كتب كثير من الخُبراء في السابق عن اليمن، وأكدوا أن أمن اليمن مرتبط بأمن الخليج وأن عدم الاهتمام بهذا البلد المنهك الذي حكمته طبقة تقليدية بشقيها القبلي والهاشمي بعيدا عن جواره الخليجي سيكون له تأثير مباشر على الأمن القومي لدول الجوار. أثبتت الأحداث الجارية الآن هذه الحقيقة. ولذلك، لم يعد أمام الخليج العربي سِوى الحفاظ على اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، إذا أرادوا أن تنعم الجزيرة العربية بالخير، والسلام، والأمن، والإستقرار. كان الأشقاء في السعودية يدعمون الطبقة التقليدية الهاشمية وشيوخ القبائل وتركوا الشعب اليمني يتضور من الجوع. كانت البطالة منتشرة بشكل مخيف في اليمن إبان حكم الرئيس اليمني الراحل صالح، مما جعل الوضع مهيأ لانتشار الحركات المؤدلجة والطائفية واستقطاب الأطفال والفقراء إلى صفوف حركة الحوثي وغيرها من الجماعات الأخرى الإرهابية كتنظيم القاعدة. تركوا اليمن فريسة ولقمة سائغة لجماعات العنف الطائفية، ورفضوا ضمه إلى مجلس الخليج العربي. الآن، تحصد دول الخليج نتائج سياساتها الخاطئة تجاه اليمن. تنفق دول الخليج العربي مئات المليارات من أجل هزيمة مليشيات مسلحة خارجة عن القانون. ماذا لو أنفقوا هذه المليارات في بناء اليمن ومساعدة شعبه قبل 20 عام؟ نأمل من قادة دول الخليج أن يتعلموا من أخطاءهم السابقة! كما نأمل أن لا يكرروا الخطأ نفسه. على الجميع أن يفهم أن مصير اليمن والخليج مشترك. أمام قادة الخليج خياران لا ثالث لهما: إمّا دعم اليمن بصدق حتى يتم هزيمة مليشيات الموت الحوثية ومن ثم إعادة الاعمار في هذا البلد، كي يعيش جنبا إلى جنب مع أشقائه في دول الخليج. أو الخيار الثاني، وهو الاستمرار في سياستهم الغير موفقة في إدارة الحرب حتى تنتصر إيران وتنصّب زعيم الكهف الحوثي على شبه جزيرة العرب. حينها سيندم الجميع يوم لا ينفع الندم .والأيام ستثبت صحة ما نقوله.