هل التاريخ يعيد نفسه؟ ولماذا كلما حاولنا ان ننسى ونطوي تلك الماسأة نجد من يجرنا إليها جرآ !! أحداث يناير 1986م كانت كارثة وجراح لم يندمل بعد، قد يقول البعض أن الجنوبيين تصالحوا وتسامحوا وأنا اقول تلك شعارات وأقوال فقط لا نشاهد أفعال، وما يحدث الآن في عدن من حشود عسكرية واحتقان وصراع بين جهات وأطراف متعددة وللآسف أنهم جميعآ جنوبيون!!. لقد ظهرت في الفترة الأخيرة ابواق تعزف ألحان نشاز تصم أسماعنا من خلال العزف على وتر المناطقية والقبليه وهدفها واضح وضوح الشمس في كبد السماء.. تلك النفوس المريضة التي تغذي هؤلاء لا يطيب لها العيش وهي ترى وحدة وتماسك الصف الجنوبي وكذلك سوف تسعى بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ لتجرنا جميعآ للمربع الأول من خلال تفجير الأوضاع في عدن لتشمل بعد ذلك الجنوب برمته.. هذه الارهاصات توحي لنا أن القادم لا يبشر بخير . قد تتسألون لماذا النظرة التشاؤمية؟ لسبب بسيط هو إننا لم نسمع او نرى من يسعى جاهدآ لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتحكيم العقل، فالمواطن في عدن وكذلك في المحافظات الجنوبية لن يحتمل صراع جنوبي-جنوبي وعلينا أخذ العبرة والدروس من الماضي، وبالأمس القريب شاهدنا صراع وتكسير العظام بين الفصيل العسكري للمجلس الانتقالي وألوية من الحماية الرئاسية كان الضحية لتلك الخطوة المتهورة سقوط أكثر من 100 قتيل جنوبي لا ذنب لهم سوى تنفيذ أوامر قادتهم التي تبحث عن مصلحتها وليس عن أمن المواطن. الملاحظ أن الكل ممسك بندقيته وموجهة صوب الأخر وفي انتظار ساعة الصفر لتضغط تلك الأصابع على الزناد. كلنا نعرف وعلى يقين أن الحكومة الشرعية تتحمل الوزر الاعظم فيما يحدث من غياب الأمن وهبوط العملة وتدهور الخدمات التي تهم المواطن وتغيرها بات حتميآ وضروريآ جدآ ولكن أن يكون تغيرها بسفك الدماء وخراب ما تبقى لدينا فهذا منطق غير مقبول ولا عقلاني ابدآ. كذلك علينا ألا نستثني دول التحالف العربي وخصوصآ السعودية والإمارات فهما الدولتان اللتان بأيديهما كل الأمور في عدنوالمحافظات المحررة. فسكوتهم على تدهور الخدمات وتأزم الأوضاع لا يخلي مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الجنوب بشكل عام . فكيف لنا أن نتقبل الأزمات الواحدة تلو الأخرى دون أن يحركوا ساكنا؟!، ومن سخرية القدر أننا في أزمة خانقة للمشتقات النفطية بينما أكبر دولة مصدرة للنفط (السعودية) هي من تقود دول التحالف!!! ومن المؤلم ايضآ ونحن في فصل الصيف والذي نشهد خلاله موجة حر شديدة جدآ ونشاهد ونسمع صرخات الأطفال وآنين المرضى وكبار السن بسبب انقطاع الكهرباء بينما السعودية تقدم المساعدات وبسخاء منقطع النظير لمحافظة المهرة حيث تم تزويدها بالمولدات الكهربائية والكثير من المساعدات الاغاثية العاجلة!!! انا لست بحاسد لاخوتنا الاعزاء في المهرة وأتمنى أن يعم الخير للجميع، ولكن من الاولى بالمساعدات وخصوصآ الكهرباء، فالمهرة لم تكتوي بالحرب والدمار مثل عدن، ولكن للسعودية مصالح واجندة خاصة لهذا الدعم للمهرة فالعرب لا يفكرون بالأخوة بقدر ما يبحثون عن المصلحة ، والاستثناء الاجمل من العرب هي دولة الكويت التي تعطي بدون مقابل او ابتزاز. والمضحك إلى حد البكاء عندما قدمت إمارات الخير واولاد زايد 100 حافلة (باصات) سياحية لعدن ومتى؟؟! في عز الصيف اليس من الأفضل وبقيمة تلك الحافلات أن تشتري مولدات كهربائية للتخفيف من هذا الحر القاتل!! وعلى فكرة هذه الحافلات ليست جديدة بل تم ترميمها وارسالها لليمن، فاليمن مقبرة لا ترد ميت. ربما كان الهدف من تلك الحافلات هو توزيعها بين الشوارع والحارات وعندما تنقطع الكهرباء يتوجه المواطنين إلى تلك الحافلات فيتم تشغيل المكيفات فيها ويظل المواطن داخلها يتمتع بالبرود وعندما تعاد الكهرباء ينزل الجميع من الحافلات ويرجعون لمنازلهم. عندي تساؤل بريء أين ذهبت هذه الحافلات وماهو مصيرها؟؟!! أي مسخرة وأي استخفاف وضحك على الدقون، ثلاث سنوات ونحن نكابد ونعاني الآمرين من الكهرباء، ثلاث سنوات كان باستطاعتهم بناء محطة كهربائية متكاملة ولكنهم يتلذذون في معاناتنا.. عدن حاليآ نقطة ساخنة ومطمع للكل فهي واقعة بين مطرقة التحالف وسندان القوى المتصارعة (الشرعية من جهة والحزام الأمني والمجلس الانتقالي من جهة اخرى). الكل من هؤلاء يعمل على إفشال الأخر بغض النظر عما ستاؤل إليه من نتائج وخيمة وكارثية للوطن والمواطن. الشعب الجنوبي مل من الوعود الكاذبة والخطابات الرنانة، فاذا كنتم فعلآ هدفكم تغيير هذا الواقع المزي لماذا لاتجلسون جمعيآ على طاولة واحدة وتبحثون على الطريقة المناسبة والحلول الناجعة والعمل الجاد للتحسين الخدمات الضرورية التي تهم المواطن وعليكم أن تتركوا خلافاتكم ومصالحكم الضيقة جانبآ فكلنا على مركب واحد تتقاذفة الامواج العاتية فإذا غرق لا سمح الله فسنغرق جميعآ معه. واخيرآ اقول عما يحدث في عدن: ( كثيرون من هم حول السلطة، وقليلون جدآ من هم حول الوطن)..