ثلاث سنوات ونيف من الحرب في اليمن صعد فيها إلى الشهرة رجال وقيادات عدة كان أبرزهم الرئيس هادي واللواء عيدروس الزبيدي وإن كان هادي معروفا قبل ذلك بصفته رئيسا للبلاد منذ العام 2012 وكان قبلها نائبا للرئيس. ظهر اسم اللواء عيدروس الزبيدي بعد تعيينه من قبل الرئيس هادي محافظا للعاصمة عدن وأصبح بذلك الرجل الأول في المدينة رغم توجهه الانفصالي فهو من قيادات الحراك الجنوبي واحد المناضلين البارزين لاستعادة دولة الجنوب وفك ارتباطها مع الشمال اليمني. ما يقارب العام والنصف مدة حكم الزبيدي ل"عدن" قبل ان يقيله هادي وهو ما فجر الخلاف بين الرجلين. خلال سنوات حكم هادي لليمن وحكم الزبيدي ل"عدن" نجح الرجلان في ملفات عدة ولكنهما فشلا في الكثير من القضايا الأخرى. تختلف الجغرافيا والظروف أيضا في نطاق حكم الرجلان ولكنهما يجتمعان في الفشل والسير على الطريق المؤدي للهاوية. سنوات من تجربة هادي والزبيدي لم يتشارك الرجلان فيها إلا الفشل وأسبابه. تقلد هادي حكم اليمن في مرحلة من أصعب مراحله ومع هذا فالسياسة التي اتبعها أدخلت البلد في دوامة حرب لاتزال مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، شُكلت فيها دويلات صغيرة بوسط الدولة. نصب الزبيدي حاكما ل"عدن" وهي ترزح تحت رحمة مليشيات وتنظيمات إرهابية وعلى الرغم من قتاله لهذه التنظيمات إلا انه ترك المدينة وهي مقسمة بين مليشيات أخرى تدعي تمثيل الدولة وهي أبعد من ذلك بل الخطير ان تلك المليشيات تملك بعدا مناطقيا خبيثا. يؤكد كل من عاشر الرجلين أنهما من اطيب الناس قلبا ولكن ذلك لم يكن كافيا للنجاح في زمن يتكالب فيه الأعداء بسرعة الرياح وتظهر المصائب والكوارث على مدار الساعة. اعتمد هادي ومثله الزبيدي على الفاشلين واللصوص لإدارة نظام الحكم وقربا منهما كل مداح كاذب واطلقا المقربين منهما اسريا وقبليا ليعوثوا فسادا حيثما شاءوا. أصبح هادي والزبيدي رمزان وطنيان للكثيرين ولكنهما خيبا الآمال بارتهانهما لدول خارجية، فهادي أصبح لعبة بيد السعودية والزبيدي صار مطية للإمارات، وصارت السيادة الوطنية سلعة يتداولها الأتباع للمناكفات. وأن كان هناك دليلا قاطعا على ارتهان هادي والزبيدي لدول خارجية فإن تواجد طارق عفاش وقواته في عدن تثبت ذلك فطارق لا يعترف بشرعية هادي ويعادي مشروع الزبيدي ومع هذا التزم الرجلان بالصمت ارضاءا لمصالح الحلفاء وإن كان ذلك على حساب مصلحة الشعب العامة. سنوات من حكم الرئيس هادي واللواء الزبيدي لم تزد الوطن "الجنوب" إلا دمارا وانقساما ومناطقية، ولم يستفيد منها إلا المطبلين، والباحثين عن الارتزاق وتجار الحروب.