في القلب لها مكان .. وفي العين تراها ضوء الأمل .. وفي الروح هي انبعاث الحياة .. وفي دنيانا هي كوننا .. وفي ليالينا هي القمر .. أنها أبين شرياننا النابض .. وأرضنا الطيبة .. أنها أبين الماضي بكل لمحاته وذكرياته التي لا تنسى ..أنها أبين اجتماعنا بين الأهل والأصحاب .. أنها أبين التي عاشت فينا وتغلغلت في أوصالنا .. والتي نحلم بها ونشعر بالحنين يشدنا للعودة لأحضانها . يوم تركت أبين كأنما افتقدت العالم أجمع .. ورحلت عني سعادتي التي كانت تغمرني .. يوم تركتك طالت بنا المسافات وانقطعت السبل .. وأسفرت الدنيا عن وجهها القبيح .. وعبثت بنا وشردتنا وأضاعتنا داخل وطنا .. كل هذا ولم يكتفي هؤلاء الأوغاد بهذا بل دمروك ودمروا كل أنواع الحياة فيك .. ولم يسلم فيك بيت أو حجر أو شجر من دمارهم .. وطال دمارهم هوائك ومائك وترابك .. وتلوثت الأرض الطاهرة بكل أنواع الأسلحة المحرمة والتي تقتل الحجر قبل البشر .. هذه جريمة لا تغتفر أو تنسى أو تمحى من التاريخ .. بل سيظل وجودها أكبر دليل على همجية المحتلين وبغضهم لأرضك الطاهرة .
أن المخطط الذي قام به هؤلاء البغضاء هدف إلى تقطيع أوصال الجنوب .. بضربك وتدميرك وأداخلك في دوامة وحرب لا تنتهي يا أبين .. وبرغم مرور العام على هذه الحرب ألا أن الوضع لا يزال قائم على وهم أسمه أنصار الشريعة .. أو يمكن القول أنهم أنصار النظام الشيطاني .
وبعد مرور العام على فراقك وضياعك ... يأتي ألوم من اليوم الأول على الحرب التي دارت فيك على من باع أرضك من أبنائك يا أبين .. وليس الجميع من باع .. بل هناك ثلة من الخونة الذين تهاونوا وأضاعوك من أجل حفنه من المال .. وهؤلاء سيلعنهم التاريخ والأجيال القادمة إلى الأبد .. وسيعيشون في كابوس لن ينتهي أبدا . أعرف يا أبين أن الحياة ساقت لنا قدر وسؤ حظ كبير .. بدمارك وتشرد أولادك والحال الذي أنت فيه .. قد اثر على أبنائك في مختلف جوانب حياتهم بشكل خاص .. وعلى الجنوب بشكل عام .. فا أبنك عان ولا يزال يعاني من عذاب وظلم كبير .. ليس له ذنب فيه .. بل بسب لعبة لعبت عليه وعلى أرضة .. فا أصبح (( نازح – مشرد – تائهة )) بدون ماضي أو حاضر ومع مستقبل مجهول يحيط به .. هذا حال ابنك ولا يزال على هذا الحال ..
أما حال الجنوب الذي فقد محافظة بحجمك ووزنك الثقيل في النضال والكفاح والتاريخ العظيم .. سيكون حاله مهتز وحركته مشلولة بفقدانك لبعض الوقت .. ولكن با استبسال أقوى الرجال في مدينه لودر .. أعاد لك يا أبين مجد من أمجادك .. ووضع أسمك من جديد على قمة البطولات .
وأعطانا دافع كبير للاستمرار والتقدم في قضيتنا الجنوبية .. قضيتنا التي هي صاحبة حق في وجه كل ظلم .. وسنقولها إلى حكام نظام الاحتلال والى كل عميل يبيع في وطنا .. ستظل أبين رغم كل المحن أبيه وحرة وسيكون رد فعلها عنيف يعصف بكل شي .. وستظل غايتنا ومجدنا وهدفنا السامي .. وستعاد لها حريتها وحرية كل الجنوب .. ومهما فعلوا وطغوا وظلموا .. غايتنا وبكل بساطه وجودنا في أرضك .. لن نتخلى عنك أو نتخلى عن الجنوب أو نتخلى عن شبر واحد من أرضنا .. وعليكم أن تفهموا أن الجنوب ليس لعبه أو كعكة تتقسموها أيها اللصوص .. الجنوب وأبين وكل محافظة في وطنا هي بلد الأبطال .