div style="text-align: left; widows: 2; text-transform: none; background-color: transparent; text-indent: 0px; margin: 0px; outline-style: none; outline-color: invert; outline-width: 0px; font: 16px/18px "Arabic Transparent", Arial, Helvetica, sans-serif, sans-serif; white-space: normal; orphans: 2; letter-spacing: normal; color: #000000; vertical-align: baseline; word-spacing: 0px; -webkit-text-size-adjust: auto; -webkit-text-stroke-width: 0px; border: 0px; padding: 0px;" لا تزال تحديات كثيرة تنتظر «اليمن السعيد»، والتي يجب أن تتضافر الجهود كافة لتخطيها، وفي مقدمتها التزام أطراف القوى في اليمن بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والعمل على دعمها بكل السبل من أجل تفادي خطر الإنزلاق في صراعات سياسية تعصف بالجميع، فعلى كل القوى والأحزاب أن تتكاتف من أجل العبور باليمن إلى بر الأمان، وتنحية الولاءات الحزبية جانبا.
ولعل التحذيرات المتكررة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى إمكانية اتخاذ عقوبات دولية بشأن من يعرقل سير عملية التحول السياسي في البلاد، يؤكد أن الولاءات اليمنية لا يزال بعضها متوجها في غير المسار الصحيح، الأمر الذي يقتضي إعادة هيكلة مؤسسات الجيش وفقا لما تقتضيه مصلحة اليمن.
كذلك، فإن بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية وترسيخ قواعدها والاحتكام إلى القانون والدستور والمجالس والهيئات الرسمية الدستورية أمر لا غنى عنه وعلى رأس سلم الأولويات في مسلك المسار الديمقراطي الصحيح.
المساران السابقان ليسا متتاليين، بل هما متزامنان فلا يقصي أحدهما الآخر، بل هما محوران لازمان في صنع مسار ديمقراطي صحيح يعيد اليمن نحو بوصلة التنمية ويجنبه العودة إلى الوراء.
كما أن الاستقرار الأمني في كل ربوع هذا البلد العربي الغالي على الجميع، أحد مفاتيح النجاح الهامة في الوصول به إلى بر الأمان، ومن أحد أهم وأنجع الأهداف الأمنية التصدي لخطر تنظيم «القاعدة» الذي كان ولا يزال أحد الأوراق والملفات المؤرقة لليمن، في ظل تمدد هذا التنظيم إلى أربع محافظات وتصاعد خطورته في الآونة الأخيرة، مستغلا ما تمر به اليمن من فترة انتقالية بين النظام السابق وتجذير أسس النظام الجديد في المجتمع.
ولتشابك العملية السياسية وتداخلها مع كافة الجوانب الأخرى فلا يمكن عزل الواقع الاقتصادي والاجتماعي الخطير عن الواقع السياسي الذي يشهده هذا البلد الشقيق وما يعانيه من أوضاع اقتصادية متدهورة ليس أقلها ما حذرت منه منظمة «اليونيسيف» من أن حوالي نصف مليون طفل مهددون بالموت جوعا بسبب سوء التغذية التي سببتها الاوضاع السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد، فضلا عن نسب البطالة المؤرقة.
يجب على كافة القوى اليمنية أن تتضافر لعبور هذه الفترة الحرجة والوصول إلى ما يؤمله الشعب اليمني من رخاء وتقدم.