل ان يتحول حلمهم الكبير إلى كابوس خانق وأخدود من النيران التي تشعل الجنوب ومناطقة وتهدر دماء ابناءه وشبابه كل يوم وكل لحظة من لحظات الزمن التي تسير بنا إلى مزيداً من الدماء ودمار ، لمجرد أن شعب الجنوب قد انتفض ليقول "لا" للعبث والفساد والإجرام والإرهاب ، لا لوحدة الدم والحروب وعودة الفرع إلى الاصلل ، لا وألف لا لوحدة الفيد والنهب والسرقة والعبثية وحكم الغاب . وسيبقى يوم 27 ابريل الاسود يوماً من الدهر لم تصنعه إلا أفكار الاجرام والفساد وارتداء لباس الاسلام ظلماً وبهتاناً ، فهو اليوم الذي لن تغتفر خطاياه في الجنوب ابداً . وبالمقابل فعلى شعب الجنوب أن يوضحوا للعالم صورة المآساة التي الحقها هذا اليوم بهم ، وان يخرجوا في مسيرات غضب عارمة في العاصمة عدن وحضرموت والمدن الرئيسية لإدانة هذا اليوم وجرائمه التي لا تزال مستمرة في الجنوب حتى اللحظة .