اكتب وفي القلب حسرة، وعلى الوجوه أسى، كيف لي لا أتحسر، والمعلم يئن، ومكانته لم تعد تلك المكانة التي ينبغي أن يكون عليها؟!! فلقد مرمطوا به، وجعلوه يتجرع المر وهو يرى نفسه في أدنى سلم، وأسفل الجميع وهو الذي نادى الشعراء باحترامه وتقديره والثناء عليه ورفعوا قدره بين كل البشر. اليوم، واليوم فقط عرفت أن الزمن زمن المناتعة، فالأخ بن بريك يريد ينتع لنا دولة حسب قوله، والحوثيون يريدون أن ينتعوا لهم اعترافاً من الأممالمتحدة، والكل يشتي ينتع له، والمسكين المعلم هو الذي خرج من سباق المناتعة، فالكل نتع له حاجة، وظل المعلم فاتح لقفه في قاعة الفصل مربياً ومعلماً، فأنصفوه وانتعوا له هيكلة، فراتبه لا يكاد يُذكر، ومكانته مهزوزة في المجتمع . بن بريك يشتي ينتع لنا دولة والمعلمون لم يستطيعوا أن ينتعوا لهم هيكلة للأجور، والحوثي يريد ينتع له اعترافاً دولياً والمعلمون لم يستطيعوا أن ينتعوا لهم هيكلة، هذا هو العجيب في بلد العجائب، وبلد المناتعة، فلقد أمسى المعلم أضعف الحلقات في المجتمع، فهو الأقل معاشاً، والأقل اهتماماً من قبل الحكومة . نعم إنه زمن المناتعة إذا لم تنتع حقوقك ما أحد سيعطيك حقك، لهذا أيها المعلمون انتعوا حقوقكم بقوة أقلامكم وثقافتكم، انتعوا حقوقكم ومطوا الحكومة على خشمها حتى تفيق وتنتبه لكم، وتعطيكم حقوقكم وافية كاملة غير منقوصة، فهذا الزمن هو زمن المناتعة . ما أجمل أن يعيش المرء في دولة لا يوجد فيها مناتعة، بل يعيش وفق نظام وقانون، لا أحد ينتع حقك ولا تنتع حق أحد، ولكن هذه الأيام هي أيام المناتعة، ومن لاقى غريمه حنجل له، ونتع له سواء بحق أو بباطل. رسالة للأخ بن بريك إذا تريدون أن تنتعوا دولة فانتعوا المعلمين إلى جانبكم، وطالبوا بحقوقهم، فالمعلمون قوة لا يستهان بها فهم من خرج وأسقط صالح، وجامعة صنعاء خير دليل على ذلك، انتعوا المعلمين إلى صفكم، وسيهتفون لكم، وعلى الدكتور بن دغر إن أراد انجاح مشروع الأقاليم عليه أن ينتع المعلمين إلى صف الحكومة، فمن سيسبق ويحوز تأييد المعلم، فإنه سينتع نجاح مشروعه، قلت قولي هذا وسلمكم الله من المناتعة .