أولاً أرجو أن تفهم الإناث أن هذا الموضوع ليس هجوماً عليهن، فكيف أقدر على ذلك و هن أمهاتي و أخواتي و بناتي، و كيف أقدر و قد أمرني رسولي الكريم أن أرفق بهن.. و أن تفهم أن مجتمع الغرب الذي تعتقد أنها تنعم بحريتها في أرضه، فتلك حقيقة مخادعة، فهو لم يعطها الحرية إلا لانه قد سبق و إن إستعبدها و جعلها تعمل كما يريد.. الغرب الحر لا يمس أمثالكن من قد سبق و ضمن غسل أدمغتهن و أرزحهن تحت عبوديته، و لكنه يقمع حرية الآخريات اللاتي لم يتمكن من تغيرهن.. الغرب الحر يمنع المحجبات من دخول الجامعات.. الغرب الحر يمنع المحجبات من مزاولة الطب إلا بعد خلعهن الحجاب.. بإمكانك أنت أن تتحققي من زيف حرية الغرب، فتحجبي و أخرجي يوماً واحداً فقط، أنغمسي في مجتمع الغرب الحر و أنظري النتيجة.. أستخدمي مواصلاتهم فلن يجلس إلى الكرسي الذي بجانبك إلا القليل.. أدخلي مطاعم الغرب الحر و انظري كيف سيتعاملون معك ستعودين متعبة تعانين من هول الإضطهاد الذي ستتعرضين له.. ثم هل تعتقدين أن حريتك تتلخص في عرض صورك على الملىء بأشكال مختلفة.. إن أردت الحرية فعليك أولاً أن تعرفيها بمفهوما العظيم.. حرري فكرك ثانياً من إستعباد الآخريات من النساء، دعي للمحجبة حريتها في ستر جسمها فلا تهاجميها في صفحاتك و بين زميلاتك فهي أيضاً حرة أن تختار ستر جسمها.. و حرري نفسك ثالثاً من ثقافة الفهم المغلوط للحرية، فالحرية لا تعني عرض جسدك كسلعة يتفحصها الناس و يضعون تعليقات تظنيها مدح و لكنها شتم و إستعباد مثلها مثل من ينتقد عرضك لجسدك و لكنها تختلف، بل أني أرى أن من نصحك بالخاص هو أحرص عليك من ذلك الذئب الذي علق على صورتك بعبارات مقرفة تستعبدك كأنثى.. حرري نفسك رابعاً و أرتقي بفكرك، فالحرية ليست بقلةِ القماش الذي تلبسينه و لا بالتزين لإشباع رغبات المرضى، بل بقدرتك على أن تحافظي على المكانة الرفيعة التي وضعك بها الإسلام.. حرري نفسك و ادركي إن الإسلام أعزك و لم يقيد حريتك بل رفع من قدرك بما بتناسب مع خلقك كأنثى.. فأنت خلقتي لتكوني أم تغذي أطفالها من ثديها و لم تخلقي لتكوني أب.. خلقتي لتكوني أخت و زوجة لأدوارها المتميزة و الكثيرة التي لا يستطيع الرجل بحكم تكوينه أن يقوم بها.. ثم و بشكل لا إرادي إن تعرضت لخطر ما تسارعين لتحتمين خلف ظهر الرجل، فتلك غريزة الأنثى لشعورها بقوة الرجل و تسليماً بأنه خُلق كذلك.. خلقتي لتكوني أنثى و ليست الأنثى كالذكر في كل أصناف المخلوقات.. خلقت اللبوة لتقوم بدور الصياد في حالة الأسود فهل إنتقص ذلك من الأسد ؟! لا.. لأن ذلك ماخُلقا عليه..لكلاهما دور لا ينتقص من الآخر.. فليس عيب أن تكوني ضعيفة، بل إن رقة الأنثى و خوفها أحد أجمل صفاتها.. و ليس عيب أن تكوني شديدة العاطفة فحنان الأنثى أصل طباعها.. تعرفي أين هو الخلل؟! لقد جعلك الخبثاء من الغرب تعتقدين أن كل حريتك تكمن في التمرد على مافطرك الله عليه... لقد أهنت نفسك لانك لم تقبلي بالمكانة العظيمة التي خلقت عليها و أردت أن تتجاوزين كل الذكور لتكوني ذكر.. كوني طبيبة لا طبيب ، كوني محامية لا محامي، كوني مهندسة لا مهندس كوني معلمة لا معلم.. إفتخري بهاء التأنيث الذي يحفظ تميزك عن الذكر.. كوني ما تسمح لك أنوثتك أن تكوني.. فقط لا تكابري و تبالغي في خلق رغبات لاتتناسب مع تكوينك، مثل أن تكوني بطلة في المصارعة، فهل ترغبين أن تكون لك عضلات و جسم مشوه كالمصارعات؟! هل تصلح أولئك النساء أن يكونن زوجات كسائر النساء؟! فقط لا تكوني سطحية و تتمرسي تحت قناعات كاذبة خلف قلاع صنعت من التمرد فقط، فليس حريتك هي أن تكوني رجل.. إن حريتك عكس ذلك، كيف تحافظين على نفسك أن تكوني أنثى و تنأي بنفسك عن أذى المرضى من الذكور.. أدعو الله أن يحفظ كل نسائنا، و يجعلنا لهن سند و يجعلهن لنا سند