في برنامج أكثر من رائع يقدمه جوليان اسانج بصورة عفوية تلقائية مع قامات فكرية وسياسية عالمية يبث على قناة روسيا اليوم احرص كل أسبوع على متابعته وبمنطقتنا العربية استضاف الناشط البحريني الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية نبيل رجب في أخر حلقاته استضاف الرئيس الإكوادوري قال عبارة ستساعدنا لفهم حكاية الوحدة والانفصال في بلد من بلدان الهوامش في العالم كاليمن قال بان ايف مورالس رئيس بوليفيا قال له: البلد الوحيد الذي لن يقع فيه انقلاب هوا أميركا والسبب لأنه لاتوجد بها سفارة أمريكية لتدبر انقلاب. جمهوريات الموز اللاتينية لاوس بورما بنما اليمن هذه من دول الأطراف الهامشية التي دائما مايكون فيها أي متغير داخلي يأتي نتيجة لإرادة من دول السنتر في العالم وطالما فرضت المتغيرات في موازين القوى العالمية تغييرات داخلية حتمية على البنى السياسية في هذه الدول لا بل ان دول إقليمية وأقاليم دولية كبرى جرت فيها تغييرات بخلق تيارات وإقامة تكتلات نتيجة لإرادة الدول العظمى وكنتيجة للتوازنات بينها فمثلا مايخص منطقتنا العربية في بداية القرن كانت الخلافة العثمانية الإسلامية لاتزال قائمة وكان من الضروري بمكان لفرنسا وبريطانيا خلق تيار القومية العربية لتفتيت دولة الخلافة نهائيا والإجهاز على الرجل الأوربي المريض اللقب الذي كانت تعرف به دولة الخلافة في تركيا وكنتيجة لذالك ولدت الجامعة العربية وثورة يوليو المصرية وان كان بعد تبني القوى العظمى تلك للمد القومي بعقود نتيجة لان كل ذالك يحتاج إلى وقت. 2 يعد تفكك الاتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي ابرز حدث سياسي اجتماعي في ذالك القرن وقد خلق ذالك متغيرات ارتدادية في العالم ككل نتيجة لذالك ومن ذالك إعادة توحيد شطري المانيا وكذالك إعادة تيشكوسلفاكيا إلى مكوناتها الأولى تشيك دولة وسلوفاكيا دولة وانقلابات في كثير من الجمهوريات السوفيتية السابقة وتزعزع في كل الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي وتحكمها أحزاب شيوعية اشتراكية حتى وان كانت بعيدة عن الاتحاد السوفيتي ومنها اليمن الجنوبي التي كان يحكمها حزب اشتركي له صلة وثيقة بموسكو إذن تفكك تشيكوسلوفاكيا ووحدة المانيا وهي دول عظيمة كانت نتيجة لمتغير دولي كما نرى والألمان يعترفون بذالك ولم ينسبوا الانجاز لزعيم ما شرقي او غربي فماذا عن وحدة اليمن وكيف أتت كمتغير دولي. 3
كان وضع اليمن الجنوبي حسب تسميتهم الرسمية في الأممالمتحدة حتى لايزعل مني احد على النحو التالي خرجت الجمهورية الاشتراكية من حرب أهلية مدمرة في 86 أقصي فيها نصف الشعب بصورة مناطقية خرج الرجال المحترفون عسكريا من النصف المهزوم إلى الشطر الشمالي مكونين سبعة ألوية عسكرية حظيت بدعم نظام الشمال ومن عدة أنظمة بالمنطقة حتى ان تلك الألوية سافرت إلى ليبيا على حساب العقيد وتدربت ومولت بما أرادت أما الوضع في عدن فكان بعد زوال الغطاء السوفيتي شديد الوهن وكانت خطة البيض ورفاقه تقضي بالهروب إلى الوحدة لإفشال خطط السبعة الألوية المتأهبة لدخول عدن بمساعدة شمالية أكيدة ولم يكن البيض في وضعية إملاء الشروط عاصمة عملة رئاسة كل تلك للشمال فقط علينا الاستمرار في إقصاء الطرف المهزوم في 86 وكان أهم شروط البيض بل هوا الشرط الوحيد إبعاد علي ناصر محمد زعيم الزمرة وتفريق ألويته تلك والنظام في صنعاء وافق والتف كعادته واخرج علي ناصر إلى سوريا ووعده وأنصاره بالانتهاء من البيض ورفاقه في غضون أشهر قليلة وكان ذالك. الشاهد هنا ان الوحدة اليمنية متغير دولي وإلا لما كانت عام 90 بالذات عام الوحدة الألمانية ايضا والتفكك التيكوسلفاكي وكان كل ذالك نتيجة للحدث الأبرز انهيار الاتحاد السوفيتي. 4 إذن لم يكن البيض ذالك الوطني الذي تنازل عن منصب الرئيس وعن عاصمة البلاد وعن العملة الوطنية فقط لإيمانه بالوحدة اليمنية التي كال لها من المديح الشيء الكثير وكان في خطبة يقول ان الوحدة أعادت لنا الروح وحققت حلم ثوار الجنوب الذي قاتلوا لأجله طويلة وطالما كرر بأننا يمنيون عكس مايقوله الان. وكذالك لم يكن علي عبداللة صالح موحد اليمن العبارة التي لاكتها وسائل الإعلام الرسمية اليمنية ملايين المرات لم يكن فضل لأحد في توحيد البلد كل الفضل للمتغير الدولي. 5 بالمناسبة لااعبد الأصنام ومن أحالوا الوحدة صنم يعبد لاانتمي لهم ومن أحالوا الانفصال صنم يعبد لاانتمي لهم كذالك كل تلك الخيارات يجب ان تكون نابعة من رؤية برجماتية مصلحيه مجردة تخيلوا معي الشعبين في الشطرين وصلوا إلى حد الشوفينية والتمايز بالهوية والثقافة واحتقار الأخر بل إحراق بسطات التجار الصغار والتقطع للحافلات لمجرد كون التاجر شمالي والحب والتحالفات مع جماعات مسلحة خطرة لمجرد كونها تحارب الجيش الشمالي في هذا الوضع نعم أفضل الانفصال لايمكن ان نغرق في مشاكل اقتصادية وحروب متعددة وحالة لاستقرار مستمرة لستين سنة مثلا فقط لنحافظ على الوحدة.!!! لكن كذالك سأذكر الجنوبيون ان الطبقة السياسية الحاكمة في الجنوب ستبقى والمتصدرة للمشهد الجنوبي الان كالبيض لن تستطيع إعطاء الجنوبيون شيء من أحلامهم لان طلباتها مضروبة أخلاقيا بحكم تاريخها فلايمكن اقبل من البيض او أصدقه عندما يقول نحن لسنا يمنيون بل جنوب عربي وهو من قال عكس ذالك لمدة أربعون عاما منها أربعة أعوام في مؤسسة الرئاسة بدولة الوحدة حتى باعوم قال ذالك أصبحت دولة الوحدة الان تجابه الهوية الجنوبية وأحلام التحرر لدى الجنوبيون والتمني باستعادة زمن الرخاء الاقتصادي لهذا ليس هناك حل غير الانفصال ولكن بإرادة شبابية جنوبية جديدة ليس فيها الوجوه السابقة بل انتم الشباب فقط ولن يستطيع احد في الإقليم اتهامكم بالتقلب كما يتهمون البيض ورفاقه الان.