للأسف الشديد اننا وصلنا الى خانة اخيره في تصنيف الغبى والسذاجة وطغت علينا الرذيلة وعشقنا المناكفات والشتم والسباب فيما بيننا وضد بعضننا البعض دون خجل وكرسناها ثقافة مجتمعيه يا للعار ان يكون مثقفو ألسلطة سلعه معروضة للبيع، وهم من عرَّاهم .. حسين العموش في روايته "رجال للبيع"، ينتقلون من سيد إلى سيد حسب الثمن المدفوع، أو حسب المنافع المنتظرة. فإنَّ المثقف الحقيقي لا يستعدي السلطة -أي سلطه على المواطنين الذين يمارسون حرية التعبير، وإنْ تجاوزوا الحدود، فللسلطة أدواتها وأجهزتها المختصة بالمحافظة عليها وإجراء اللازم لحمايتها. ولا يستقوي بالسلطة على المواطنين لمجرد اختلاف في الفكر والرأي، لأنَّ المثقف لا يؤمن إلا بالحوار وسيلة للتدافع الفكري، وإلا ما الفرق بينه وبين السلطه المثقف الحقيقي يجب أن يكون على تناقض مع السلطة -أي سلطه لأنها بنظره سلطة غير عادله غير منصفه غير نزيه سلطة تمارس الظلم والتمييز وبالمحاباة فكل سلطة ليست مبرأة من الخلل والقصور والظلم. فالمثقف من واجبه أن يصطف مع المواطنين وإن أخطئوا في الرأي والتعبير. كم من نهيق وكم من شتائم وكم من تخوين للإبطال ليسئ لشي انما لاجل التقرب من السلطة .. انني ارى انحطاط اخلاقي ونكران لما قدمه الابطال الشهداء الذي اصبحتم تتاجرون بدمائهم تبحثون عن المناصب عن الفلوس عن الاكراميات عن الجاه عن الانحطاط . الم تدركون ان اقتصادكم منهار وخدماتكم ميته وأسلحتكم التى تتقاتلون بها وتستعرضون بها منتهيه اين ذاهبون نسيتم انكم تنتمون الى هدا الوطن الذي تتنكرون له وتمنحون ملكيته لغيركم لتكونو عبيدا مطاعين هل حلت فيكم لعنت المارد الوطني الذي قال لعنت الله على شعبا اردت له الحياة واراد لي الموت نعم لقد اخترتم الموت اخترتم الطعن والتخوين لبعضكم وتناسيتم دينكم وعقيدتكم وماعلمكم به الله ان المؤمن للمؤمن كالبنان او بمعنى كالبنيان المرصوص . وسلكتم صفة المنافقين وليسى المثقفين ان يكون حالهم كاحلكم في التنابز والشتم والمكر والتحايل والخداع وكلكم تبيعون الوهم وتطحون انفسكم لأجل ان تبيعو شعبكم ووطنكم.تذكروا دائما ان المثقف الحقيقي إما أن ينحاز للحرية بأسمى معانيها وأعلى أفاقها وإما أن ينحاز للقضبان، ولا خيار غيرهما. فاختر لنفسك، وصنف.